م. رشا نذير عطيات
مدربة مهارات حياة و تشافي علاقات معتمدة و عضو في اتحاد المدربين العرب
كاتبة و رسامة و صانعة محتوى
مجلة مال واعمال – النسخة الورقية – العدد 173 -سلامٌ عليكَ يا صديق، مِن على مشارفِ نهايةِ عامٍ من قصتي و حكايتك.
كنتُ قد أمسيتُ اليومَ أتصفح في دفتر مذكرات العام ٢٠٢٢، وأخدتُ بالتمتمةِ هائمةً: ياااه قد مرت كل تلك الأيام!
يا لدهشتي؛ فكثيرٌ من تلك الصفحات قد نُسيَت من البال و الفؤاد، و كأني لستُ أنا بكاتبتها ولا بمحرّرتها، و كأنّ هناك شخصًا ما، انتحلَ خطي و تعبيري، و كتب الذي كتب.
نعم ودّعنا أحبّة، و صافحنا أيادِّ. وجوهٌ جديدة.. و عيونٌ ما كانت في سبيلنا، لكنها عَبَرَته
أدركتُ معها أن هناك قصصًا لم تُقفَل
وحكايا لم تغلق، هي بمثابةِ ملفاتٍ مفتوحة و كأنها في السماء عُلِّقَت.
أهدافٌ و نوايا مؤجّلة .. صناديق منسيّة للمستقبل، و أيُّ مستقبلٍ ذاك الذي خُدِعنا به. أجل قد “خدعونا فقالوا ” ..
فلا وجود يا صديق لشيءٍ اسمه المستقبل! بل كانَ مجرد وهمٍ ألقمونا إياهُ بالمِلعَقةِ اللامعة؛ لننتظر ونُسَوِّف، ونؤجّل، ونأكلَ من أعمارنا غصاتٍ كُثُر.
كم انتظرنا ذلك المستقبل الضائع مع ذاك الأفقِ البعيد، و كأنه أضحى محطةً بعيدةَ الوصول.
في تلك المحطة كبَبنا الأماني، والأحلام، ونوايا، ومآربَ كُثُر.
فالحقيقةُ باتت بأن لا شيء يدعى بِ مستقبل، بل هناك ما يدعى حاضرًا نبني فيه واقعًا.
أعتذر من نفسي ومن نفسِك؛ أننا جهِلنا أن أساسَ الوجود هو الحضور الآن، أن تكونَ حاضرًا بذهنك و مشاعرك وحواسّك في اللحظة الراهنة، وليس كما فعلنا و ما زلنا نفعل ونفعل بأن نتشتت تركيزنا ونبعثر طاقتنا في التفكير في الماضي و لا حتى في التفكير في القادم الذي ما جاء بعد.
فالماضي مضى بكل أبطاله و مخرجيه.. و القادم هو من صُنع الحاضر و ولادته.
نعم أنت بمقدورك يا صديقي أن تبنيَ و تزرعَ الآن في هذي الدقيقة، بذرة تلك الأمنية التي رميتها في بلدٍ بعيدٍ أسميته بِ المستقبل
إبدأ الآن يا صاح بأصغر فعلٍ يمَكّنكَ من تثبيتِ أمنيتك و ترسيخها، و مارس الحضورَ في اللحظة؛ لتركّز على ما تصنع.
فأمنيتك أو هدفك أم كانت نيّتك، هي بمثابة اللقمة الكبيرة التي لن تستطيع بلعها لِكِبَرِ حجمها.
فعليكَ أن تُصغّرَنّها إلى لُقيماتٍ صُغُر حتى تستسيغ بلعها.
صديقي القارئ .. فالنقتنص هذا الوقت الذهبي من السنة لنغلقَ الأهداف التي ما سارَت، وننهيَ النوايا التي ما خَدَمت في العامِ المنصرم .. فالنغلق تلك العلاقة المُعلّقة و لنحسم أمرها؛ حتى نُتيحَ الحيّزَ ليُشغَلَ بفرصٍ جديدة و خياراتٍ عديدة فيها من الأهداف ما نشاء و من النوايا ما نرغب و من العلاقات ما نشتهي.
عامٌ سعيدٌ أدعوه لك يذخرُ بركةً و يُسرًا و توفيقًا من الباري تعالى.
رشا نذير عطيات
مدربة مهارات حياة وتشافي علاقات
عضو في اتحاد المدربين العرب
صاحبة مبادرة “أحيي نفسك”
ناشطة و مؤثرة اجتماعية
كاتبة و صانعة محتوى على السوشال ميديا
Instagram: rasha.atiyat
Facebook: المدربة رشا عطيات
00962795807742
المصدر : https://wp.me/p70vFa-Hly