اللعبة التي أطلقتها شركة “نينتندو” اليابانية للألعاب، في 6 يوليو/تموز الجاري، تمزج بين اسم بوكيمون القديم، الذي يرجع إلى عشرين عاماً مضت وبين التقنية المتطورة.
وتسمح بوكيمون للاعبين بالمشي في الأحياء الحقيقية بحثاً عن شخصياتها الافتراضية عبر شاشات الهواتف، وخلال أيام قليلة، اجتذبت “بوكيمون غو” عدداً هائلاً من المشاركين، ورفعت القيمة السوقية للشركة اليابانية إلى 7.5 مليارات دولار.
ويتحتم على المستخدمين التجول في الشوارع لإيجاد البوكيمونات وجمعها، حيث تستخدم اللعبة خريطة الأماكن الحقيقية للاعبين، ومن الأمور الإيجابية لها، أنها تجبر من يريد أن يلعبها على التحرك من مكانه، على عكس ألعاب الفيديو الأخرى.
– استدراج للسرقة
لكن سرعان ما ارتبطت شعبية اللعبة الواسعة بسلسلة من جرائم السرقة، حيث يستهدف اللصوص مستخدمي اللعبة الشاردين بحثاً عن البوكيمون، وباستخدام تقنية الضوء الإرشادي في اللعبة، يستدرج المجرمون ضحاياهم من مستخدمي اللعبة إلى مناطق نائية أو شوارع جانبية لسرقتهم.
ستيف ستينغر، من مركز شرطة أوفالون بولاية ميسوري الأمريكية، يقول إن المجرمين لا يتتبعون مواقع الأشخاص فقط عن طريق هواتفهم المحمولة، “ولكنهم يستهدفون الأشخاص أنفسهم أيضاً أثناء تجولهم في الشوارع وهم يحدقون في هواتفهم”.
الاختبارات الخاصة للعبة على خريطة كل بلد، أحدثت بلبلة على مواقع التواصل؛ إذ ظهرت الكنائس والمساجد ومراكز الشرطة بين مواقف البوكيمون؛ ما يعني أن على المستخدم الدخول إليها لجمع ما يحتاجه في اللعبة؛ ما قد يعرضه للمشاكل.
وتشير إحصائيات إلى أنه خلال أيام فاق عدد مستخدمي التطبيق الجديد عدد مستخدمي تويتر، كما أن عدد مستخدمي “بوكيمون غو” على أنظمة أندرويد بلغ 60% بأمريكا وحدها.
– انتهاك للخصوصية
ويوظف التطبيق كاميرا هاتف المستخدم الذكي ليضع له شخصيات بوكيمون الكارتونية في المكان الذي يوجد فيه، ويقوم المستخدم بتتبع تحركات بوكيمون عبر الكاميرا محاولاً قطفها ليربح مزيداً من النقاط.
لكن تحميل هذا التطبيق يمنح شركة غوغل الحق في استخدام المعلومات الموجودة على حسابك لديها؛ ما أشعر البعض بالخوف من انتهاك خصوصياتهم.
إضافة إلى ذلك، فإن رحلة البحث عن شخصيات “بوكيمون غو” قد تقودك إلى أماكن خاصة بأصحابها كأن تدخل إلى حديقة بيت ما، أو حتى داخل سيارة بسبب وجود شخصيات بوكيمون بداخلها.
– تحذيرات وحظر
الجدل الكبير الدائر حول اللعبة، حدا بعدد من الحكومات إلى إطلاق تحذيرات من ممارستها، في حين حظرت حكومات أخرى لعبها رسمياً.
جيش الاحتلال الإسرائيلي حظر على أفراده المشاركة في اللعبة أثناء وجودهم في القواعد العسكرية. ووزعت إدارة المعلومات الأمنية على الجنود رسالة تحذير جاء فيها: “اللعبة هي مصدر لجمع المعلومات، لا يمكن المشاركة في هذه اللعبة أثناء الوجود في القاعدة العسكرية”.
وفي مصر أعلن المتحدث باسم الحكومة، حسام القاويش، أن الأجهزة المعنية “تحقق وتتابع التطبيقات التي يتم تنزيلها على الهواتف المحمولة، والتي يمكن أن تمثل خطراً على الأمن القومي المصري”.
وفي إشارة إلى تخوف الحكومة من اللعبة التي أصبحت حديث العالم، أوضح القاويش أن الحكومة “تتابع الأمر وما إذا كان يمكن وضع آليات جديدة خاصة بألعاب الإنترنت للحد من خطورتها”.
وفي السياق، قال الرئيس السابق للمركز القومي للبحوث، هاني الناظر، إن بوكيمون غو “يمكن استخدامها في التجسس ونقل المعلومات بالصوت والصورة مباشرةً، واستخدام كاميرا الهاتف في التجول وجمع البوكيمون”.
وفي تصريح لـ”العربية نت” لفت الناظر إلى “إمكانية استخدام معلومات صاحب الهاتف على غوغل لمعرفة شخصيته وطريقه تفكيره”، مضيفاً أن التطبيق “يتيح معرفة كل بيانات الهاتف ومكان عمل صاحبه وسلوكياته”.
كما يمكن من خلاله، يضيف الناظر، معرفة المكان الذي يوجد فيه الشخص وشكله من الداخل وجميع العاملين فيه، دون الحاجة لإرسال جواسيس. فضلاً عن إمكانية استخدام هذه المعلومات والبيانات والصور للابتزاز من قبل البعض.
وطالب بوضع تشريع يحد من تلك اللعبة ويمنع استخدامها “حفاظاً على الأمن القومي المصري”، مع زيادة توعية المواطنين “بخطورتها على حياتهم الشخصية، وما قد تسببه من انتهاك لخصوصياتهم وحرمات منازلهم”.
وأُطلقت اللعبة في الولايات المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا، ويتزايد تحميلها على الهواتف التي تعمل بنظام أندرويد، كما أنها أثارت ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويبلغ متوسط وقت استخدام تطبيق اللعبة يومياً 43 دقيقة، وبعد يومين فقط من إطلاقها في الولايات المتحدة، قام أكثر من 5% من مستخدمي الهواتف التي تعمل بنظام أندرويد على مستوى الولايات المتحدة، بتحميلها.
وارتفع سهم مجموعة “نينتندو” اليابانية بنحو 19% في بورصة طوكيو بعد ظهر الخميس 13 يوليو/تموز، بعدما اجتاحت حمى اللعبة العالم.