مجلة مال واعمال

مشاورات لوزراء في «أوبك» غدا لبحث تمديد اتفاق خفض الإنتاج

-

606321-947383816

من المقرر أن يجتمع وزراء في منظمة أوبك غدا في باريس لإجراء مزيد من المحادثات حول إمكانية تمديد خفض الإنتاج إلى ما بعد حزيران (يونيو) المقبل، وفقا لما ذكرته وكالة بلاتس الدولية للمعلومات النفطية.
وقالت الوكالة، إن مؤشرات السوق خلال هذا الأسبوع ترجح أن تمديدا لخفض إنتاج النفط سيحدث قريبا خلال اجتماع المنتجين الشهر المقبل، مشيرة إلى أن التوقعات تلقت دفعة كبيرة الأسبوع الماضي، عندما أشارت السعودية وروسيا إلى أنهما سيدعمان تمديد خفض الإنتاج.
ونقلت الوكالة عن شركة شلمبرجير العملاقة للنفط، أن الإنتاج الأمريكي يشهد تعافيا جيدا وتدريجيا هذا العام وسيتسارع بمعدلات أكبر في العام المقبل 2018، مشيرة إلى أن السوق تجاوزت حالة الكساد التي شهدتها صناعة النفط والغاز الطبيعي منذ عامين.
وتوقعت الوكالة نمو استثمارات الطاقة في أمريكا الشمالية بنحو 50 في المائة هذا العام، وعلى الرغم من ذلك يمكن القول إن أمريكا الشمالية تتجه نحو سنة ثالثة على التوالي من نقص استثمارات الطاقة بشكل كبير ودون المستويات الملائمة”.
وفى سياق متصل، مالت أسعار النفط الخام إلى الارتفاع بعد موجة انخفاضات على مدار نحو الأسبوع بسبب ارتفاع عدد منصات الحفر الأمريكية لأعلى مستوى في عامين، فيما يواصل في المقابل منتجو “أوبك” بالتعاون مع المستقلين جهود تقليص المعروض النفطي العالمي وسط التزام بخفض حصص الإنتاج وفق مقررات اتفاق فيينا.
وفقدت أسعار النفط نحو 7 في المائة في الأسبوع الماضي بسبب الزيادة المستمرة في مستويات الإنتاج الأمريكي التي تكبح جهود “أوبك” لاستعادة التوازن في السوق وبات مد العمل باتفاق خفض الإنتاج قريبا من التوافق عليه، حيث سيعلن ذلك رسميا في الاجتماع الوزاري لـ”أوبك” بمشاركة المستقلين في 25 مايو المقبل.
وتترقب السوق نتائج المباحثات التي سيجريها اليوم المهندس خالد الفالح وزير الطاقة السعودي مع نظيره الأذري ناطق علييف في أذربيجان التي من المتوقع أن تناقش جهود تسريع التعاون بين المنتجين في “أوبك” وخارجها، خاصة مد العمل باتفاق خفض الإنتاج وسبل تعزيز نمو الأسعار إلى المستويات الملائمة اقتصاديا والحفاظ عليها مستقرة بشكل مستدام.
وفى هذا الإطار، قال لـ”الاقتصادية” ألان ماتيفاود؛ مدير الأبحاث بشركة “توتال” العالمية للطاقة، إن حالة التقلبات السعرية ما زالت مهيمنة على السوق وتسببت في خسائر للأسعار بنحو 7 في المائة في الأسبوع الماضي، بسبب الشكوك في قدرة اتفاق خفض الإنتاج بمستواه الحالي على استعادة التوازن في السوق، وفى ضوء سباق محموم من جانب المنتجين الأمريكيين لتعويض أي خفض في المعروض العالمي.
وأشار إلى أن دول “أوبك” ما زالت تمتلك رؤية تفاؤلية لمستقبل السوق، وهى رؤية مبنية على تحليلات وتقديرات خاصة وتتسم بدرجة عالية من الدقة والموضوعية، وتتلقى دعما قويا ومساندة من روسيا وهى أكبر المنتجين من خارج “أوبك”، إضافة إلى نحو عشرة منتجين مستقلين آخرين، مشيرا إلى أن السوق تتسم بحساسية مفرطة لتصريحات الوزراء وللعوامل الجيوسياسية، وأن استعادة التوازن هي مهمة صعبة وبطيئة نسبيا.
من جانبه، أوضح لـ”الاقتصادية” مفيد ماندرا نائب رئيس شركة “إل إم إف” النمساوية للطاقة، أن مباحثات وزيرى الطاقة القطري والروسي محمد السادة وألكسندر نوفاك في الدوحة، كشفت عن توافق المنتجين تجاه التعامل مع متغيرات السوق خاصة طفرة الإنتاج الأمريكي، حيث تتوافر الرغبة لأغلب المنتجين لإقرار امتداد خفض الإنتاج مع الاستمرار في مراقبة السوق خلال الشهر المقبل، للحصول على أدق بيانات عن الإنتاج بما يجعل قرار خفض الإنتاج ومدته مدروسا بشكل جيد.
وأعرب عن اعتقاده أن المباحثات السعودية الأذرية تصب أيضا في إطار التحضير والتشاور بين المنتجين قبل اجتماع 25 مايو المقبل، بما يسهل التوافق ويعجل بنتائج العمل المشترك، خاصة أن أذربيجان تشارك في اتفاق خفض الإنتاج وحققت نسبة التزام جيدة.
من ناحيتها، بينت لـ”الاقتصادية” نينا أنيجبوجو المحللة الروسية ومختصة التحكيم الاقتصادي، أن تمديد العقوبات الأمريكية ضد روسيا لن تؤثر في اقتصادها خاصة على قطاع الطاقة، مشيرة إلى أن روسيا توسع علاقات الشراكة مع قوى إقليمية أخرى في آسيا، كما تولى اهتماما خاصا لاتفاق الشراكة مع منظمة أوبك الذي سيشهد مزيدا من التطورات الإيجابية في المرحلة المقبلة حتى يتمكن المنتجون معا من استعادة التوازن في السوق.
وأضافت، أن روسيا حريصة على أن يخرج قرار مد خفض الإنتاج بعد توافق كل المنتجين وبعد دراسة دقيقة لظروف السوق، خاصة في الشهر المقبل الذي ستتضح خلاله بشكل كبير تأثير الاتفاق في المخزونات وفي المعروض العالمي.
وأشارت إلى أن روسيا على وشك الوفاء بكامل حصتها من الخفض وقدرها 300 ألف برميل، كما تساعد في حث بقية المنتجين على الانضمام لاتفاق خفض الإنتاج، حيث إن توسعة الاتفاق، ستؤدي إلى نتائج اقتصادية أفضل وتسهل وصول المنتجين إلى أهدافهم، موضحة أنه دون مد خفض الإنتاج ستستطيع روسيا القفز بمستويات إنتاجها بشكل واسع متحدية العقوبات الأمريكية والأوروبية ضدها.
وفيما يخص الأسعار، استعادت أسعار النفط بعض عافيتها أمس، بعد خسائر استمرت ست جلسات متتالية لكن الأسواق ما زالت تواجه ضغوطا، حيث فقد التجار الثقة في أن تعهدات كبار المنتجين بخفض الإنتاج ستحد من تخمة معروض النفط العالمي.
وبحلول الساعة 06:40 بتوقيت جرينتش، زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي في العقود الآجلة 14 سنتا أو 0.3 في المائة إلى 49.37 دولار للبرميل، ليظل دون مستوى 50 دولارا الذي نزلت عنه أواخر الأسبوع الماضي.
وزاد خام القياس العالمي مزيج برنت في العقود الآجلة 14 سنتا أو 0.27 في المائة إلى 51.74 دولار للبرميل.
وانخفض «برنت» 10 في المائة منذ أواخر 2016 رغم الجهود التي قادتها منظمة البلدان المصدرة للبترول “أوبك” وروسيا لخفض الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يوميا في النصف الأول من العام الجاري لتقليص المعروض في سوق النفط.
وقالت روسيا أمس إن إنتاجها النفطي قد يقفز إلى أعلى مستوى في 30 عاما، ما لم تمدد “أوبك” والمنتجون المستقلون اتفاق خفض الإنتاج إلى ما بعد 30 حزيران (يونيو).
وارتفعت أسعار النفط في السوق الأوروبية أمس، بفعل عمليات الارتداد من أدنى مستوى في أربعة أسابيع، لتحاول إنهاء موجة الخسائر التي استمرت على مدار ستة أيام متواصلة، ويكبح المكاسب استمرار المخاوف بشأن تسارع الإنتاج في الولايات المتحدة، خاصة بعد ارتفاع منصات الحفر الأسبوع الماضي لأعلى مستوى في عامين.
وبحلول الساعة 09:24 بتوقيت جرينتش، ارتفع الخام الأمريكي” تسليم يونيو” إلى مستوى 49.40 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 49.18 دولار، وسجل أعلى مستوى 49.52 دولار، وأدنى مستوى 49.14 دولار.
وصعد خام برنت إلى مستوى 51.75 دولار للبرميل من مستوى الافتتاح 51.55 دولار، وسجل أعلى مستوى 51.91 دولار، وأدنى مستوى 51.49 دولار.
وأنهى النفط الخام الأمريكي “تسليم يونيو” تعاملات الإثنين منخفضا بنسبة 0.9 في المائة، مسجلا أدنى مستوى في أربعة أسابيع 49.02 دولارا للبرميل، وفقدت عقود برنت “عقود يونيو” نسبة 0.8 في المائة، في سادس خسارة يومية على التوالي، ضمن أطول سلسلة خسائر يومية منذ أواخر تشرين الأول (أكتوبر) 2016.
وعلى مدار الأسبوع الماضي فقدت أسعار النفط نسبة 7 في المائة، في أول خسارة أسبوعية خلال شهر، بعدما طغى تأثير تسارع إنتاج النفط في الولايات المتحدة، على توقعات تمديد “أوبك” لاتفاق خفض الإنتاج لمدة ستة أشهر أخرى.
وارتفعت منصات الحفر في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي إلى 688 منصة، وهو أعلى مستوى منذ نيسان (أبريل) 2015، الأمر الذي يدعم توقعات تسارع إنتاج النفط في أكبر مستهلك له بالعالم.
وسجل الإنتاج الأمريكي 9.25 مليون برميل يوميا خلال الأسبوع المنتهي في 14 نيسان (أبريل)، وهو أعلى مستوى للإنتاج منذ آب (أغسطس) 2015، مقتربا من مستويات إنتاج السعودية ثاني أكبر منتج للنفط بالعالم.
من ناحية أخرى، ذكر مندوب في اللجنة الفنية المكلفة من “أوبك” لمراقبة تنفيذ اتفاق خفض الإنتاج العالمي، أن نسبة امتثال المنتجين داخل وخارج “أوبك” بتنفيذ الاتفاق بلغت 98 في المائة في آذار (مارس)، وأن اللجنة رفعت توصية إلى المنظمة حول ضرورة مد الاتفاق حتى أواخر هذا العام.
من جانب آخر، تراجعت سلة خام “أوبك” وسجل سعرها 49.64 دولار للبرميل يوم الإثنين مقابل 49.99 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وقال التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك”، أمس، إن سعر السلة التي تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء بالمنظمة حقق سابع انخفاض له على التوالي، وإن السلة خسرت أكثر من ثلاثة دولارات مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 52.94 دولار للبرميل.