أفاد مختصون في التغذية أن سوء التغذية يضاعف فترة مكوث المرضى عند دخولهم إلى المستشفى إلى الضعفين، مقارنة بمن يحصلون على تغذية سليمة، وأكدوا أن الغذاء الصحي، اختيار ساعات النوم المناسبة والكافية، وممارسة الرياضة هما مثلث الوقاية من مضاعفة تأثير الأمراض المختلفة على صحة الإنسان.
وأكدوا خلال مؤتمر دبي الدولي السادس للتغذية، الذي اختتم فعالياته أمس، أن جائحة كورونا سببت زيادة عامة في معدلات السمنة لدى أفراد المجتمع، بنسبة تتراوح بين 5 إلى 10 كيلوا جرام، خصوصاً طلبة المدارس الذين يتلقون تعليم عن بعد، ويجلسون لساعات طويلة أمام الأجهزة الإلكترونية، بعيداً عن المدرسة.
وقالت الأستاذ في قسم التغذية بكلية العلوم الصحية في جامعة زايد الدكتورة ميراي قرواتيان أن دراسة أجريت حديثاُ شملت مرضى بمستشفيي راشد بدبي، والقاسمي في الشارقة أظهرت أن المرضى الذين يدخلون إلى المستشفى وهم يعانون من سوء التغذية، يخضعون للعلاج ضعفي الفترة التي يحتاجها نظرائهم الذين يحصل على غذاء متوازن، فضلاً تحول هذه الفئة إلى عبء اقتصادي على الدولة كونهم يحتاجون إلى أدوية أكثر، ورعاية أطول، كما أظهرت الدراسة أيضاَ أن 55% من المرضى الذين يدخلون المستشفيات مصابون أو لديهم القابلية للإصابة بمخاطر سوء التغذية.
وأكدت أن المناعة بشكل عام هي خط الدفاع والوقاية الأول للإنسان في مواجهة تأثير وأعراض فيروس كورونا، والأمراض الأخرى على صحة الإنسان، مؤكدة أن التغذية السليمة هي المعزز الأول لهذه المناعة للوقاية من الأمراض، يأتي بعدها ساعات النوم وتوقيتها، ومن ثم ممارسة الرياضة.
ولفتت إلى أن الغذاء يحتوي على كافة الفيتامينات والمعادن التي يحتاجها الجسم، ليصبح أكثر قدرة على مقاومة الأمراض، خصوصا المعدية منها، مثل فيروس ” كوفيد-19″، ونصحت بالتركيز على الفواكه والخضروات التي تحتوي على كميات هائلة من المكونات التي يحتاجها الجسم.
وأشارت إلى أن الأشهر الماضية التي شهدت جائحة كورونا، واضطرار غالبية فئات المجتمع إلى المكوث بالمنزل، خصوصا خلال فترة التعقيم الوطني، ارتفعت معدلات السمنة لديها، خصوصاً طلاب المدارس، وتراوحت نسبة الزيادة بين 5 و 10 كيلوا جرام لديهم، بسبب حالة التوتر والقلق التي أثرت على حالتهم النفسية، ودفعتهم إلى تناول الطعام بشكل زائد عن حاجتهم، مؤكدة أن هذه الحالة التي مروا بها يزيد من مخاطر تعرضهم للأمراض المختلفة.
وذكرت أن التعليم عن بعد ساهم في ارتفاع معدلات السمنة بين طلاب المدارس، خصوصاً من كان لديهم استعداد جسدي لزيادة الوزن، حيث كانت المدارس تتدخل في تحقيق التوازن الغذائي للطلاب، من خلال حثهم على اتباع نمط غذائي صحي، بعيداً عن الأغذية التي تسبب لهم مشكلات صحية،
وقالت أن سوء التغذية ينقسم إلى قسمين الأول خاص بمن هم تحت المعدل الطبيعي في المكونات الغذائية الأساسية، ولا يتناولون غذاء كافي، والثاني خاص من يعانون من البدانة ويأكلون أكثر من اللازم، وكلاهما تأثروا كثيراً خلال جائحة كورونا، حيث تراجعت قدرة أجسامهم على حرق السعرات الحرارية، ومن ثم خسارة نسبة كبيرة من بنيتهم العضلية، الأمر الذي يؤدي إلى تتراجع مناعتهم، ومن ثم يصبحون أكثر عرضة للتعرض لمضاعفات المرض بشكل أكبر.
وأكدت على دور الأهل في حماية أبنائهم من الوقوع في خطر السمنة، مطالبة بضرورة إلزام أبنائهم ببرنامج رياضي يومي، لتقوية بنيتهم العضلية، حفاظاً على مناعتهم، خصوصاً أن جلوسهم لساعات خلال فترة التعليم عن بعد تشكل خطراً في حال تجاهل ممارسة الرياضة.
وطالبت بضرورة تقييم مخاطر سوء التغذية للمرضى وقت دخولهم للمستشفى، ووضع خطة غذائية خاصة بكل مريض على حده حسب احتياجه، وأكدت على ضرورة أن يكون ذلك الإجراء ضمن قوانين المستشفيات، لأن الدراسات أثبتت أن علاج الأشخاص الذين يعانون من سوء التغذية يكون أكثر صعوبة من غيرهم.
من جهتها أكدت الأستاذة المساعدة بقسم التغذية في كلية العلوم الصحية بجامعة الشارقة، الدكتورة هادية رضوان على ضرورة قيام كافة أفراد المجتمع بممارسة الرياضة في المنزل، وإعداد الوجبات الصحية، ووضع استراتيجية متكاملة على مستوى الدولة لمواجهة تداعيات جائحة كورونا، التي كان ارتفاع معدلات السمنة أبرزها، ومن ثم التعرض بشكل أكبر لمضاعفات المرض.
من جهتها أكدت مديرة إدارة التغذية العلاجية في هيئة الصحة بدبي، ورئيس المؤتمر وفاء عايش أن الدراسات أثبتت سرعة تعافي من يحصلون على نظام غذائي متوازن، من الأمراض المختلفة، وانخفاض فترة تواجدهم لتلقي العلاج بالمستشفيات، كذلك تعرضهم لعوامل خطورة أقل، كما أظهرت النتائج سرعة تعافي المصابين وانخفاض فترة تواجدهم في المستشفيات، بالإضافة الى قلة خطورة المضاعفات المصاحبة للإصابة بالمرض.