اقترن اسم مرسيدس- بنز الفئة SL خلال العقود الخمسة الماضية، بالأناقة ومستويات الأداء العالي عبر صيغتيها الكوبيه والرودستر، بدءاً من عروض SL 300 التي قُدّمت في منتصف خمسينات القرن الـ20، وصولاً إلى الأجيال الثاني والثالث والرابع في أعوام 1963 و1972 و1989 على التوالي، قبل أن يطل الجيل الخامس عام 2003 والسادس في معرض ديترويت الدولي 2014.
وأخيراً، أرادت مرسيدس أن تميّز عروض SL العريقة عن الشقيق الأصغر SLK، ما أسفر عن إطلاق نسخة محسّنة بعمق لعام 2016 من الرودستر SL، كُشف النقاب عنها في معرض لوس أنجليس 2015 ونالت تحسينات مميزة على الصعيدين الداخلي والخارجي، فضلاً عن رفع سقف القدرة الحصانية للموديل القياسي SL 400.
< عكف مصممو SL الجديدة على تعزيز الطابع الجمالي والرياضي أكثر مع التركيز على التفرقة بينه وبين الشقيق الأصغر SLK. ولعل أكثر ما يشد الانتباه مع الوافد الجديد الاستعانة بمقدّم جذاب مع شبك تهوئة أمامي جديد على هيئة ماسة يتوّسطه شعار نجمة مرسيدس- بنز، علماً أنه يمتد نزولاً في تصميم يحاكي الطراز الأيقوني 300 SL Panamericana المخصص للسباقات.
وبالمثل، أعيد رسم الصادم الأمامي وغطاء المحرّك، مع إعادة تموضع أضواء LED داخل المصابيح الرئيسة المستوحاة من الفئة S الأحدث.
ولا تقل الجهة الخلفية بهاءً وجمالاً، حيث تستعين بدورها بمصابيح ذات طلة غرافيكية محدثة تصميمياً ويغلب عليها اللون الأحمر، فضلاً عن توافر لونين جديدين للعجلات المعتمدة قياس 19 بوصة، ومخرجي عادم مخروطي الهيئة مُدمجين بالصادم الخلفي، وغيرها.
وعلى صعيد آخر، استفادت الفئة SL من هيكل مصنوع بالكامل من الألومنيوم، ما ساهم في خفض الوزن الإجمالي بنحو 100 كلغ مقارنة بالجيل الخامس السابق. ولا يمتاز الهيكل الجديد بخفة وزنه فحسب، وإنما تميّز بمستويات صلابته العالية مقارنة بالعروض الأخرى المصنوعة هياكلها من الفولاذ التقليدي. ويذكر أن السقف الصلب مكوّن من قطعتين وقابل للطي كهربائياً.
مريحة ورياضية
نالت مقصورة طراز SL الأحدث تحسينات محدودة مقارنة بالخطوط الخارجية. ويؤكّد الصانع الألماني أنه تم تقليص الفجوات بين الألواح الداخلية، ما أضفى طابعاً أكثر فخامة عليها، خصوصاً من خلال توافر خيارات جديدة لألوان التلبيسات الجلدية والمكوّنات المعتمدة والأضواء التي تطل من محيط الكونسول الوسطي ولوحة العدادات، وهي الأحمر الشمسي والأزرق والأبيض القطبيان.
أيضاً، هناك المقود الجديد ذو النهايات المسطّحة والنظام الصوتي المحيطي فئة «هارمان كاردون» وإمكان اتصال الهواتف المحمولة بالسيارة عبر تقنيات Apple CarPlay، وهما تجهيزان إضافيان، وتحديث الكونسول الوسطي بوصلتين للناقل العام USB وغيرها.
وبالانتقال إلى تجهيزات الراحة والفخامة التي يغلب عليها الطابع الرياضي، يمكن ذكر المقاعد الرياضية خفيفة الوزن شديدة المتانة وذات الحواف النافرة، المكيّف عالي الفعالية، النظام الصوتي المتطور، مع إمكان قراءة ملفات الـMP3 والأسطوانات المُدمجة، ونظام «كوماند» الغني عن التعريف.
كذلك لا يمكن إغفال صندوق الأمتعة الذي يفتح أوتوماتيكياً، وقد أخضع لتحسينات تضمّنت الاستعانة بفاصل أو عازل يتم التحكّم به إلكترونياً، حيث يقسّم العازل من تلقاء نفسه مساحة التحميل بطريقة صحيحة لاستيعاب الأمتعة أو السقف الصلب بعد طيه.
خيارات للمحرّكات
تستفيد SL الجديدة من خيارات متنوّعة للمحرّكات، فقد زوّد طراز SL 400 بمحرّك فئة V6 سعة 3 ليترات رُفع سقف قدرته الحصانية وعزم الدوران عالياً، فبات أقوى بمقدار 35 حصاناً و20 نيوتن متراً مقارنة بالطراز السابق، ليصل إلى 367 حصانًا و500 نيوتن متر من عزم الدوران. وهو يكفل اختراق الحاجز المئوي من السكون في غضون 4.9 ثانية، أي أسرع بمقدار 0.3 ثانية مقارنة بالطراز السابق.
أما محرّك طراز SL 500، فجاء من فئة V8 وبسعة 4.7 ليتر، ويولّد 455 حصاناً مع أقصى عزم دوران يبلغ 700 نيوتن متر. وهو قادر على الانطلاق بالسيارة من السكون إلى سرعة 100 كلم/س في غضون 4.3 ثانية.
ودعّم كلا المحركين بنظام الإبطال والتشغيل الآليين قياسياً، كما وفّرت علبة تروس أوتوماتيكية أحدث من 9 نسب مدعّمة قياسياً بالمحرّكين السابقين.
أما طرازي الأداء العالي SL 63AMG وL 65 AMG، فقد دعّم الأول بمحرّك فئة V8 سعة 5.4 ليتر يولّد 585 حصاناً وعزم 900 نيوتن متر، بينما يستعين الطراز الأقوى AMG SL 65 بمحرّك فئة V12 سعة 6 ليترات يولّد 630 حصاناً وعزم 1000 نيوتن متر.
ويمكن هذين المحرّكين اختراق الحاجز المئوي من السكون في غضون 4.1 و4.0 ثانية توالياً، كما احتفظا بعلبة التروس الأوتوماتيكية السابقة سباعية النسب.
كذلك تتوافر SL الجديدة بنظام تعليق قياسي يسمح بضبط تلقائي نسبي لمخمّدات التعليق، وهناك نظام التعليق النشط الذي يتضمّن مخمّدات تعليق يمكن التحكّم في وضعيتها إلكترونياً عبر نظام التحكّم النشط بالهيكل ABC، وهو متوافر ضمن باقة التجهيزات الإضافية.
تقنيات إلكترونية رائدة
استعانت SL الجــــديدة بتــقــنيات إلكترونية متطورة تتضمّن نظام مساعد الكبح النشط عند الطوارئ بفئات SL كلها، بينما تتضمّن الباقة المساعدة للقيادة مثبّت الســـرعة والتوجيه النشط ضمن التجهيزات الإضــــافية. أيضاً، هناك نظام الحماية الاستباقية «بري سايف بلاس» ونظام «ديستانس بايلوت ديسترونيك» مع خاصية «مرشد التوجيه» للحفاظ على هامش مسافة آمنة بين SL والسيارة المقابلة، مع إمكان تفعيل الكبح في حال تقلّص هذه المسافة ووصولها إلى مراحل خطيرة، مع عدم إغفال نظام المساعدة على تخطّي المسار وذلك لرصد السيارات بالزوايا غير المرئية، وغيرها من الأنظمة المتطورة الأخرى.
كذلك نالت هذه المركبة خاصية Magic Sky Control ضمن باقة التجهيزات الإضافية للسقف البانورامي. وهي خاصية تتيح التحوّل بين وضعيتين: الشفافة والداكنة في ثوان معدودة. وتمكن ملاحظة أن السقف الزجاجي المبتكر يشكّل درعاً واقياً من أشعة الشمس بدرجة أكثر فعالية من العوازل الحرارية التقليدية أو حاجبات الشمس، ما يعني أن الركاب سيتمتعون من دون شك بأجواء مريحة ولطيفة من درجات الحرارة في مختلف الأوقات.
يذكر أن خاصية Magic Sky Control ذات الوضعيتين الشفافة والداكنة للسقف البانورامي، تعمل كذلك حتى والسيارة في وضعية السكون، لذا لن يتضايق الركاب بعد الآن من الحرارة الزائدة، إذا ما اختاروا الوضعية الداكنة للسقف البانورامي عند توقّف السيارة واصطفافها.