وعد الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف في بروكسل بدعم جهود منطقة اليورو لتجاوز ازمة الديون، لكنه في المقابل قلل من شأن الانتقادات الاوروبية حول نتائج الانتخابات في بلاده.
وقال مدفيديف في ختام القمة الاخيرة بين روسيا والاتحاد الاوروبي في بروكسل “في نهاية المطاف وحدها اوروبا قادرة على مساعدة نفسها”.
وصرح للصحافيين انه من مصلحة الدول الاخرى “توفير الظروف الملائمة لكي تتحرر اوروبا من هذه الازمة في اسرع وقت”.
واضاف ان روسيا مستعدة لذلك، “للاستثمار” في عملية انقاذ منطقة اليورو عبر صندوق النقد الدولي كما اقترحت موسكو سابقا.
وقال مدفيديف “اننا مستعدون لدرس تدابير اخرى للمساعدة” من دون ان يعطي تفاصيل مالية.
وعلى هامش اللقاء قال اركادي دفوركوفيتش المستشار الخاص للرئيس الروسي للقضايا الاقتصادية ان دعم موسكو قد يبلغ 20 مليار دولار.
واكد من جهة اخرى عزم بلاده على صرف مبلغ قيمته 10 مليارات دولار يجري الحديث عنه منذ اسابيع.
واضاف “اننا مستعدون لمنح 10 مليارات دولار اضافية” شرط ان تتمكن منطقة اليورو من تحقيق هدفها الاصلي وهو جمع حتى الف مليار يورو في صندوق الانقاذ الاوروبي. وحتى الان اضطرت منطقة اليورو الى خفض توقعاتها في هذا الخصوص.
ولروسيا مصلحة ذاتية فورية في نهوض منطقة اليورو. وتؤدي ازمة الديون الى خفض سعر صرف اليورو في حين ان 40% من الاحتياطي الروسي من العملات الاجنبية باليورو.
والاربعاء تراجع سعر صرف اليورو تحت عتبة 1,30 دولار للمرة الاولى منذ كانون الثاني/يناير.
وروسيا ثالث شريك تجاري لدول الاتحاد الاوروبي مع مبادلات ارتفعت ب27% خلال الاشهر التسعة الاولى من 2011. ويصب ذلك في مصلحة الروس مع فائض ب67 مليار يورو خلال هذه الفترة اساسا بفضل صادرات الطاقة.
وفي هذا الاطار الاقتصادي، لم يعد لنقاط الخلاف بين موسكو وبروكسل الاولوية حتى وان وجه القادة الاوروبيون اسئلة الى الرئيس الروسي بشأن الانتخابات التشريعية في الرابع من كانون الاول/ديسمبر.
واعرب رئيس الاتحاد الاوروبي هرمان فان رومبوي مجددا عن “القلق” الاوروبي لتنظيم الاقتراع في روسيا حتى وان اعرب عن ارتياحه لسير التظاهرات في نهاية الاسبوع الماضي.
وقال “لقد كانت سلمية وتعاملت السلطات معها بشكل جيد في رأي”.
من جهته قال مدفيديف “انه غير معني” برغبة البرلمان الاوروبي في تنظيم “انتخابات جديدة حرة ونزيهة” في روسيا. واضاف “ليس لدي اي تعليق لاني غير معني بالموضوع”.
ورحب المسؤولون الاوروبيون بالتوقيع المرتقب الجمعة لانضمام روسيا الى منظمة التجارة العالمية الذي من شأنه ان يعزز العلاقات الاقتصادية بين الشريكين.
كما تم احراز تقدم في المفاوضات الطويلة الجارية لالغاء على مراحل تأشيرات الدخول بين روسيا والاتحاد الاوروبي. ولم يعط القادة اي موعد محدد لانهاء هذه المفاوضات المعقدة.
ويزور حوالى 2,5 ملايين روسي سنويا دول فضاء شنغن في حين يتوجه مليون ونصف مليون اوروبي الى روسيا بحسب السفارة الروسية في بروكسل.