مجلة مال واعمال

مستودع أدوية شقير… بصمة وفاء واداء فعال بالتغيير الإيجابي نحو الأفصل

-

إبراهيم البيروتي لمال وأعمال” نجحنا من خلال تطبيقنا اللامركزية في العمل”

مال وأعمال – خاص وحصري

لقد سعت مستودعات أدوية شقير على مدار مسيرتها إلى اتخاذ الخطوات اللازمة لبلورة أهدافها واستراتيجياتها من أجل تعزيـز

أدائها، وتحسين كفاءتها الإنتاجية والتنظيمية، في سبيل تحقيق أهدافها في النمو والتطور. كما وضعت نصب

عينها أن تكون عضواً إيجابياً في منظومة الاقتصاد الوطني وأحد روافده، وتمكنت من خلال التكيف مع التطورات الاقتـصادية المحليـة

والإقليمية من بناء قدراتها والمساهمة في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والمجتمعية ضمن الإمكانيات المتاحة.

فقطقفت ثمار الجهود التي بذلتها بإدارتها وعامليها بأن أصبح إسم شقير صرحاً طبياً مميز في عالم الأدوية, وما زال سعياً الى المزيد من النمو والنجاح والتوسع وللحديث أكثر عن هذا الصرح إلتقى فريق مال وأعمال في الأردن بالدكتور إبراهيم البيروتي ودار بيننا هذا الحوار:

مال وأعمال…كيف كانت بداية الحكاية معكم في عالم الأدوية ؟

د.إبراهيم البيروتي… كانت بداية الشركة عندما أسس الأستاذ أمين شقير مستودع الأدوية (مستودع أدوية أمين شقير) عام 1949 بعد تخرجه من جامعة دمشق بتخصص الصيدلية الكيماوية، وقبل ذلك أسس شقيرصيدلية الحياة في وسط عمان في السنة التي سبقت تأسيس المستودع، المستودع الذي تطور في عمله خلال تلك السنوات ليمثل مجموعة من الشركات العالمية ويزود السوق الأردني بأحدث الأدوية لمعالجة المرضى الأردنيين والعرب، وخلال مسيرته من تاريخ تأسيسه طور مستودع أدوية أمين شقير (مستودع الأدوية العربي في ذلك الحين) عمله ّ ّ ليزود القطاع الطبي الأردني بأحدث التجهيزات الطبية ومستلزماتها إضافة إلى الأجهزة العلمية والمخبرية والأسنان إضافة إلى الأدويــة؛  أما بالنسبة لي فقد إنضممت إلى عائلة مستودع الأدوية العربي سنة 1977 بعد أن عملت سنتين في السعودية كمندوب ترويج طبي لشركة عالمية وسنة في الأردن لشركة آخرى، بعدما تخرجت من كلية الصيدلة جامعة بغداد سنة 1974 .

وقد إبتدأت عملي في المستودع كمدير مبيعات وتدرجت في العمل لأصبح مدير لقسم الأدوية ومن ثم نائب مدير عام وحتى عام 1996 الذي تسلمت خلاله الإدارة العامـة كمديــر عــام للشركـة.

مال وأعمال… أخبرنا عن المرحوم أمين شقير ؟ وما الذي أضافه لعالم الأدوية والصيدلة بتأسيسه هذه المستودعات؟ ْ

د. إبراهيم البيروتي… من الرواد الأوائل في الأردن والعالم الأستاذ المرحوم أمين شقير فقد كان رائداً ولم يقتصر عطاءه على قطاع الدواء بل كان قومياً, سياسياً, إقتصادياً, نقابياً وطنياً بإمتياز.

 أما فيما يتعلق بسوق الدواء فكان من الصيادلة الأوائل النوط بهم العمل على تطوير الخدمات الطبية في الأردن والعالم العربي وعلى رأسها العمل على توفير أحدث الأدوية العالمية والتي لا يمكن للطب في أي بلد أن يتطور بدون توفرها كي تكون في متناول الطبيب والمريض الأردني وقد عمل على ذلك طيلة ّ فترة عمله، لا بل توسع في ذلك ليكون وبدون منازع مع قلة من زملائه الصيادلة في ذلك الحين لتأسيس أول صناعة دوائية في الأردن والعالم العربي إذ أسس وأصبح رئيس مجلس إدارة الشركة العربية لصناعة الأدوية سنة 1962 وحتى منتصف التسعينات وبذلك وضع الأردن على خارطة الدول المنتجة للدواء الجيد الآمن.

مال وأعمال… ما هي الصعوبات التي تواجهونها في مجال الأدوية الخصب بالتقدم العلمي والتصنيع الشبه يومي للأدوية الجديدة وكيف تتغلبون عليها؟

د. إبراهيم البيروتي… الدواء سلعة ليست كأي سلعة، لها خصوصيتها التي تمتاز بها عن أي سلعة أخرى، فالدواء هو المادة الوحيدة التي تحكم التعامل بها قوانين صارمة  إبتداءً من تصنيعه وحتى تناول المريض له.

ولا يمكن إجازة أي دواء للتداول في السوق الأردني دون أن يمر بكافة المراحل التي تحكم تسجيله بعد ّ التأكد من فعاليته لمعالجة الأمراض المحددة وسلامة إستخدامه من قبل المريض وهذا يتطلب وثائق علمية محكمة عديدة، ولا بد لأي دواء من إجتياز كامل الفحوصات المخبرية اللازمة لإجازته، وكما تعلمون فإن الدواء هو السلعة الوحيدة والمنفردة التي يجب أن يحدد سعر بيعها العادل للمريض من قبل وزارة الصحة، وبسبب كل ما ورد فإن عملية إستيراده ّ بعد إجتياز المراحل أعلاه وغيرها لضمان توفير وتداول الدواء لا يمكن أن يمر إلا  الدواء الفعال الآمن وبسعر عادل لكافة الأطراف .

مال وأعمال… أنت مدير عام مستودعات أدوية شقير منذ ما يزيد عن الـ 40 عام، كيف ترى إنجازاتك مع الشركة خلال هذه الفترة ؟

د. إبراهيم البيروتي… نعم، إبتدأت العمل كرئيس لقسم مبيعات الأدوية عام 1977 أي قبل أربعون عاماً، وتسلمت الإدارة العامة سنة 1996، أي قبل حوالي العشرين عاماً مما أكسبني في المرحلة الأولى الخبرة والمعرفة لكافة النشاطات العملية داخل الشركة الأمر الذي ساعدني على تسلم الموقع الأول دون مواجهة أي مشاكل حقيقية ولكن لا بد لي  أن أذكر هنا أنه لا يمكن لأي شخص مهما كانت إمكانياته أن يحقق أي إنجاز دون أن يكون هناك فريق من الزملاء يعملون معه لتحقيق الأهداف المرسومة , وإذا كان هناك أي إنجازات تحققت خلال هذه السنوات الطويلة وهناك الكثير منها وعلى سبيل المثال لا الحصر إضافة لشركات أدوية ومستلزمات طبية جديدة ومازلنا نمثلها  وكذلك أدوية متطورة جديدة  لقائمة الشركات عالمية مما تطلب مضاعفة أعداد الزملاء العاملين في المجموعة.

 وأعود وأوكد أن أي إنجاز وتطور قد حصل ما كان ليتم لولا إلتزام ونشاط الفريق ّ العامل في الشركة المتميز ومن المؤكد أنه لايمكن بأي حال من الأحوال المحافظة على تألق أي شركة دون أعتمادها بشكل رئيسي على إعطاء الصلاحيات الكاملة للزملاء الأكفاء اللامركزية في العمل؛ فلكل زميل موظف الحق بممارسة صلاحية كاملة وأنني إذا كنت أعتز بأي شيء فانا أعتز فقط بكفاءة زملائي وتحملهم المسؤولية لإنجاز الأعمال المناطة بهم، فنحن عائلة واحدة نعمل معاً  لتقدم الشركة.

مال وأعمال… كيف ترى التنافسية في سوق الأدوية بين الشركات عالمياً، وأين أنتم محلياً ّ وعربياً وعالمياً؟

د. إبراهيم البيروتي…  التنافس المهني الأخلاقي هو تنافس إيجابي يساهم مساهمة كبيرة في جعل الشركات تتسابق لتقديم الأفضل، ونحن في القطاع الطبي بحاجة ماسة لمثل هذا التنافس الذي لولاه  لما تسابقت الشركات المصنعة لتطوير الأدوية الحديثة والفعالة والآمنة لخدمة الإنسانية,  إضافة لذلك فإن التنافس الأخلاقي يفرض علينا وعلى كافة الشركات التسابق لتقديم الخدمات المميزة للقطاع الطبي بكل أجنحته وعلى رأس هذه الخدمات  المساهمة في تقديم أحدث المعلومات العلمية حول الادوية للطبيب والمريض على  السواء إضافة إلى التسابق لتوفير أفضل الوسائل لإيصال الدواء بشكل سريع وآمن للمريض، ….. إلخ

إن مهنة التعامل مع الدواء تحكمها أخلاقيات العمل الطبي ولا يمكن لها أن تكون مفيدة  ونافعة للمجتمع  إذا تخلى العاملون بها عن القواعد الأخلاقية  الحاكمة لها ومن ضمنها أخلاقيات التنافس.

مال وأعمال… من أين تستوردون الأدوية والمستلزمات والمعدات الطبية ؟

د. إبراهيم البيروتي… في الحقيقة نحن حريصون دوماً على التعامل فقط مع شركات عالمية متميزة  ومبتكرة تتمتع بسمعة عالمية ممتازة وذلك لضمان الجودة والفعالية العالية إضافة لمأمونيتها ولهذا فإننا نمثل مجموعة من الشركات الأمريكية والأوروبية واليابانية والكورية، ونستورد الدواء والأجهزة الطبية والعلمية والأسنان من تلك الشركات المعروفة والمبتكرة.

مال وأعمال… هل يمكننا القول أن شركات الأدوية الأردنية تستطيع أن تكون في المقدمة عالمياً؟

د. إبراهيم البيروتي… إذا  كنت تعني مصانع الأدوية الأردنية فإنني متأكد بأنها ستكون في موقع أفضل مما هي عليه الآن بكثير إذا أنتقلت من مرحلة التقليد للأدوية المصنعة عالمياً إلى مرحلة الإبتكار، وإذا تمكنت من العمل على بناء شراكات حقيقية مع الشركات العالمية المبتكرة، وليس هناك ما يمنع ذلك إذا توفرت الإرادة، فالصناعة الدوائية في الأردن هي رائدة الصناعات الدوائية في العالم العربي، وتتوفر لديها الإمكانات والعقول ّ التي يمكنها أن تعمل على التغيير والتطور, وأنني أعتقد أن مستقبل  الصناعة الوطنية أفضل إذا تمكنت من الإتحاد لعمل شركات كبرى أو على الأقل  الإتفاق على الإنتاج المتنوع، وليس التنافس في ما بينها، لإنتاج وتسويق الأدوية المتشابهة.

مال وأعمال… إلى جانب نشاطكم في المجال الطبي لديكم نشاطات أخرى، إجتماعية، رياضية، وغيرها الكثير، حدثنا عن ذلك ؟

د. إبراهيم البيروتي…  نعم أي زائر للشركة يفاجأ بالعدد الكبير من الكؤوس الذهبية التي حصل عليها فريق مستودع أدوية أمين شقير والمعروضة في صالة الإستقبال.

 تأسس هذا الفريق منذ سنوات طويلة تجاوزت الــ 25 سنة، وكان دائماً يحصل على أفضل النتائج في مبارياته في فرق الشركات المختلفة والجامعات وجهات نقابية ورسمية وعسكرية مختلفة، وقد شارك في أكثر من مسابقة / مباراة  للأردن مثل مباريات الفرق الخماسية على جانب مباريات كأس عالمية ممثلاً الأردن في جنوب أفريقيا وحصل على المركز الثالث، وكذلك فّي بولندا والبرازيل ودبي، وحصل على مراكز متقدمة وكان خير ممثل للأردن في هذا المجال.

 ونحن كإدارة وعاملين نعتز بهذه النشاطات الرياضية والإجتماعية ونشجعها دوما ّ بين الموظفين والمجتمع لما بها من إضافة نوعية لطبيعة العلاقات الصحية بين الموظفين والمجتمع المحلي.

مال وأعمال… حدثنا عن نفسك ما الذي أضافه إليك العمل في هذه الشركة الكبرى كمدير عام ؟ وكيف ترى الجو العام بين الموظفين ؟

د. إبراهيم البيروتي…  ليس لي أي هدف في هذه المرحلة وبعد أربعون سنة من العمل في هذه الشركة ّ إلا أن أحافظ مع باقي الزملاء على الشركة الرائدة والتي يتجاوز عمرها الآن 68 عام لتبقى الشركة الرائدة التي تساهم مساهمة كبيرة كما كانت دوماً في رافد  القطاع الطبي الأردني بكل ما هو متطور وحديث من أدوية وأجهزة طبية وغيرها، معتمدا على الفريق العامل المهني والمدرب والذي يشكل عائلة واحدة همها الوحيد خدمة الأردن ليبقى دائماً منارة من منارات العلم والطب والأمن والإستقرار. وأنني أذكر عندما بدأت العمل في عام 1977 كان عدد الموظفين لا يتجاوز الخمسة والعشرون موظفاً حتى أصبح الآن يتجاوز المائة والخمسون موظفاً.