المدربة الفلكية دلال اللالا
لطالما كانت السماء الشغل الشاغل للإنسان منذ القدم، أو حتى منذ أن حطت قدم الإنسان على هذا الكوكب، فكر كثيرا ومطولاً بحركة الأجرام السماوية بداية بأكبر الاجرام المرئية وهي الشمس والقمر، الى النجوم المتلئلئة في سماء الليل.
اجتهد الانسان في كل العصور على دراسة وفهم وتفسير السماء وظواهرها الفلكية المختلفة، كشروق وغروب الشمس ، وكسوف الشمس وخسوف القمر، والشهب التي تتألق في السماء ليلاً وحركة النجوم والكواكب ايضا.
وهذا ما دعا الانسان قديما لفرض نموذج كوني بسيط لتفسير وفهم الكون من حولنا والذي يعتمد بالأساس على ثبات الارض وعلى حركة الشمس والقمر والكواكب والنجوم في القبة السماوية والتي
كانت تُظهر دوران كل تلك الاجرام حول الأرض ظاهرياً من الشرق الى الغرب، وكانت هذة النظرية بعنوان “نموذج مركزية الأرض” حيث سيطر قديما هذا النموذج لزمن طويل جدا على الأواسط العلمية والدينية في الكنيسة من مختلف الحضارات كاليونان القديمة حيث لا توجد نظرية علمية دامت لفترة طويلة من الزمن كما كان هو الحال في تصور نظرية نموذج مركزية الأرض التي نادى بها ارسطو وبطليموس. فقد دام هذا التصور من القرن الرابع قبل الميلاد حتى القرن الخامس عشر بعد الميلاد والتي كانت تتلخص بأن كوكب الأرض هو مركز الكون وكان دليل تلك النظرية دوران جميع الاجرام السماوية حول الارض.
بقي هذا النموذج سائدا حتى جاء العالم الكبير نيكولاس كوبرنيكوسالذي برع بعدة مجالات علمية منها الرياضيات والفلك و الذي وضع نموذج للنظرية الجديدة وهي ان “الشمس مركز النظام الشمسي” والتي كانت اكثر اقناعاً في الاواسط العلمية بحيث كانت الحسابات الفلكية التي تخص حركة الاجرام السماوية (القمر والكواكب) اكثر تطابقا ودقة في هذا النموذج الجديد، لكن كان الخوف الكبير في طرح هذه النظرية الجديدة كان من اصحاب الدين في الكنيسة ، اذ انها تخاف ما هو سائد ومؤمنين به وكل من يخالف تلك المعتقدات كان يتهم بالهرتقة في ذلك الوقت لذلك لم يتجرأ كوبرنيكوس على طرحها باسمه وانما وكان يكتب المقالات والموضوعات في ذلك باسم مستعار او حتى بدون اسم، وكان ايضاً دائم الحديث بها امام اصدقائه المقربين، حتى حاولوا اقناعه في طرح نظرية مركزية الشمس ولكن لم ترى النور هذه النظرية وماتت مع موت كوبرنيكوس، .وفي القرن التالي (السابع عشر) شرح يوهانس كبلر النظام الشمسي وتوسع في ذلك، كما دعمه غاليلو غاليلي بمشاهداته الفلكية عن طريق التلسكوب، التي لاحظ من خلالها ان لكوكب المشتري أقمار وهذا يتنافي مع نموذج مركزية الأرض. ولكن قُبِلَ غاليليو بمهاجمة الكنيسة ومعاقبته من قبلها، وأُتهِمَ بالهرتقة للأسف، وبعد وفاة غاليليو بسنين اكتشفت الكنيسة ان ما قاله غاليليو كان صحيح وان الارض ليست المركز وان كلام غاليليو وكبلر وكبرنيكوس كان صحيح، وفي العام 1929 جاء العالم هبل بإكتشاف عظيم غير مسار العلم الحديث في الفلك حيث اكتشف تسع مجرات وهذا يدل على ان غير مجرة درب التبانة هناك العديد من المجرات الاخرى التي تحوي شموس وأكوان اخرى، وما نحن “نظامنا الشمسي” الا جزء صغير جدا على أحد أذرع مجرة درب التبانه والذي يتكون من نجم متوسط الحجم والحرارة وتدور حوله 8 كواكب والعديد من الاقمار والاجرام السماوية.
ودائما احب ان أختم بمقولتي ” وما نحن الابضع أجزاء من الذرات في هذا الكون”
المصدر : https://wp.me/p70vFa-C0u