واطلع سموّه على آلية فرز الأنسجة والمراحل التي تمرّ بها، لتصبح نبتة جاهزة للزراعة، ثم عرّج صاحب السموّ نائب رئيس الدولة، على المشتل الرئيسي الذي يعمل بنظام إلكتروني بالكامل، وتصل طاقته الإنتاجية من الورود المتنوعة، إلى نحو 200 مليون شتلة سنوياً.
واطلع سموّه على آلية نقل الشتلات الزراعية من الأحواض المغطاة إلى الحاويات الأكبر، كي تُعدّ للزراعة في الحدائق والشوارع العامة.
وتوقف سموّه عند البيوت المحمية (الصوبة الزجاجية) التي تبلغ مساحتها الإجمالية، نحو عشرة آلاف متر مربع، واستمع سموّه من المهندس لوتاه ومساعديه، إلى شرح عن هذه «الصوبة»، لتوفير احتياجات مدينة دبي من النباتات، خاصة الزهور في الأوقات التي يصعب إنتاجها في المناطق الخارجية، نتيجة الظروف المناخية، حيث زُوّدت هذه الصوبة، بأنظمة تبريد ميكانيكية وأخرى صحراوية، ونظام تهوية، وآخر للإضاءة، ونظام للريّ، وآخر للتغذية، من خلال شبكة الري ونظام للتحكم في الفترات الضوئية.
وتابع سموّه، جولته الميدانية في السيارة، حيث اطلع على المنطقة المظللة لإنتاج الزهور، والأخرى المظللة لإنتاج الأشجار والشجيرات، ونباتات أخرى متنوعة. واستمع سموّه من المدير العام للبلدية، إلى شرح وافٍ عن خطة البلدية، لتغطية مساحات واسعة من دبي ومناطقها، بالمساحات الخضراء، وتقسيم الخطة إلى أربعة مواسم للزراعة، اثنان منها لتغيير الورود والزهور وزراعتها في الحدائق والشوارع، واثنان للزراعة للصيفية.
وأكد لوتاه أن مشتل ورسان الحديث بالكامل، بإمكانه توفير احتياجات دولة الإمارات عموماً، ودبي، من شتلات الزهور الموسمية والمستدامة، من خلال الطاقة الإنتاجية الكبيرة للمشتل، التي تبلغ 70 مليون شتلة زهور في الدورة الواحدة سنوياً، وبتشغيل الخطوط دورتين، تكون محصلة الإنتاج 140 مليون شتلة، تحتاج دبي منها أربعين مليوناً، والبقية تعرض للبيع بأسعار تنافسية.
صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، بارك المشروع الفريد من نوعه في المنطقة، وأشاد بجهود بلدية دبي الرامية إلى جعل مدينة دبي واحة غنّاء وأيقونة للجمال والطبيعة الخضراء، تسرّ عيون الناظرين، وتسعد الأطفال والكبار.
وأعرب سموّه عن ارتياحه وسعادته بما شاهده من تقنيات وأساليب حديثة ومتطورة مستخدمة في الزراعة المحلية، وتجميل مناطق وشوارع دبي، بمختلف أصناف أشجار الزينة ونباتاتها التي تحافظ على الوجه الأخضر لدولتنا عموماً، وتحقق الاستدامة الخضراء في بيئة نظيفة خالية من التلوّث والانبعاثات الكربونية.
ووجه سموّه، المدير العام للبلدية وفريق عمله، بأن يستمروا على هذا النهج البنّاء ويثابروا في عملهم المخلص، ويبدعوا أفكاراً جديدة لمزيد من الإنجازات الحضارية والبيئية، التي تجعل من دبي مدينة التنوع الثقافي والحضاري والجمالي، وتعزز مكانتها مدينة للإبداع والحيوية والتجدد. (وام)