خاص لمال وأعمال
مقدمة (البدايات) …
كانت البدايات بعيدة تماماً عن قطاع الإعلام حيث تخرج محمد عضايلةمن الجامعة الأردنية كلية الإقتصاد والعلوم الإدارية بدرجة البكالويوس في (الإقتصاد والعلوم السياسية) في العام 1994 ليلتحق بالعمل في وزارة الخارجية الأردنية حتى العام 1998.
إنتقل بعدها مباشرة للعمل في قطاع الإعلام في شبكة راديو وتلفزيون العرب ART وتنقل من خلالها في عدة قنوات متخصصة فيها كالتعليمية والأطفال والرياضية والفنية والدينية بالإضافة لإدارة إنتاج العديد من الأعمال الدرامية ومنها كانت بداية الإنطلاقة في عالم الإعلام الواسع، مال واعمال التقت بالسيد محمد العضايلة رئيس الهيئة العربية للبث الفضائي ونائب الأمين العام للإتحاد العام للمنتجين العرب وكان لها معه هذا الحوار .
ما العلاقة بين العمل الرسمي في وزارة الخارجية والإعلام .. وهل شكلت هذه المرحلة نقلة في حياتك العملية؟
العمل الدبلوماسي أو السياسي يعتبر جزء من الخطاب والرسالة الإعلامية لكل دولة ولعل الدبلوماسية هي إحدى فنون الإعلام التي باتت تشكل جزءاً لا يستهان به في بناء العلاقات بين الدول والأفراد وفي رسم سياساتها من خلال قراءة المشهد الإعلامي الذي بات يعكس وبشكل كبير إستطلاعات الرأي وقراءة لمستقبل الدول وتطلعاتها في مختلف القطاعات، هذه النقلة لم تكن تشكل وقتها أي فارق في حياتي العملية نظراً لخصوصية العلاقة بين الدبلوماسية والإعلام .
كانت إنطلاقتك العملية في قطاع الإعلام من خلال شبكة راديو وتلفزيون العرب art مختلفة نظراً لتنوع قنواتها ، ماذا تقول عن هذه الفترة؟
راديو وتلفزيون العرب art كانت مدرستي الأولى في عالم الإعلام فالتنوع الفيسيفسائي الغني جعل منها جامعة بكل ما تعنيه الكلمة من معنى في هذه الفترة ، فتنوع القنوات من حيث الخطاب الإعلامي والفئة المستهدفة من جمهور المشاهدين وتنوع المحتوى منحني قدرة كبيرة على التعامل مع فنون الإعلام بأنواعه وأتاحت لي الفرصة وبشكل أوسع لتعلم تقنيات العمل الإعلامي بشكل مدروس ومتخصص ساهمت وبشكل كبير في بناء مخزون من المعرفة والقدرة على التعامل مع مختلف المدارس الفكرية في قطاع الإعلام عربياً وعالمياً مكنتني فيما بعد من طرح نفسي كمتخصص في هذا القطاع .
ما هو التخصص الذي أشرت إليه في نهاية حديثك؟
القنوات الفضائية هي مؤسسات (فكرية) متخصصة في تقديم المحتوى الإعلامي ولكل مؤسسة خطاب موجه تعمل من خلاله لإيصاله لأكبر شريحة ممكنة من المشاهدين المستهدفين لتحقق الهدف الحقيقي من تواجدها على الساحة الإعلامية.
الخبرة التي إكتسبتها جعلتني قادراً على قراءة المشهد الإعلامي لمختلف القنوات الفضائية وتحليله، كما أن هذه الخبرة منحتني القدرة على رسم سياسات وبناء المنظومة الفنية والموضوعية للعديد من القنوات الفضائية العربية منذ نشأتها الأولى.
كانت محطتك التالية تأسيس العديد من القنوات الفضائية الأردنية والعربية ماذا تقول عن هذه المحطة؟
عملت على تأسيس العديد من القنوات الفضائية في الأردن وفي الوطن العربي كما قمت بإدارة عدد منها كان آخرها (الشبكة العربية للأخبار – قناة anb الفضائية) وهي شبكة إخبارية متخصصة بالمشهد السياسي العربي والعالمي .
منحت العمل الإعلامي العربي مساحة كبيرة من وقتك .. لتحدثنا عن ذلك بشكل أوسع؟
العمل الإعلامي لم ولن يكن في يوم من الأيام قطرياً وبالتالي كان لا بد لي ان أنخرط ضمن منظومة أكبر لإكتساب المزيد من الخبرة والكفاءة وللتعرف وبشكل أوسع على تجارب عربية ودولية متخصصة في هذا القطاع، من هنا إلتحقت كعضواً في الإتحاد العام للمنتجين العرب في القاهرة ومن ثم أصبحت اميناً عاماً مساعداً فنائباً أول للأمين العام، تعرفت خلالها على مدارس متنوعة من العمل الإعلامي والتقيت بعدد كبير من الشخصيات التي كانت لها بصمات في صناعة الإعلام في المنطقة العربية، هذه المحطة غرست بداخلي مفهوم جديد في تشاركية الإعلام والعمل ضمن إطار العمل العربي المشترك وساهمت وبشكل كبير مع رئاسة الإتحاد وأعضاءها الفاعلين في تنظيم العديد من المؤتمرات والمهرجانات والملتقيات الإعلاميه في عدد من الدول العربية، كما أتاحت لي هذه المرحلة فرصة الاطلاع على واقع الإعلام العربي عن قرب وما يشهده من فوضى وتخبط وهيمنة لبعض القائمين على الأفكار المتطرفة في ظل غياب الرقابة الموضوعية وعدم قدرة المؤسسات الرسمية على تقييم المحتوى العربي، ومن باب حرصنا كإعلاميين وعاملين في هذا القطاع وتحملنا للمسؤولية إتجاه أنفسنا والأجيال القادمة، دفعتني ومجموعة من الزملاء وبالتعاون مع الأمانة العامة لشؤون الإعلام والإتصال بجامعة الدول العربية إلى تأسيس هيئة إعلامية متخصصة (الهيئة العربية للبث الفضائي) تُعنى بالإعلام وإعتبارها إحدى المنظمات العربية المهنية المتخصصة بالشأن الإعلامي وحصولها على موافقة مجلس وزراء الإعلام العرب بالجامعة العربية بصفة مراقب وعضوية الآمانة الفنية والمكتب التنفيذي لمجلس الوزراء بجامعة الدول العربية، وتهدف إلى تنظيم هذا القطاع من حيث الخطاب الإعلامي والمحتوى والعمل على خدمة العمل العربي المشترك والملكية الفكرية الخاصة بالمحتوى العربي.
ما هي أهم انشطة ومشاريع الهيئة العربية ؟
قامت الهيئة بتنظيم عدد من المؤتمرات وورش العمل المتخصصة برعاية جامعة الدول العربية منها على سبيل المثال لا الحصر (مؤتمر دور الإعلام في دعم وتنمية الإقتصاد العربي، والمؤتمر الدولي الثاني دور الإعلام في مكافحة الإرهاب والتطرف) والذين حققاً النجاح المأمول منهما من حيث نوعية الحضور وأوراق العمل المتخصصة التي قدمت خلالهما وتم رفع البيان الختامي لكلا المؤتمرين لجامعة الدول العربية ولمجلس وزراء الإعلام العرب للأخذ بما جاء من توصيات، كما نظمت الهيئة العربية للبث الفضائي العديد من الورش المتخصصة بقطاع الإعلام والتحديات التي تواجه المنظومة الإعلامية العربية في ظل ما تشهده المنطقة العربية من أزمات وصراعات.
وتسعى الهيئة حالياً وبالتعاون مع عدد من المؤسسات العربية والإقليمية لإطلاق مشاريع جديدة سترى النور مع مطلع العام 2017 أهمها (المركز العربي للتدريب الإعلامي بالتعاون مع إتحاد إذاعات الدول العربية) و (مركز الدراسات والبحوث الإعلامية) بالإضافة لإطلاق مبادرة (إثراء المحتوى العربي) .
هل بالإمكان أن تحدثنا أكثر عن مبادرة إثراء المحتوى العربي ؟
يشكل الإعلام الإلكتروني وتحديداً المحتوى الرقمي على الإنترنت اكبر مصدر للمعلومة على مستوى العالم، وبعد قراءتنا لواقع الإعلام العربي وتتبعنا كهيئة عربية متخصصة لحجم المحتوى العربي على شبكة الإنترنت تبين أن المحتوى العربي لا يتجاوز 2% فقط من مجمل ما تم ويتم نشره على هذه الشبكة وهذا الحجم لا يعتبر فقيراً فحسب وإنما خطيراً جداً لأن الحجم الأكبر مما تم نشره باللغة العربية لا يعتبر ذو قيمة علمية أو آكاديمية وإنما ينحصر ضمن إطار المدونات والمقالات بالإضافة لإستغلال هذه المساحة من قبل الجماعات الإرهابية والمتطرفة لنشر قيمها وافكارها الهدامة، من هنا جاءت فكرة (إثراء) وهي مبادرة عربية تسعى إلى تسخير المحتوى العربي الرقمي لدعم التنمية والحفاظ على الهوية العربية والإسلامية وتعزيز المخزون الثقافي والحضاري العربي رقمياً.
علمت مال واعمال بنية الهيئة العربية إطلاق مشروع إعلامي كبير متخصص وجديد من نوعه الأردن حدثنا عن هذا المشروع؟
ستقوم الهيئة العربية للبث الفضائية وبالتعاون مع عدد من المؤسسات الإعلامية وشركات الإتصالات بتطوير البنية الخاصة بالإعلام الرقمي والمحتوى الرقمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا من خلال إطلاق مشروع نوعي يعتبرالأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط وهو عبارة عن مدينة إعلامية رقمية.
ويأتي هذا المشروع من ضمن سعي الهيئة والمؤسسات المتخصصة العاملة ضمن هذا المشروع إلى توطين الإعلام العربي اولاً وتطوير المنظومة الإعلامية رقمياً ضمن أعلى المواصفات والتقنيات الفنية والتكنولوجية وسيعلن عنه في حينه ..
في نهاية هذا الحوار .. هل لك ان تحدثنا عن طموحاتك المستقبلية؟
بالتأكيد كل فرد لديه طموح يسعى إلى تحقيقه على الصعيد الشخصي وعلى الصعيد العملي وكل ما آمل تحققه أن يحل السلام في المنطقة العربية وأن ندرك جميعاً كإعلاميين أهمية الدور والمسؤولية الملقاه على عاتقنا وأهمية الرسالة التي نقدمها وأن نكون حريصين في صياغتنا للخبر ونقلنا للمعلومة، فنحن كالسياسين والعسكرين نتحمل كامل المسؤولية مما جرى وما يجري فنقل المعلومة في كثير من الأحيان قد تكون اكثر خطورة من الحدث نفسه وهذا ما أرجو من كل صاحب قلم او كلمة أن يضعها أمام عينيه فمستقبل الأجيال القادمة رهين بما نقدمه لهم من أفكار تساهم في إزدهار مجتمعاتنا وتطورها.