تبدو مرسيدس –بنز،أنها قررت ان تبدأ السباق العملي نحو السيارة الذاتية القيادة، بعد ان كشفت عن النسخة الجديدة من سيارتها الصالون الفاخرة “إس كلاس”، في معرض شنغهاي الاخير، مع باقة متكاملة من انظمة المساعدة والدعم الذكي للسائق والأمان الفعال، الذي رأته مصادر الصناعة خطوة هائلة نحو مرحلة القيادة الذاتية.
والجديد في “إس كلاس” الجديدة، هو ان الانظمة المختلفة فيها تتكامل في منظومة واحدة وتعمل في تجانس تام، بينما تتاح انظمة مماثلة في سيارات اخرى، ولكنها تعمل بصيغة منفردة وأحياناً غير مؤثرة. في “إس كلاس” الجديدة يتعامل نظام “ديسترونيك” الذي يحافظ على مسافة آمنة امام السيارة، مع تغيير السرعة، وتشغيل المكابح، اذا لزم الامر، مع انظمة فعالة للقيادة وكبح الطوارئ، وتغيير حارات السير والالتزام بالسرعات القانونية وتوقع خفض السرعة، بناء على معلومات المنعطفات من نظام الملاحة.
وتساعد السيارة على تجنب العوائق على الطريق، عن طريق القيادة الدفاعية، وهي تكشف عن النقاط العمياء على جانبي السيارة، وتحمل نظاماً للتواصلمع السيارات الاخرى المؤهلة للتواصل وتبادل المعلومات. كما تحمل السيارة احدث اجيال نظام “بري سيف” للامان المسبق، والتعامل لتخفيف آثار اي اصطدام بالسيارة.
وتحمل “إس كلاس” الجديدة تعديلات جمالية على الجسم الخارجي، مع اعادة تصميم المقدمة وتركيب مصابيح امامية بتصميمات جديدة. وشملت التعديلات كذلك، الصدام الخلفي وشكل الاضواء الخلفية. ويمكن الاختيار الآن بين عجلات رياضية بقطر 20 بوصة. ولم تعمد الشركة الى تغييرات جذرية في التصميم على اعتبار ان النسخة الجديدة ليست جيلاً جديداً للسيارة وإنما تجديد مرحلي في منتصف عمر الجيل الحالي (Face Lift). ويقول كيرك بيتزر رئيس قطاع “إس كلاس” ان التعديلات الشكلية الخارجية نُفّذت بحرص وبناء على المعلومات التي تلقتها الشركة من مستخدمي الجيل الحالي للسيارة. وتتاح للمشتري خيارات عدةلألوان الكسوة الداخلية للسيارةوأنوعها. كما ركّب مقود رياضي جديد وجذاب للسيارة، لكي تكتسب المظهر الرياضي. ويتعامل السائق مع نظم الملاحة والمالتيميديا في السيارة، عن طريق احدث اجيال نظام “كوماند”.
الفئات العليا
وكالعادة، تقدم مرسيدس طراز “إس كلاس” بمحركات ومستويات من التجهيزعدة، تبدأ من فئة إس 450 بمحرك سعته ثلاثة لترات وست اسطوانات، يوفر للسيارة قدرة 362 حصاناً، وتنتهي بفئة عليا هي إس 560 التي تنطلق بمحرك بثماني اسطوانات سعة اربعة لترات بشاحن توربيني مزدوج يوفر لها قدرة 463 حصاناً. ويرتبط هذا المحرك بناقل حركة اتوماتيكي بتسع سرعات من نوع “9 جي ترونيك”. ويمكن اختيار الدفع على كل العجلات او الاكتفاء بالدفع الخلفي فقط.
ولكن اعلى الفئات التي سوف يكون الاقبال عليها اعلى في منطقة الخليج، هي فئة مرسيدس مايباخ”إس 650″ التي تنطلق بأقوى محركات الشركة وهو بسعة ستة لترات وشاحن توربيني مزدوج مكون من 12 اسطوانة. ويمنح هذا المحرك السيارة قدرة 523 حصاناً، ويرتبط بناقل حركة اتوماتيكي بسبع سرعات من نوع “7 جي ترونيك”. وتتمتع محركات “إس كلاس” بمزايا تقنية متقدمة، منها وقف تشغيل نصف الاسطوانات في حالات التشغيل الهادئ. وتخفض هذه المحركات نسبة 10 في المئة من الوقود بالمقارنة مع الجيل السابق.
من التجهيزات الاساسية في فئة “إس 650” تكامل نظام الاسترخاء والراحة داخل السيارة من تكييف الهواء الى نثر العطور وتبريد المقاعد او تدفئتها. ويمكن تغيير لون الاضاءة الداخلية وتغيير حدتها بما يناسب السائق والركاب. وتتكامل السيارة مع انظمة الهاتف الجوال “آبل كار بلاي” و”اندرويد اوتو”. وتحمل الفئة كذلك، كسوة من جلود نابا وعجلات بقطر 19 بوصة.
ويشمل نظام الاسترخاء والراحة وضعيات عدة،وثلاث درجات من المساج يستمر كل منها عشر دقائق. وتتواصل هذه البرامج مع نظام الموسيقى لكي تكون مناسبة لكل برنامج على حدة. وتأتي مرسيدس مايباخ “إس 650” بقاعدة عجلات اطول من “إس كلاس” العادية بنحوثماني بوصات ،لإتاحة المزيد من المساحة للمقاعد الخلفية، وتستخدم عجلات بقطر 20 بوصة.
والجلسة في المقاعد الخلفية مجهزة بتحريك كهربائي بنسبة 43 درجة وإضاءة خلفية خاصة وتجهيز جلدي يغطي بطانة الابواب والكونسول الوسطي.
وهي مجهزة بتعليق ايرماتيك بضغط الهواء وما يسمى “ماجيك بودي كونترول”، اي التحكم السحري في حركة جسم السيارة. وتتاح للسيارة خيارات عدّة، منها موائد خلفية يمكن طيّها، وتجهيز جلدي خاص من نوع “سيمي انلاين” وحواف من الحرير، وبراد مشروبات خلفي مجهز بأكواب كريستالية وفضية وسقف بانورامي بتحكم “ماجيك سكاي” المزود بمئات الاضواء التي تشبه النجوم ليلا.ويمكن تزويد السيارة بنظام فيديو مزدوج بشاشة تظهر مشاهد مختلفة لكلا المقعدين.
من الفئات العليا الاخرى “إس كلاس أيه إم جي” ذات التجهيز الرياضي. ويمكن الاختيار بين محركين: الاول في فئة”ايه إم جي إس 63″، وهو بسعة اربعة لترات وثماني اسطوانات ويزود السيارة بقدرة 603 احصنة. اما الثاني فهو في “أيه إم جي إس 65” وهو بسعة ستة لترات و12 اسطوانة وتبلغ قدرته 621 حصاناً.
وفي فئة 63 يرتبط المحرك بناقل حركة اتوماتيكي بتسع سرعات يدفع كل العجلات بنظام “فورماتيك”، مع عزم دوران متغير، بينما يرتبط المحرك الاكبر في فئة 65 بناقل اتوماتيكي بسبع سرعات يدفع العجلتين الخلفيتين.
ويشمل تجهيز الفئتين اضاءة دايودية ونقلاً معززاً للسرعات، وبداية تسارع صاروخية لأغراض السباق، ونظاماً عادماً للخدمة الشاقة، وتعليقاً بضغط الهواء “ايرماتيك” وعجلات بقطر 20 بوصة، ومقوداً رياضياً، بمحور ثلاثي، ومقاعد رياضية بحواف عالية فعالة، وعداداً لزمن التسابق. ويضاف الى فئة 65 مكابح سيراميكية كربونية وعجلات بتصميم خاص وحزمة كربونية لتخفيف الوزن.
القيادة الذاتية
تزود سيارات “إس كلاس” الجديدة بكاميرات ونظام رادار معدل يوفر صورة متكاملة عن محيط السيارة وحالة المرور، بالتكامل مع نظام الملاحة والخرائط الالكترونية، من اجل مساعدة فعالة للسائق في قيادة السيارة بأمان. ولعام 2018 تأتي السيارة بنظام كروز معزز يمنع التصادم الامامي،فضلاًعن ادارة فعالة لتغيير حارات السير والتوقف المفاجئ في حالات الطوارئ. ويتعرف السائق فوراًإلى النظم الفعالة في السيارة اثناء الانطلاق.
وتقول الشركة ان النظام يقترب من القيادة الذاتية ويمكنه توجيه السيارة بأمان على كل الطرق والالتزام بالسرعات القانونية، حتى المؤقت منها، وتغيير سرعة السيارة للتأقلم مع ظروف الطريق، ومن دون الحاجة لأن يلمس السائق بدالات السرعة والمكابح.
وللمرة الاولى سوف تحمل “إس كلاس” شاشة مزدوجة للقيادة والملاحة مساحتها 12.3 بوصة كلتاهما تحت غطاء زجاجي واحد. ويختار السائق نوع عرض المعلومات الذي يفضله من بين ثلاثة هي الكلاسيكي والرياضي والديناميكي.
ويمكن شحن الهاتف الجوال لاسلكيا في السيارة والتواصل مع السيارات الاخرى وطلب المعلومات من نظام “كونسييرج”. وتضاف سماعات خاصة في السيارات المزودة بنظام “بورمايستر” السمعي ثلاثي الابعاد.
هذا الجيل المعدل من سيارات “إس كلاس” سوف يدخل الاسواق في الربع الاخير من العام الجاري. وكانت الشركة قد كشفت عنه للمرة الاولى في معرض شنغهاي الاخير، ولم تعلن وقتها عن هيكلة تسعير فئات السيارة المختلفة.
في تصريح خاص بـ”الرجل”، قال مدير التسويق الاقليمي لشركة مرسيدس-بنز، لينارت موللر-تيوت: ان السيارة “إس كلاس” تعدّ سباقة في الفخامة والتكنولوجيا، وهي الاكثر مبيعاً بين السيارات الفاخرة في قطاعها في العالم. وباعت منها الشركة 300 الف سيارة، ولذلك لم تكن مفاجأة ان هذه السيارة كانت هي نجمة معرض شنغهاي الاخير.
وفي السوق السعودية تمثل “إس كلاس” نحو 40 في المئة من جملة المبيعات للشركة. ويؤكد لينارت ان وصول الطراز الجديد للمملكة، قبل نهاية هذا العام، سوف يعزز العلاقة مع المستهلك السعودي، نظراً لما تحملة من تقنيات جديدة.
وسوف تأتي اس كلاس الجديدة بمحركات معدلة، ونظم جديدة، لمساعدة السائق، ومستويات اعلى من القيادة الوثيرة والفخامة. وهي تعدّ رائدة القطاع الفاخر وتسبق عصرها، وينتظر وصولها الى المنطقة هؤلاء الذين يبغون الافضل في الصناعة.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-op5