مجلة مال واعمال

مخاوف من إلغاء سياحة الشواطئ بمصر تجتاح العاملين

-

أصبح للمقعد المُريح المُزين بنقوش فرعونية الذي يعرضه وليد استخدام آخر منذ أن تراجع النشاط في منتجع العين السخنة الواقع على خليج السويس.. فقد تمدد وليد نفسه على المقعد الوثير الذي يشبه الحاشية وغفا بعدما انقضت خمس ساعات ثقيلة في هذا الطقس شديد الحرارة دون أن يدخل زبون واحد إلى متجره.

ويخشى كثير من العاملين في قطاع السياحة ألا ينتعش القطاع لو حظر الرئيس محمد مرسي لباس البحر والخمور وهي من العناصر الأساسية لسياحة الشواطئ بالنسبة لكثير من الأجانب، وفقاً لوكالة “رويترز” للأنباء.

وقال وليد الذي طلب أن يعرف باسمه الأول فقط “انكمشت أعمالي بنسبة 70%، على الأقل في العام الماضي”.

وأضاف “مصر تعيش على السياحة. أعتقد أن مرسي يريد أسلمة السياحة على المدى البعيد لكنه لن يفعل شيئا في السنوات القليلة القادمة لأن الناس تريد أن تكسب قوتها”.

ولا يذكر “مشروع النهضة” برنامج حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين والذي يقع في 81 صفحة سياحة الشواطئ التي تأتي بالنصيب الأكبر من الإيرادات في قطاع السياحة وقال مسؤولون من الجماعة إن لديهم أولويات أخرى الآن.

لكن إشارة واحدة على عدم الرضى تظهر في مشروع النهضة من تشجيع البدائل مثل السياحة الثقافية والبيئية والسياحة العلاجية وسياحة الصحراء.

ويقول العاملون في قطاع السياحة إن سياحة الشواطئ تمثل نحو 80%، من السياحة في مصر وهو قطاع أصبح حيويا في عهد مبارك بعد إنشاء مجموعة من القرى السياحية والمنتجعات على امتداد ساحل البحر الأحمر في سيناء.

فبعد أن كانت مصدر جذب لمحبي الحضارات القديمة والقادرين على دفع تكلفة رحلات في سفن نيلية فاخرة أصبحت مصر منافسا حقيقيا لإسبانيا وتركيا بشواطئها المشمسة التي تجتذب ملايين السياح الأوروبيين بتكاليف منخفضة.

وتعمل نسبة ما بين 12 و15%، من قوة العمل في مصر على تلبية احتياجات الزوار الأجانب سواء بشكل مباشر أو غير مباشر. وقال الاقتصادي سمير مكاري إن السياحة تمثل 11%، من الناتج المحلي الإجمالي وربع الإيرادات بالعملة الأجنبية.

ويبدو خبراء السياحة واثقون من أن مرسي سيتجنب زيادة المشكلات التي تواجهه.

وقال كريم محسن من الاتحاد المصري للغرف السياحية “سيتركون قطاع السياحة يعمل بشكل طبيعي حتى تظهر بدائل اقتصادية.. ولن تظهر.”

وأضاف “من يحظر البكيني والخمور سيعيش حياته بذنب قطع عيش 4.5 مليون شخص في مصر… سيخرج الناس إلى الشوارع.”

وقال وزير السياحة منير فخري عبد النور للصحافيين يوم الثلاثاء الماضي إنه يتوقع أن تكون البلاد قد استقبلت أكثر من 12 مليون سائح بحلول نهاية 2012 بزيادة 23%، عن العام السابق.

وقال أحمد صديق وهو مستشار ومرشد سياحي “أنا على ثقة من أن السياحة ستعود لطبيعتها في السنوات المقبلة.” وأضاف “السياحة من أعمدة الاقتصاد المصري. ومرسي ببساطة لن يغامر بها.”

وقال مكاري إنه يتوقع أن تنتعش السياحة في الأجل القصير لكن قوتها في المستقبل ستعتمد على الحكومة.

ويقول مسؤولون بقطاع السياحة إن الخطر الأكبر على القطاع ليس خطر حمل الإسلاميين عليه بل الاضطرابات السياسية التي لا يبدوا أنها تنحسر.