كرم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ثمان شخصيات مميزة قدمت أعمالا جليلة لمجتمع أبوظبي وذلك ضمن حفل تكريم جائزة أبوظبي الذي أقيم مساء اليوم في فندق قصر الإمارات.
ومنح صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان وسام أبوظبي الذي يمثل أرفع تكريم مدني في أبوظبي لهذه الشخصيات الذين كانت لهم إسهامات عادت بالنفع على الإمارة في مختلف المجالات.
وتقام جائزة أبوظبي تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بهدف منح التقدير والعرفان لمن أسهمت أعماله الخيرة في خدمة مجتمع ابوظبي بغض النظر عن عمره أو جنسيته.
حضر الحفل سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان ممثل الحاكم في المنطقة الغربية ومعالي الدكتورة أمل عبدالله القبيسي رئيسة المجلس الوطني الاتحادي والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية وسمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي وسمو الشيخ عمر بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية وسمو الشيخ خالد بن زايد آل نهيان رئيس مجلس إدارة مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الإحتياجات الخاصة ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير الثقافة وتنمية المعرفة ومعالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان عضو المجلس التنفيذي وعدد من الشيوخ والمعالي الوزراء والسلك الدبلوماسي وكبار المسؤولين في الدولة وأفراد أسر المكرمين.
وقام سموه بتكريم الفائزين في هذه الدورة ممن قدموا أعمالا جليلة في خدمة المجتمع والدولة حيث تضمنت محاور إنجازات المكرمين الثمانية هذا العام الرعاية الطبية والإغاثات الإنسانية في الخارج والثقافة والتراث وتوثيق تاريخ الإمارات .
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان – في كلمة مرتجلة أمام حضور حفل جائزة أبوظبي – “ان سبب اجتماعنا اليوم هو حاجتنا للقدوة الحسنة .. هذه القدوة الحسنة نحاول أن نشجع أنفسنا وعيالنا وأهلنا أن يقتدوا بها” ..مثنيا سموه على تواجد ونصيب النساء البارز في هذا الاحتفال .. وقال سموه “مبروك عليهن ويستاهلن”.
وأضاف صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ” جيلنا جاء في فترة صعبة .. هناك جيل من أمثال بعض المكرمين رافق الشيخ زايد الله يرحمه وإخوانه الذين بنوا هذه الدولة قبل الاتحاد وأثناء الاتحاد حتى تسلمت الراية للجيل الثاني” .
وقال سموه ” لما جئنا واستلمنا هذه المسؤولية .. كانت التحديات صعبة لكن كان لدينا قاعدة قوية جدا .. نحن نرتكز على قاعدة متينة ثابتة في الأرض وهي ما تجعلنا متزنين في اتخاذ قرارات صعبة”.. فنحن بحمدالله انعم علينا ربنا بقادة جعلوا هذه القاعدة قوية متينة نستطيع اليوم ننطلق منها”.
وأكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ان دولة الإمارات بفضل من الله عز وجل هي بخير .. وقال سموه “اليوم لدينا جيل متعلم وعنده تجربة لا بأس بها ..لكن الجيل السابق الذي بنى هذا البلد كان قليل التعليم قليل الخبرة .. لكنه يمتلك ميزة معينة يجب ان نذكرها .. كان صادقا ومخلصا للأرض واهل الأرض ..هذه الميزة يجب ان نتعلمها صح في الفترة التي تمر فيها المنطقة بالتحديات” .
وأوضح سموه “انه من الصعب رؤية النور في آخر الطريق .. لكنني متأكد بقناعة شخصية عندما تكون عندك النية الصادقة والإخلاص فان هذا النور سيصبح قريب ونستطيع تحقيق النتائج الإيجابية فلابد ان نكون دائما متفائلين بغض النظر عن التحديات التي نراها في منطقة الشرق الأوسط فرايتنا مثلما استلمناها من الجيل السابق سنسلمها للجيل القادم ووطننا بخير وعز ورفعة”.
وقال صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان “اليوم كرمنا مجموعة من خيرة أهل البلد والقدوة الحسنة في مجتمع دولة الإمارات .. خيرة أهل البلد ليس بالضرورة ان يكونوا إماراتيين .. خيرة أهل البلد من يملكون أطباع ومعاني أبونا زايد مثل الذين يقفون في المنصة اليوم” .
وأشار سموه “ان الذين عاشوا ورأو أبونا الشيخ زايد في الخمسين السنة التي مرت يقولون .. قدوتنا الشيخ زايد.. لهذا السبب ظهرت جملة في بلادنا الكل يذكرها… نحن أولاد الشيخ زايد .. لكن هذه الكلمة ارجوا ان تقال في المكان الصح والزمان الصح وللعمل الصح “.
وتضمن برنامج الحفل عرض أفلام وثائقية قصيرة قدمت نبذة عن حياة المكرمين وأعمالهم الإنسانية والنبيلة وإنجازاتهم البارزة في المجتمع .
فقد كرم سموه العقيد ركن طبيب عائشة سلطان الظاهري حيث عملت في مهمات إغاثية رسمية عديدة خارج الدولة في الأماكن التي تشهد صراعات ومخاطر من أجل تقديم الخدمات الإنسانية وتوفير الرعاية الطبية .. وتعمل الدكتورة طبيبة عسكرية في مستشفى زايد العسكري.
وقامت الدكتورة عائشة بتولي قيادة أول فريق طبي نسائي في أريتريا حيث يقوم الفريق بتوفير الرعاية الصحية والدعم الإنساني للاجئين اليمنيين والمواطنين الأريتيريين في المناطق المختصة .. كما قامت بالتطوع للذهاب في مهمات إغاثة رسمية إلى كوسوفو وأفغانستان والصومال من أجل توفير الرعاية الطبية للمرضى والجرحى والمساهمة أيضاً في توليد النساء.
كما كرم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان الدكتورة لحاظ إبراهيم الغزالي التي تعد من رواد طب الجينات وعلم الوراثة في العالم العربي حيث كرست حياتها في تحديد ودراسة الأمراض والحالات الوراثية النادرة لدى العائلات على مستوى المنطقة.
وانتقلت الطبيبة العراقية / البريطانية إلى مدينة العين مع زوجها في تسعينيات القرن الماضي في الوقت الذي كانت المعرفة بعلوم الجينات نادرة في دولة الإمارات والمنطقة ..وعلى مر الأعوام وبفضل عمل الدكتورة لحاظ الغزالي ومسيرتها المهنية كبروفسورة واستشارية في مجال طب الجينات وطب الأطفال في جامعة الإمارات فقد أسهمت في إطلاق حملات التوعية المجتمعية وتوسيع نطاق التعاون مع المؤسسات الدولية المتخصصة في إجراء الأبحاث وعملت على وضع أول قاعدة بيانات للجينات في دولة الإمارات.
ومن أهم إنجازاتها اكتشافها لمرض وراثي وجيني في الإمارات مما أدى إلى إطلاق اسمها عليه وهو متلازمة الغزالي بالإضافة إلى إطلاق خدمة الطب الوراثي المدعومة من مختبرات الخلايا والمورثات والتي غطت جميع سكان دولة الإمارات ووفرت الاستشارات والمعلومات والدعم للعائلات التي تعاني من أمراض ومشاكل وراثية.
وتمكنت بفضل أعمالها من نيل عدد من الجوائز على المستويين المحلي والدولي ومنها جائزة لوريال-اليونسكو للنساء الرائدات في مجالات العلوم وهي جائزة مرموقة ومعروفة على مستوى العالم.
كما شمل التكريم الدكتور الأردني غسان الحسن الذي يبلغ من العمر 71 سنة وهو يعد خبيرا في الشعر النبطي ومن أبرز الباحثين في مجال الشعر على مستوى المنطقة .. وقد عرف بجهوده في دراسة وتحليل هذا الشعر العريق التقليدي باعتباره أول شخص على مستوى العالم الذي حصل على شهادة دكتوراه في الشعر النبطي.
وتمكن الدكتور بفضل علمه وخبرته من إضافة قيمة لهذا النوع من الشعر وإعطائه منظوراً أوسع من خلال قيامه بجمع الشعر النبطي وتوثيقه الأمر الذي يعتبر مهما بالنسبة لدولة الإمارات .
وقد أمضى الدكتور غسان أكثر من 40 سنة في دولة الإمارات وهو يعمل كمستشار ثقافي في لجنة إدارة المهرجانات الثقافية والتراثية حيث أشرف على العديد من المشاريع التي تسهم في الحفاظ على الموروث الشعبي والثقافي الإماراتي وساهم في إحياء الشعر النبطي العريق والتقليدي في دولة الإمارات.
وشمل التكريم المرحوم محمد خلف المزروعي الذي كان له دور بارز في إطلاق المبادرات ووضع السياسات التي تسعى للتمسك بالعادات والتقاليد الإماراتية كما استطاع أن يشكل صلة وصل بين الحاضر والماضي من أجل نقل التراث الإماراتي العريق إلى جيل الشباب.
واستطاع المرحوم ترك بصمة في كل مشروع تولاه ووجه جهوده في كل اتجاه من خلال عمله كمستشار لشؤون الثقافة والتراث في ديوان صاحب السمو ولي عهد أبوظبي وكان على الدوام مرجعاً ومصدراً لكل ما يخص الثقافة والتراث في مختلف الفعاليات والمهرجانات التي كانت تهدف إلى تسليط الضوء على العادات والتقاليد الإماراتية.
كما ساهم من خلال العمل من وراء الكواليس على تشجيع الإماراتيين من مختلف الأعمار والاهتمامات على المشاركة في الفعاليات الثقافية والمهرجانات في مختلف أرجاء إمارة أبوظبي.
وكان المرحوم محمد خلف المزروعي الذي توفي عام 2014 وهو في الـ48 من عمره قد تفانى وعمل بكل إصرار وشغف من أجل تحقيق النجاح في تعزيز الهوية الوطنية لدى جيل الشباب في الإمارات.
وكرم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان الدكتورة عائشة مصبح المعمري التي أكملت دراستها وتدريبها في مجال الطب خارج الدولة وأصبحت أول طبيبة إماراتية متخصصة في مجال طب الطوارئ حيث كانت تعرف دائما بمبادرتها لتلبية النداء والتطوع فكان من أبرز مشاركتها تلك الأخيرة التي قامت بها بالتطوع في اليمن من أجل إغاثة جنود الوطن خلال مهمتهم الرسمية ضمن قوات التحالف لتكون بذلك أول طبيبة إماراتية مدنية تقوم بهذا الواجب.
إضافة إلى ذلك فهي تتابع العمل على تطوير وتوسيع قسم طب الطوارئ في مستشفى المفرق حيث تعمل استشارية في طب الطوارئ والعناية المركزة ورئيسة مجلس إدارة جمعية الإمارات الطبية /فرع أبوظبي/ في مستشفى المفرق .. كما تعد أيضاً من مؤسسي كلية الطب المصغرة التي تمثل برنامجاً تثقيفياً صحياً مخصصاً لكل من يرغب من أفراد المجتمع بتطوير خبراتهم الطبية وتحسين ظروف حياتهم اليومية وهي أيضاً من مؤسسي جمعية الإمارات لطب الطوارئ غير الربحية والتي ينتمي إليها الأطباء والممرضون العاملون في طب الطوارئ.
وكرم سموه أيضا الدبلوماسي والسياسي معالي الدكتور عدنان الباجه جي الذس ساهم في أداء دور مهم بتشكيل البنية السياسية في دولة الإمارات ووضع أسس سياسة الدولة الخارجية.
وانتقل معالي الدكتور عدنان إلى دولة الإمارات حاملاً معه خبرة واسعة في مجال الشؤون السياسية والتي كان لها أثر كبير في تأسيس دولة الإمارات العربية المتحدة .. كما أشرف معاليه على الحملة الدبلوماسية التي التحقت على أثرها دولة الإمارات بمنظمة الأمم المتحدة لتكون الدولة الأولى التي تخاطب المنظمة باللغة العربية في 1972.
وتابع بعد ذلك مساهماته في سبيل نهضة الدولة إذ شغل العديد من المناصب الحكومية إلى جانب عضويته في مجموعة من أهم المؤسسات في أبوظبي .. وتتضمن قائمة إنجازاته العديدة ” الانضمام إلى المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي في نسخته الأولى والمساعدة في وضع أسس سياسة الدولة في عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه والمساهمة في تطوير دستور دولة الإمارات”.
ويبلغ الدكتور عدنان من العمر حالياً 92 سنة ويوصف بكونه رجل معطاء وحريص على نقل خبرته الواسعة لفائدة الدولة كما أنه مؤلف ومرجع مهم للمعلومات في الإمارات.
وكرم صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد ال نهيان ..معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية وهو رجل ذو بصمة مميزة وصاحب شخصية متمكنة في دولة الإمارات المعاصرة وقد سخّر خبراته ومؤهلاته لتطوير مهارات قادة المستقبل وتحديد أطر عمل أهم المؤسسات من أجل تقدم الدولة.
وقام معالي الدكتور أنور قرقاش بتقديم دعم ملحوظ للأجيال الناشئة من أجل إنتاج كوادر معطاءة قادرة على خدمة دولة الإمارات كما يعد محركاً أساسياً في إثراء التجربة البرلمانية والحكومية في دولة الإمارات العربية المتحدة من خلال الجهود التي بذلها في زيادة المشاركة النسائية في المجال السياسي.
ومنذ عام 2006 كان دور معالي الدكتور أنور قرقاش محوري في وضع البنية البرلمانية في الدولة بناء على رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله فيما يتعلق بتطوير أنظمة العمل السياسي في الدولة .. وكان تمثيل المجلس الوطني الاتحادي ودوره كمؤسسة مزدهرة وناجحة تتولى مناقشة المسائل القانونية والقضايا المهمة بالنسبة للمواطنين قد شكل تجربة متطورة في سياق بناء الدولة وإثراء العمل البرلماني بالنسبة للمواطنين في دولة الإمارات.
إضافة إلى ذلك وظّف معالي الدكتور قرقاش خبراته ومؤهلاته من أجل تطوير دولة الإمارات فيما يتعلق بالشؤون الخارجية.
كما شمل التكريم الراحلة سوزان هيليارد والتي كانت تعد مصدراً مهماً للمعلومات عن طبيعة الحياة في أبوظبي قبل اكتشاف النفط.
وقدمت سوزان إلى الدولة عام 1954 برفقة زوجها الذي كان موظفاً في شركة للنفط وقامت بتدوين يومياتها على مدى أربع سنوات .. بعد ذلك أصدرت عام 2002 كتاباً بعنوان “قبل النفط” بناءً على دعم وتشجيع من المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه مؤسس دولة الإمارات والذي قال لها مرة “أنت الآن الشخص الوحيد الذي يتذكر أبوظبي جيداً كما كانت عليه ..الحاضر يعلو دائماً على الماضي بحيث يُنسى الماضي من جيل إلى جيل أو نحو ذلك ما لم يكتب”.
وتمكنت سوزان من تكوين علاقة وثيقة مع النساء الإماراتيات في أبوظبي وكانت تزور على الدوام النساء اللواتي عشن في قصر الحصن حيث تعرفت على شيخات أسرة آل نهيان الحاكمة.
وقد ساهمت في توفير المعلومات اللازمة للمتخصصين الذين عملوا على تنفيذ أعمال الترميم في مبنى قصر الحصن وساعدت الباحثين في متحف زايد الوطني .
ستُذكر سوزان دائماً بالتقاطها صورة للشيخة سلامة بنت بطي آل نهيان – رحمها الله – وهي الصورة الوحيدة التي وُثقت منذ ذلك الوقت وقد توفيت سوزان هيليارد عام 2014 عن عمر 87 سنة.
وكانت جائزة أبوظبي قد انطلقت في عام 2005 وتصادف حملة عام 2015 الذكرى السنوية العاشرة لانطلاق هذه المبادرة والتي شهدت حتى الآن تكريم 71 شخصية فيما تم ترشيح أكثر من 100 ألف شخص منذ انطلاق الجائزة.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-b5o