“خاص لمجلة مال وأعمال”
بقـلم: دحام الفـواز
منذ بدء الخليقة والأنسان يبحث عن ذاته، يبحث عن كينونته، يبحث عن صيرورته. يبحث عن ذاته في وجوده والهدف من هذا الوجود. ويبحث عن كينونته محاولا معرفة أين هو في وسط هذا الكون الذي يحيط به. ويبحث عن صيرورته لمعرفة أين المصير بعد إنتهاء ذاته وكينونته على هذا الكوكب المسمى بالأرض بما عرف بالموت. أي بخروج الروح عن الجسد الذي ينتقل من حركة وحياة بجسده فوق الأرض إلى حالة من عدم الحركة والحياة بجسده تحت الأرض .
كلنا نعرف أن الأردن يمر بظروف اقتصادية وسياسية صعبة، ولكن الاردن والاردنيون لا يستطيعون ان يتحملوا هذا الجبل الشاهق الذي يكسر ظهر البعير، الاردنيون تحملوا وتحملوا وما زالوا يتحملون هذا الجبل الناري من ارتفاعات بالأسعار.
من هنا اصبح النظر بنا وبسماع الاذن هل من مستثمرين من الخارج ليستثمروا في الاردن لتحسين الاوضاع الاقتصادية الصعبة للعائلات والعاطلين عن العمل ؟؟
اصبحت الاستثمارات الخارجية حسب علمي اقل اندفاعا الى الاردن من وراء الغلاء والضرائب الزائدة والثقل على ظهور المستثمرين وتأخير معاملاتهم، لا يوجد لها أي تبرير ولكن عدم الإهتمام بتلك الاستثمارات هي دلالة على شيء من المزاجية لعدم معرفة ذلك المستثمر الذي لم يتفق او يوجه له دعوة من أشخاص لهم النفوذ، وذلك للفائدة الشخصية او الإبتزاز المالي ( والله اعلم ).
النفور اصبح بشكل ملحوظ في بعض الاحيان خصوصاً بالارتفاعات الهائلة بالإسعار، فمثلاً ارتفاع اسعار المحروقات التي تدعم الاعمال في اعمال التنقلات في الشركات او العمل عن طريق المحروقات في بعضها.
والأمر الآخر في الارتفاعات التي تأتي فجأة من الكهرباء والتي كذلك هناك وعود حقيقية بارتفاعها. وبذلك سيؤدي الى زيادة الصرف والانفاق التي لم تكن متوقعة من ناحية المستثمر الذي بنى عمله عن طريق دراسات مكثفة استمرت لشهور وممكن لأكثر من سنة الى ان رسم الخطة والمخطط الذي سيعمل عليه.
مع كل الذي ذكرناه سابقاً يؤثر بنقطتين والتي اعتقد انهما من اهم النقاط برأيي:
أولا: التأثير على الإقتصاد والسمعة التي ستلحق بالاردن من قراراته التي تشيب شعر الرأس لها فينفر منها المستثمر فيصبح هناك عدم دعم للاقتصاد الاردني.
ثانياً: وهي الأهم، هو ارتفاع اعداد البطالة التي تثقل على الاردن بعدم القدرة على توظيف ومحو البطالة لانها من جراء القرارات المزاجية اصبح النفور من المستثمرين يرفع النسبة لأرقام عالية.
فتغيير الوزراء او المسؤولين كل فترة هو دمار لاقتصاد الاردن وبناءه، فيجب ان يكون هناك مسؤولين مختصين فقط للمستثمرين الخارجيين بدل ان ينخرط عملهم مع اعمال المواطنين.
فالاردن يمر بأوضاع قاسية جدا.. يجب ان يكون هناك حس حقيقي للمضي بإسناد الاردن ووقوفها من جديد ودعوة المستثمرين من الخارج وتسهيل امورهم لعل في ذلك محو البطالة منها وتشغيل الأيدي العاملة ..
فلتكن عيوننا تنظر الى الاردن كأنها بيتنا الخاص والذي نعتني به ليكون بأبهى منظر وحلة.
حمى الله الاردن ..