مدينة مصدر، بكل تأكيد فإن التطور التكنولوجي والنمط العمراني الحديث والرؤية المستقبلية هي قواسم مشتركة بين معظم المدن في الإمارات، لكن شركة الطاقة المستقبلية في إمارة أبو ظبي والتي تعرف باسم “مصدر” قررت أن يكون لها مشروعها الفريد من نوعه ليس فقط في المنطقة بل وفي العالم وذلك عبر بناء أول مدينة “خضراء” وصديقة للبيئة.
المشروع بدأ عام 2006 في خضم النقاشات العالمية حول ظاهرة الاحتباس الحراري ودور التلوث الصادر عن المدن الصناعية في تفاقمها ، ووضعت له تكلفة مبدئية تبلغ 22 مليار دولار حيث سيحوي مركز المدينة 1500 نشاط تجاري غير مضر بالبيئة ، وستتسع المدينة لخمسين ألف عامل يقيمون حولها إضافًة لستين ألف عامل من المناطق المحيطة ، وستعتمد في توليد الطاقة والمواصلات على الطاقة المتجددة كالرياح والشمس دون الانبعاثات الكربونية الملوثة وكانت الخطط الأولية أن تكون المدينة مئة بالمئة خالية من الكربون لكن استعيض بخطط بديلة وأكثر واقعية بحيث تقلل نسب الكربون قدر الإمكان.
كما ستتمتع المباني في مدينة مصدر بتقنية الأزرار التي تعتمد على الحركة لتوفير المياه والطاقة الكهربائية بنسبة 50 بالمئة عن باقي المدن ، كما أن المواصلات العامة والسيارات ستكون من النوع الكهربائي الذي لا يصدر عنه أي انبعاثات ملوثة للهواء.
الأزمة الاقتصادية العالمية أثرت بشكل كبير على مشروع مدينة مصدر الذي كان من المقرر أن ينتهي هذه السنة ، لكن القائمين عليه أكدوا أن عمليات البناء ستستمر حتى سنة 2030 لإكمال المشروع المميز والذي أقيم نتيجة الوعي التام بخطورة الاحتباس الحراري كواحد من الظواهر التي تهدد البيئة والحياة على وجه الكرة الأرضية.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-fiq