عمان– قطفة الحصاد الأولى لمشروع زيت الخروع بطريقة الزراعة العضوية في منطقة الرويشد الذي ينفذه الصندوق الأردني الهاشمي لتنمية البادية ستكون نهاية الشهر الجاري، بحسب مدير الصندوق الدكتور محمد الطراونة.
المشروع هو الأول والوحيد في المملكة من حيث المساحة المزروعة حيث تبلغ مساحته مائة دونم منها 75 دونما مزروعة وباقي المساحة عبارة عن منشآت ابنية وبركة مياه وغيرها.
ويقول الدكتور الطراونة إن المشروع بدئ العمل بتجهيزه منذ العام 2009 وزرع بنبات الخروع العام الماضي، وستتم عملية استخلاص الزيت من بذوره في معصرة خاصة تابعة للمشروع.
ويضيف أن المشروع يهدف الى زراعة شجيرات الخروع بالطريقة العضوية كمشروع انتاجي بحيث يكون نموذجا قابلا للتطبيق في جميع مناطق المملكة من خلال اتباع أفضل الطرق العلمية الحديثة في الزراعة وعمليات الري.
ويهدف المشروع، وفقا للطراونة، الى إيجاد فرص عمل للعديد من اهالي المنطقة وتحسين المستوى المعيشي للعاملين فيه وإيجاد فئة مدربة ذات خبرة في مجال زراعة الخروع وانشاء مشروعات زراعية متخصصة بإنتاجه مبينا ان اختيار منطقة الرويشد لاقامة المشروع فيها يعود لكونها من مناطق جيوب الفقر ولحاجة ابنائها لفرص العمل.
واشار الى توفر مركزين تدريبيين لإرشاد ابناء المجتمع المحلي بكيفية التعامل مع زراعة نبات الخروع وكيفية استخراج الزيت من بذوره، بالاستعانة بالخبراء والمتخصصين في هذا المجال من مختلف الوزارات والمؤسسات الحكومية.
وعن كمية الانتاج المتوقعة يؤكد الطراونة انه بعد الانتهاء من عملية الحصاد واستخلاص الزيت سنقوم بتقدير الكميات المنتجة لمعرفة مدى الاستفادة منها من قبل لجنة متخصصة من الخبراء في هذا المجال وفحصه مخبريا.
من جهته، يقول المهندس خليل جمجوم من المركز الوطني للبحث والارشاد الزراعي إن المركز قام بزراعة شجرة الخروع مع نهاية العام 2009 كتجربة في موقع محطة معالجة العقبة، وكانت النتائج مبشرة خلال السنة الأولى من الدراسة حيث إنها من النباتات سريعة النمو وعالية الإنتاج.
ويضيف أن نسبة الزيت في البذور وصلت الى حوالي 39 % في حين بلغت كمية البذور بما يقارب 212 كيلو غراما للدونم، وهي اعلى بكثير من الإنتاج العالمي لبذور الخروع والذي يتراوح بين 75 – 150 كيلوغراما للدونم، مشيرا الى ان المركز عمل في نهاية العام الماضي على تقدير الاحتياجات المائية لنبات الخروع.
واوضح ان نبات الخروع عبارة عن شجيرة صغيرة غليظة النسيج، ذات سيقان قائمة كثيرة التفرع من الأعلى يتراوح ارتفاعها بين ثلاثة وستة امتار, وهي من الأشجار سريعة النمو ودائمة الخضرة، وان الأزهار الأنثوية والذكرية موجودة بالنبات ذاته وثمارها على شكل كبسولة شبه كروية خضراء وموطنها الأصلي شمال شرق افريقيا المدارية والمناطق الاستوائية.
وقال جمجوم ان نبات الخروع ينمو بريا في منطقة حوض البحر المتوسط، وتبلغ نسبة الزيت في بذوره من 48 – 51 %، مشيرا الى ان الإنتاج يصل إلى 1.5 طن من حبوب الخروع لكل هكتار، مقارنة مع المعدل العالمي الذي يبلغ 750 كيلوغراما لكل هكتار اضافة الى ان الأشجار تعطي بذورا بشكل جيد بعمر – اربع الى خمس سنوات – وبشكل منتظم سنويا.
واشار الى انه ووفقا للطب الشعبي “فان زيت الخروع يستخدم في علاج التقرحات والبثور وزيادة كثافة وطول الشعر وعلاج امراض الصدر والجهاز التنفسي والبلغم وامراض الاقدام وارهاقها، اضافة الى ان زيته يستخدم كوقود حيوي بدل الوقود الأحفوري (الديزل) في محركات السيارات العاملة على الديزل”.
وتوضح الدكتورة سوسن العوران أستاذة علم النبات في قسم العلوم الحياتية في كلية العلوم بالجامعة الاردنية، ان زيت الخروع يستخدم كمادة ملينة للامعاء في حالات وجود مشكلات لدى الاطفال اضافة الى تنشيط بصيلات الشعر وزيادة كثافتها.
ويقول إن الخروع يدخل ايضا في الصناعات الدوائية على شكل كبسولات نظرا للزيت المفيد الموجود داخلها ويباع في الصيدليات ايضا على شكل عبوات مبينة ضرورة الاعتدال في استخدام الزيت للحالات التي تم ذكرها سابقا حيث تعتبر بذوره سامة وخطرة لاحتوائها على القلوديات. -(بترا – مجد الصمادي)