رصد عدد من القيادات المدرسية بدبي 10 تجارب دوليه مختلفة، حققت نقلة نوعيه في أداء طلبتها تبعاً لنتائج تقييمات الأجندة الدولية على مدار مشاركاتها لأكثر من دورة، من بينها، البرتغال وأستونيا والولايات المتحدة وإيطاليا وهونغ كونغ وكوريا الجنوبية.
إلى ذلك أكد الدكتور عبدالله الكرم، رئيس مجلس المديرين، مدير عام هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي أن الثورة الرقمية تتطلب تحقيق التنافسية في السعادة، لافتاً إلى أنه قد تتفاوت الآراء حول مدى قدرة مؤشرات التنافسية التي تستند إلى الأرقام أو المؤشرات الاقتصادية على توحيد الشعوب، وأن التنافسية في السعادة أمر يتفق عليه الجميع.
جاء ذلك خلال الجلسة العامة لملتقى «معاً نرتقي بالمواطن العالمي»، الذي عقد أمس، بمقر المدرسة الثانوية الهندية بدبي، وهو الحدث الخامس من سلسلة ملتقيات«معاً نرتقي» خلال العام الدراسي الجاري، بمشاركة، غراهام براون – مارتن – مؤسس برنامج «التعلم بلا حدود» (LWF ) ، و عبد الله بن عيسى السركال، عضو مجلس إدارة مركز الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، للتواصل الحضاري، وكلير وودكرافت-سكوت، الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات، وغانديب سينغ، مؤسس مبادرة التغيير The Change، ومقرها شارع الشيخ زايد في عام 2010، والتي تطورت من متجر ومقهى، لتصبح سلسلة دولية ذائعة الصيت، لتوفير الخدمات والمنتجات الصديقة للبيئة، فضلاً عن حضور أكثر من 420 معلماً وقيادة مدرسية وطلبة.
وقال الكرم: «في رحلة البحث عن حلول السعادة التعليمية لأطفالنا، فإن الحلول ربما لن تأتي فقط من إعادة تصميم المناهج التعليمية، أو من نظام تعليمي يركز على تعليم العقل وإكسابنا المعارف فقط، لأننا نحتاج إلى البحث في الحلول النابعة من الداخل، فالتعليم من وجهة نظر الأجيال المستقبلية يركز على العقل والقلب في آن واحد»، وأضاف: «من سيعلم أطفالنا أن الغرض من حياتهم على هذه الأرض أن يكونوا سعداء؟».
ومضى يقول: يحظى قطاع التعليم الخاص بدبي بتنوع فريد في الثقافات، إذ يوجد في دبي 173 مدرسة خاصة تقدم 17 منهاجاً تعليمياً متنوعاً وتحتضن حوالي 183 جنسية وثقافة، وفي دبي أيضاً 65 مدرسة خاصة تضم أكثر من 50 جنسية و58 مدرسة خاصة تضم بين 21 – 50 جنسية، وعلى الرغم من التنوع الثقافي للأسر والعائلات الذي يبدو واضحاً بالأرقام، إلا أن الجميع يتفق على بلوغ السعادة وجودة الحياة، وهذا ما نعمل على مواصلة تعزيزه لدى طلبتنا من خلال منظومة التعليم في دبي».
وتطرّق غراهام براون، خلال الجلسة، إلى أن «المدارس والجامعات تلعب دوراً مهماً في تحديد ملامح المستقبل، وينبغي التفكير في الكيفية التي يمكننا من خلالها إعادة تصميم نظم التعليم والغرض من التعليم المدرسي، لافتاً إلى أنه على التربويين تمكين الأطفال من إعادة تصور المجتمع لمواجهة تحديات جيلهم».
من جانبه، اعتبر غانديب سينغ، أن المشاركة بين الثقافات المتنوعة التي تعيش في دبي – التي وصفها بأنها «العالم» – سوف تقود إلى بناء جسور وثيقة تربطنا بالمستقبل وصولاً إلى إيجاد المواطن العالمي. وقالت كلير – الرئيس التنفيذي لمؤسسة الإمارات: «لأننا نعيش في عالم رقمي يسير بوتيرة متسارعة، فإننا نحتاج إلى مهارات مختلفة ومتطورة، ما يؤكد حرص دولة الإمارات على مساعدة الشباب على إيجاد طريقهم في القرن الواحد والعشرين، لافتة إلى أن مؤسسة الإمارات تعمل عبر برامج متنوعة على بناء المهارات المهنية غير التعليمية المطلوبة حالياً على مستوى عالمي». ولفتت كلير إلى أن انخفاض أعداد الطلبة الذين يفضلون دراسة التكنولوجيا، على الرغم من الثورة التكنولوجية والرقمية القائمة، داعية إلى تشجيع الشباب على دراسة الهندسة والتعامل مع التكنولوجيا بشكل تفاعلي يواكب التحولات الحالية من الحالة التقليدية إلى الحالة الرقمية.
وأوضح عبدالله السركال، عضو مجلس إدارة مركز محمد بن راشد للتواصل الحضاري، أن دبي تشكل قصة نجاح وأمل في التعايش بين المواطنين والمقيمين على أرضها، مشيراً إلى جلسات وبرامج متنوعة نفذها المركز لتعريف المقيمين في دبي بخصوصية المجتمع المحلي، والإجابة على مختلف تساؤلاتهم في هذا الخصوص.
وأفادت موزة السويدي، رئيس المشاركة المجتمعية في هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي بمشاركة 80 مدرسة خاصة ضمن 10 مجموعات من القيادات المدرسية في مشروع «المنارة»، الذي تم إطلاقه في شهر يونيو/حزيران من العام الماضي، كأحد المبادرات – تحت مظلة ملتقيات معاً نرتقي- بهدف اطلاع القيادات المدرسية في دبي على أسلوب عمل المدارس خارج دبي، ومساعدة المدارس القائمة في دبي على أفضل السبل لبلوغ أهداف الأجندة الوطنية لدولة الإمارات.
وأضافت:«اطلعت القيادات المدرسية التي شاركت في مشروع «المنارة» على تجارب 10 دول مختلفة حققت نقلة نوعية في أداء طلبتها، تبعاً لنتائج التقييمات الدولية على مدار مشاركاتها لأكثر من دورة، من بينها البرتغال وأستونيا والولايات المتحدة وإيطاليا وهونغ كونغ وكوريا الجنوبية، مشيرة إلى أن ملتقيات«معاً نرتقي»، نجحت في بناء حوار تفاعلي ثنائي بين التجارب المحلية من جهة، والتجارب الدولية الناجحة من جهة أخرى».
ولفتت السويدي إلى أن هيئة المعرفة والتنمية البشرية بدبي عملت على تطوير وتنفيذ مشروع «المنارة»، لتوفير نافذة تفاعلية لتبادل الخبرات العالمية والمحلية بين دبي والعالم، والمضي قدماً نحو بلوغ أهداف الأجندة الوطنية لدولة الإمارات، لافتة إلى أنه تم تشكيل 10 فرق من القيادات المدرسية ل 80 مدرسة خاصة بدبي، حيث قامت الفرق المدرسية بدراسة أهم طرق التعليم والتعلم الناجحة، والتي تبنّتها وطبقتها 10 دول حول العالم، من بينها: الولايات المتحدة الأمريكية، أستونيا، إيطاليا، إيران، شيلي والبرتغال وهونغ كونغ وأستراليا وتركيا وكوريا.
إلى ذلك، اطّلع معلمو دبي خلال الملتقى على تجارب حية لمدارس خاصة في دبي حول كيفية تقديم الدروس التي تُسهم في بناء القيم الإنسانية لدى الطلبة وتمكينهم من فهم كيفية التعايش والانسجام مع مجتمع عالمي مستدام. وشهد الملتقى عرض تجارب حية لعدد من الجهات الداعمة منها: مركز حمدان بن راشد للموهبة والإبداع، وجائزة حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، ومؤسسة محمد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، واللجنة الأولمبية الوطنية، وجامعة الإمارات للطيران، وجائزة دوق إدنبره الدولية، والبرنامج التعليمي المدرسي «بيتي»، أحد مبادرات مؤسسة إمداد، وهيئة كهرباء ومياه دبي.