بدأت السياحة التونسية تستعيد عافيتها، بعد التراجع الذي شهدته نتيجة أحداث الثورة وتردي الحالة الأمنية.
وقال المدير العام للديوان الوطني التونسي للسياحة الحبيب عمار لـ “العربية.نت” إن النشاط السياحي عرف تسجيل نتائج إيجابية مع بداية الموسم السياحي الحالي، وهو ما تشير إليه جل المؤشرات، حيث شهدت خلال الستة أشهر الأولى من السنة الجارية نسبة زيادة بنسبة 35% في حجم المداخيل من العملة الصعبة، و74% زيادة في نسبة الليالي المقضاة، وبنسبة 41.5% زيادة في عدد الوافدين.
ورغم الوضع الاستثنائي والأزمة الاقتصادية الأوربية على اعتبار أن البلدان الأوربية تعد أهم سوق للسياحة التونسية، فقد وصل عدد السياح في منتصف السنة الجارية إلى 2.5 مليون سائح، وأن المداخيل من العملة الصعبة قدرت بـ1.150 مليار دينار.
وأضاف عمار أن البلاد قد عرفت منذ شهر يونيو حركة سياحية نشطة، حيث وصلت نسبة الحجوزات في الفنادق والنزل إلى 100% في كل من الحمامات وجربة وسوسة التي تمثل أهم المناطق السياحية.
وأكد أن النسبة العامة من المرجح أن تقترب من أرقام سنة 2010 وهي السنة التي سبقت الثورة وبالتالي تحقيقها في موسم 2013، في مؤشر على استعادة القطاع السياحي لعافيته، وتأكيد على متانة الصناعة السياحية التونسية.
وهي أيضا، حسب عمار دلالة على قدرة إدارة السياحة وكل المتداخلين وخاصة المهنيين على إيجابية التحرك الذي أنجزوه لمحاصرة الأزمة وتخفيف وطأتها تمهيدا لتجاوزها.
وأوضح المدير العام للسياحة التونسية، أنه وفي إطار تفعيل الترويج للوجهة التونسية، تم الشروع في إطلاق استشارة لاختيار وكالة اتصال وإشهار واحدة سيعهد لها بتنفيذ الخطة الترويجية والاتصالية للمنتوج السياحي التونسيى بداية من السنة القادمة”.
وبالنظر إلى هشاشة هذا القطاع، فإن مسؤولي القطاع يرون أن العودة النهائية والطبيعية للنشاط السياحي تبقى مرتبطة بعودة الأمن والاستقرار الاجتماعي.
يذكر أنه وفي إطار السعي لاسترجاع النمط العادي للقطاع السياحي وإنقاذه من أي تقهقر محتمل، أقر ديوان السياحة تحيين دراسة استراتيجية، حيث تمت مراجعة كل الدراسات السابقة وخاصة الموضوعة سنة 2010 فضلا عن تركيز نظم مرنة ومعدلة واعتماد مقاربة تشاركية مع مختلف المتدخلين في اتجاه إعادة الوجهة التونسية إلى حضورها وإشعاعها المتوسطي المعهود.
كما تسعي وزارة السياحة إلى تفعيل خارطة طريق ترمي إلى وضع هدف يتمثل في استقطاب ما يعادل 10 ملايين سائح بما يوفر ما قيمته 3.8 مليار دينار من العملة الصعبة واستيعاب نحو 180 ألف طالب شغل مع موفى 2016.