مجموعة العشرين تعلق خدمة الدين للدول الأكثر فقرا

تحت المجهر
16 أبريل 2020آخر تحديث : منذ 4 سنوات
مجموعة العشرين تعلق خدمة الدين للدول الأكثر فقرا

1024x576 main image5e97e23a7a39d - مجلة مال واعمال

قرّرت مجموعة العشرين، مساعدة الدول الأكثر فقراً في العالم في التصدّي لتداعيات تفشّي فيروس كورونا المستجدّ عبر تعليق خدمة ديونها لمدة عام، في قرار غير مسبوق اتّخذه التكتّل غداة تجميد الرئيس الأميركي دونالد ترامب تمويل منظمة الصحة العالمية.

وأتى هذا القرار بالتزامن مع بدء عدد من الدول، آخرها ألمانيا، تخفيف القيود المفروضة لاحتواء وباء كوفيد-19، بعد رصد مؤشرات مشجّعة على بدء انحساره بعدما أوقع حتى اليوم أكثر من 130 ألف وفاة من أصل أكثر من مليوني مصاب حول العالم.

وأكد وزير المالية السعودي محمد الجدعان عقب اجتماع عبر الفيديو للمجموعة التي تتولى بلاده حالياً رئاستها الدورية على وجود التزام واضح وصريح من المؤسسات الدولية وصندوق النقد والبنك الدولي.

وقال الجدعان إنّ على “الدول الفقيرة أن لا تقلق بشأن سداد ما يتوجب عليها خلال الاشهر ال12 المقبلة”.

وسارعت ألمانيا للترحيب بالقرار على لسان وزير ماليتها الذي اعتبر التعليق المؤقت لسداد فوائد الديون المترتّبة على ذمّة الدول الأكثر فقراً “فعل تضامن دولياً ذا أبعاد تاريخية”.

كذلك أشادت وزارة المالية الفرنسية بالقرار الذي يمنح الدول الفقيرة فترة سماح لمدة سنة من التزامات تبلغ قيمتها 14 مليار دولار لمساعدتها على الاستجابة سريعاً للأزمة.

ويأتي القرار مخالفاً تماماً لتوجّه الإدارة الأميركية التي قرّرت مساء الثلاثاء تجميد تمويل منظمة الصحة العالمية.

وأمر الرئيس الأميركي بتجميد تمويل المنظمة إلى حين مراجعة دورها “في سوء الإدارة الشديد وإخفاء تفشّي فيروس كورونا المستجدّ”.

وقال إنّه لو قدّمت المنظمة تقييماً دقيقاً للوضع في الصين حيث ظهر المرض لأول مرة اواخر العام الماضي لكان بالامكان احتواؤه وتقليل عدد الوفيات.

وسارع قادة دول العالم إلى انتقاد قرار الرئيس الأميركي الذي قلّل في البداية من أخطار وباء ما لبثت الولايات المتحدة نفسها أن أصبحت الدولة الأكثر تضرراً به سواء من حيث عدد الإصابات أو الوفيات.

وعلّق مدير منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس على قرار ترامب بقوله على حسابه على تويتر “لا وقت نضيعه. الشاغل الوحيد لمنظمة الصحة العالمية مساعدة كل الشعوب لإنقاذ الأرواح ووضع حد لتفشي فيروس كورونا المستجد” بدون ذكر قرار ترامب.

لكنّه ما لبث أن أعرب عن أسفه لقرار الرئيس الاميركي.

كما انتقد الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش قرار ترامب، مؤكدا أنّ هذا “ليس الوقت المناسب لتقليص تمويل عمليات منظمة الصحة العالمية” التي “يجب أن تلقى دعما لأنها أساسية لجهود العالم من أجل كسب الحرب ضد كوفيد-19”.

وكذلك انتقد الملياردير بيل غيتس قرار ترامب وقال ان وقف التمويل “خطير جدا”.

وحذرت بكين، التي يلقي ترامب عليها باللوم منذ أسابيع، من ان القرار “سيقوض التعاون الدولي” في “لحظات حرجة” من الوباء.

وعبر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن “أسفه العميق” لقرار ترامب، وقال في تغريدة “ليس هناك أي سبب يبرر” هذا القرار، فيما أسف الاتحاد الافريقي “بشدة” لقرار ترامب.

كذلك ندّدت روسيا بالمقاربة الأميركية التي وصفتها بأنها “أنانية للغاية”، فيما اعتبرت إيران أن الموقف الأميركي يثبت أن واشنطن “تقتل الناس”.

تخفيف القيود

وقررت ألمانيا التي دخل اقتصادها مرحلة ركود بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد تخفيف إجراءات العزل من خلال إعادة فتح بعض المتاجر، أما المدارس والثانويات فسيعاد فتحها اعتباراً من 4 أيار/مايو.

وأعلنت المستشارة أنغيلا ميركل في ختام اجتماع مع قادة المقاطعات الست عشرة أن التجمعات الكبيرة مثل المباريات الرياضية أو الحفلات ستظل محظورة حتى 31 آب/أغسطس على الأقل.

وسمحت للمتاجر التي تقل مساحتها عن 800 متر مربع بفتح ابوابها مجددا.

في الدنمارك عاد نحو نصف التلاميذ إلى الصفوف حاملين الأعلام بعد إغلاق المدارس لمدة شهر.

في كوريا الجنوبية خرج الناخبون من منازلهم الأربعاء بأعداد كبيرة لانتخاب نوابهم، وسط إجراءات صحية مشددة تتمثل بقياس حرارة الجسم وغرف تصويت خاصة للذين يعانون من حمى ومراكز تصويت للذين يخضعون لحجر.

وأكد صندوق النقد الدولي أن الجائحة تواصل حصد الوفيات على نطاق واسع والتسبب بحالة من الضبابية على صعيد الاقتصاد على الرغم من العزل المنزلي المفروض على أكثر من نصف البشرية وتراجع الضغوط على الطواقم الطبية في غالبية الدول الأوروبية.

الولايات المتّحدة أكبر بؤرة

ومع تخطّي وفيات كوفيد-19 في العالم عتبة 130 ألفا باتت الولايات المتحدة أكبر بؤرة للوباء وقد تخطّت حصيلة وفياتها 27 ألفا.

في فرنسا، ارتفعت حصيلة وفيات كوفيد-19 إلى 17167 حالة، لكن وللمرة الأولى منذ بدء تفشي الوباء تراجع عدد مرضى كوفيد-19 في المستشفيات الفرنسية.

في موازاة ذلك، أظهرت الفحوص أن أكثر من ثلث بحارة حاملة الطائرات الفرنسية شارل ديغول يحملون فيروس كوفيد-19 منذ عودتهم بصورة مبكرة إلى فرنسا الأحد، بعد اكتشاف مصابين بالوباء على متنها.

وقال صندوق النقد ان التداعيات الاقتصادية للجائحة يمكن أن تؤدي الى خسارة 9 ترليون دولار وتدخل الاقتصاد العالمي أسوأ أزمة منذ الكساد الكبير في ثلاثينات القرن الماضي، متوقعا تراج إجمالي الناتج العالمي بنسبة ثلاثة بالمئة.

في أوروبا قررت دول عدة على غرار الدنمارك والنمسا إعادة فتح الشركات الصغيرة غير الأساسية في إطار خطط الخروج من الإغلاق.

والأربعاء عرضت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين بحضور رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشال خارطة طريق لخروج منسق للاتحاد الأوروبي من العزل.

وأعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي سيبحث مع بقية قادة دول مجموعة السبع التنسيق الدولي لجهود مكافحة فيروس كورونا المستجد في مؤتمر عبر الفيديو سيعقد الخميس.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.