يواجه أول خفض لإنتاج أوبك خلال 8 سنوات الذي دخل حيز يناير/ كانون الثاني من العام الجاري، تحدياً كبيراً يتمثل في صهاريج مخزونات النفط العالمية، في ظل السحب منها بوتيرة أبطأ مما توقعه المستثمرون وشركات النفط.
ويُلقي تعطل السحب من المخزون الضوء على التحدي الأوسع الذي تواجهه أوبك في الوقت الذي تكابد فيه الأمرين لانتشال قطاع النفط من التباطؤ الناجم عن تخمة المعروض، فمع تنامي إنتاج النفط الصخري الأمريكي، تظل المخزونات مرتفعة بشكل مستعصٍ والأسعار عالقة على ما يبدو في نطاق أوائل الخمسين دولاراً للبرميل.
ولم تتعزز السوق بما يكفي لاستنزاف العديد من منشآت التخزين الرئيسية في أنحاء العالم وهو ما كان وزراء نفط أوبك يأملون أن يكون الخطوة الأولى صوب استعادة التوازن في سوق يهيمن عليها انخفاض الأسعار منذ أواخر 2014.
ويُقدر إجمالي مخزونات الدول الصناعية بنحو 3.025 مليار برميل في نهاية مارس/ آذار، أي ما يزيد حوالي 300 مليون برميل على متوسط خمس سنوات وفقاً لأحدث تقرير شهري من وكالة الطاقة الدولية.
وقالت الوكالة إن البيانات الأولية لشهر إبريل/ نيسان تشير إلى مزيد من الارتفاع في المخزونات. وبلغت مخزونات الخام مستوى قياسياً مرتفعاً عند 1.235 مليار برميل.
ومن المتوقع الآن على نطاق واسع أن تقرر أوبك والدول غير الأعضاء – ومن أبرزها روسيا – تمديد تخفيضات الإنتاج تسعة شهور أخرى حتى مارس/ آذار 2018. وتعكف لجنة مكلفة بمراجعة التصورات المحتملة لاجتماع المنتجين المقرر الأسبوع القادم على خيار لتعميق التخفيضات أيضاً.
وأجبرت مصاعب تقليص المخزونات الاقتصاديين على خفض توقعاتهم لسعر النفط. وعلى سبيل المثال، خفض بنك أوف أمريكا الأسبوع الماضي هدفه لسعر خام برنت في 2017 سبعة دولارات للبرميل إلى 54 دولاراً.
وخلال حرب الأسعار التي بدأتها أوبك واستمرت عامين، تدفق نحو نصف مليار برميل من الخام والمنتجات المكررة على منشآت التخزين مع تراجع أسعار النفط إلى أقل من 30 دولاراً للبرميل في أوائل 2016.
تزامن جزء كبير من زيادة المخزون تلك مع بدء المتعاملين في استغلال التخزين لتحقيق مكاسب سهلة من فرق السعر المتزايد بين أسعار النفط الفورية شديدة الانخفاض والأسعار الأعلى كثيراً لعقود تسليم الخام في المستقبل. وقال كريس بيك عضو اللجنة التنفيذية في فيتول، أكبر شركة مستقلة لتجارة النفط في العالم، خلال مؤتمر للقطاع في لندن الأسبوع الماضي إن هذه المعاملة أصبحت أقل ربحية منذ تخفيضات إنتاج أوبك، لكن ما زال هناك الكثير من النفط في الصهاريج.
وتابع: «مخزون الخام والمنتجات هذا الذي يزيد على 550 مليون برميل وبدأ في 2014 ما زال قائماً بدرجة كبيرة.. كم سيخرج منه؟ هذا هو النقاش الدائر بيننا جميعاً.»
«انسداد» نفطي
من مضيق ملقا في آسيا إلى موانئ شمال أوروبا وخليج المكسيك، تباطأ السحب من المخزونات العالمية أو بدأ يأخذ الاتجاه المعاكس.
وقفزت كذلك مخزونات الوقود فجأة حيث زادت، بحسب بي.جيه.كيه انترناشونال الاستشارية الهولندية، مستويات زيت الغاز في صهاريج مركز التخزين الأوروبي إلى أعلى مستوى في ثمانية شهور في وقت سابق من الشهر. يشمل زيت الغاز وقود الطائرات والديزل وزيت التدفئة.
وقال متعاملون إنه في واحدة من أضخم منشآت تخزين النفط في العالم – على شاطئ خليج سالدانا في جنوب إفريقيا – بيعت ملايين البراميل في الأشهر الأخيرة.
لكن الصهاريج، التي تسع 45 مليون برميل، تستقبل مزيداً من الشحنات حيث يجد الباعة صعوبة في العثور على شركات تكرير لشراء النفط المحمل حديثاً حسبما ذكر المتعاملون.
وفي منطقة هيوستون لامست مخزونات النفط مستويات قياسية مرتفعة في نهاية مارس/ آذار وفقاً لشركة معلومات الطاقة جينسكيب.
ويبدو وضع المخزونات أكثر تبايناً في آسيا، ففي الصين، ثاني أكبر مستهلك للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة، تقول وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إن مخزونات الخام التجارية سجلت أدنى مستوياتها في أربع سنوات في مارس/ آذار. لكن في كوريا الجنوبية تقول مؤسسة النفط الوطنية الكورية إن المخزونات قرب مستويات قياسية مرتفعة.
في حين ما زالت المخزونات العالمية متضخمة؛ فإن هناك بعض المؤشرات على أن تخفيضات أوبك تنال من الإمدادات.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-jOv