كشفت مصر عن “الخطوة الأولى” في حزمة تسهيلات ضريبية جديدة لتعزيز علاقات المستثمرين ومعالجة التحديات الاقتصادية.
أعلن وزير المالية أحمد كوجك عن إدخال إجراءات تهدف إلى تبسيط النظام الضريبي، وتعزيز الإنتاجية، وتعزيز النمو من خلال زيادة الإنتاج والصادرات.
يأتي ذلك عقب إعلان سابق لسلفه في المنصب محمد معيط، الذي كشف في يناير/كانون الثاني الماضي أن مصلحة الضرائب تقترب من الانتهاء من مشروع قانون جديد لضريبة الدخل.
وأضاف كوجوك، خلال مؤتمر صحفي حضره رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، أنه سيتم تطبيق نظام ضريبي مبسط ومتكامل على الشركات التي يصل إيراداتها السنوية إلى 15 مليون جنيه مصري (309.525 دولار)، بما في ذلك الشركات الصغيرة ومتناهية الصغر والشركات الناشئة والمستقلين والمهنيين.
وقال كوشوك «بدأنا دراسة التحديات على أرض الواقع، وقراراتنا تعكس جديتنا في تلبية احتياجات شركائنا في المجتمع الضريبي»، مضيفاً: «نواصل جلسات الاستماع الضريبية ونتحرك فوراً بحزم أخرى من التسهيلات لتحفيز مجتمع الأعمال، مع التركيز على توضيح وتحديد الإجراءات والقواعد التنفيذية بشكل حاسم حتى لا نترك الأمور للتقديرات الشخصية في المناطق والمكاتب الضريبية».
وأضاف بحسب منشور على صفحة رئيس الوزراء على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك: “نستهدف تحقيق تحسن ملموس يشعر به مجتمع الأعمال في جودة الخدمات الضريبية المقدمة لهم في المناطق والمكاتب الضريبية”.
ووصف وزير المالية الإعلان بأنه “بداية صفحة جديدة” بين مصلحة الضرائب ومجتمع الأعمال.
وقال “نؤكد أن الشراكة تقوم على الثقة بين جميع الأطراف وأننا سنركز على المستقبل وليس الماضي وسنقدم خدمة عادلة ومتميزة للمستثمرين والممولين وسنركز على توسيع القاعدة الضريبية وهذا يضمن مصلحة الدولة والمستثمرين والقدرة على تحسين الدعم والخدمات للمواطنين”.
سيتم بذل الجهود لدمج المشاريع الاقتصادية غير الرسمية في القطاع الرسمي باستخدام تقنيات تيسير مختلفة. يمكن لدافعي الضرائب تقديم أو تعديل الإقرارات الضريبية للفترة من 2021 إلى 2023 دون مواجهة عقوبات.
وأضاف كوشوك أنه سيتم تبسيط الإقرارات الضريبية وتوسيع نظام فحص العينات ليشمل جميع المراكز الضريبية، كما
ستستخدم عمليات التدقيق الضريبي الآن نظام إدارة المخاطر لجميع دافعي الضرائب في جميع المكاتب والمناطق لتبسيط العمليات.
وقال إنه في السابق، كانت العقوبات المترتبة على التأخير قد تتجاوز مبلغ الضريبة الأصلي عدة مرات، أما الآن فقد تم تحديد سقف بحيث لا تتجاوز العقوبات مبلغ الضريبة الأصلي تحت أي ظرف من الظروف.
وأضاف الوزير أنه سيتم العمل على تسريع فض المنازعات وتصفية الملفات الضريبية المتراكمة لتعزيز النشاط الاقتصادي، كما سيتم زيادة حد الإعفاء لدراسات تسعير التحويل للشركات العالمية إلى 30 مليون جنيه.
وأضاف أن إدخال آلية تسوية مركزية جديدة ونظام مبسط لاسترداد ضريبة القيمة المضافة من شأنه أن يخفف العبء على المستثمرين ويخلق بيئة تنافسية صديقة للاستثمار.
وتهدف المبادرة إلى دعم جهود الدولة الواقعة في شمال أفريقيا لتعظيم قدرات الإنتاج والتصدير، وتتضمن حزمة الإعفاءات الضريبية مبدأ المعالجة القانونية التدريجية لعدم تقديم الإقرارات الضريبية، المرتبطة بالرقم السنوي للمبيعات، مما يعود بالنفع على دافعي الضرائب.
وأضاف كوجوك أنه «سيكون هناك استثمار جاد في رفع كفاءة العاملين بمصلحة الضرائب المصرية وتحسين أوضاعهم بما يتناسب مع الأعباء والمسؤوليات المطلوبة منهم».
وأشار أيضاً إلى أنه سيتم استحداث نظام حديث ومتكامل لتقييم الموظفين بناءً على مقاييس الأداء وجودة الخدمات المقدمة للمكلفين.
وقال الوزير: «نحن في وزارة المالية ومصلحة الضرائب المصرية فريق عمل موحد ومتناغم يؤمن بهذا الاتجاه، وهو ما انعكس في الحزمة الأولى من الإعفاءات الضريبية».