مجلة مال واعمال

مجموعة السبع تحذر من صدمة للاقتصاد العالمي في حال خروج بريطانيا من أوروبا

-

860x484 (1)

وجه وزراء المالية وحكام المصارف المركزية لدول مجموعة السبع تحذيرا قويا، في ختام اجتماع في اليابان من “الصدمة” التي يمكن ان يحدثها خروج بريطانيا من اوروبا، ليس فقط بالنسبة الى البريطانيين بل ايضا على صعيد الاقتصاد الدولي الذي يعاني من تراجع.

وجاء في وثيقة نشرتها السلطات اليابانية ان “الغموض المحيط بالوضع العالمي تصاعد، فيما تزيد النزاعات الجيوسياسية والارهاب وتدفق اللاجئين، وصدمة خروج محتمل لبريطانيا من الاتحاد الاوروبي، من صعوبة البيئة الاقتصادية العالمية”.

من جهته، حذر وزير المالية البريطاني جورج اوزبورن في بيان بانه “سيكون من الصعب جدا” على بريطانيا في حال خروجها من الاتحاد الاوروبي، التفاوض بشأن اتفاق تجاري جديد مع دول الكتلة الموحدة او مع عشرات الدول غير الاوروبية المرتبطة باتفاق خاص مع بروكسل.

وقال اوزبورن “يكفي التحدث الى وزراء مالية المانيا وفرنسا ودول اوروبية اخرى لادراك انه في حال خرجت بريطانيا من الاتحاد الاوروبي وارادت الوصول الى السوق الموحدة (…) فسيتحتم علينا المساهمة في موازنة الاتحاد الاوروبي والموافقة على حرية تنقل الافراد، وذلك بدون ان يكون لنا راي في هذه السياسات”.

ونبه اوزبورن الى ان قيمة العقارات في بريطانيا يمكن ان تتراجع بين 10 و18% في حال خروجها من الاتحاد الاوروبي، بحسب دراسة اجرتها وزارة الخارجية ويفترض ان تنشر الاسبوع المقبل.

وصرح وزير المالية الالماني فولفغانغ شويبله “كلنا متفقون على انه سيكون قرارا سيئا بالنسبة الى بريطانيا”، واضاف “لكنه قرار على الناخبين البريطانيين اتخاذه”، حسبما نقلت عنه وكالة بلومبرغ.

وتابع شويبله “نخشى ان يكون له عواقب سلبية على الاقتصاد الاوروبي والدولي”.

من جهته قال وزير المالية الفرنسي ميشال سابان في مقابلة مع وكالة فرانس برس السبت ان “موضوع خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي كان حاضرا في المناقشات لان البريطانيين ارادوا ذلك بوضوح، وايضا لانه مسالة تثير قلق مجموعة السبع”.

وتابع سابان في لقاء صحافي في ختام يومين من الاجتماعات شارك فيها وزراء المالية وحكام المصارف المركزية لليابان والولايات المتحدة وفرنسا والمانيا وبريطانيا وايطاليا وكندا في اكيو في منطقة سنداي (شمال شرق) ان “الدول السبع اجمعت بالطبع”.

وقال سابان “ان الخروج ستترتب عليه عواقب وخيمة، ليس لأننا سنسيء معاملة بريطانيا، بل لأن المنطق الاقتصادي سيكون فادحا جدا”.

وادلى رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر بتصريحات مماثلة اذ حذر الجمعة مؤيدي الخروج من الاتحاد الاوروبي بان بريطانيا ستواجه في هذه الحالة معاملة متشددة من الاتحاد الاوروبي.

وتنظم بريطانيا استفتاء في 23 حزيران يقرر فيه المواطنون ما اذا كانوا يرغبون في البقاء ضمن الاتحاد الاوروبي او الخروج منه. ويدعو رئيس الوزراء ديفيد كاميرون والمعارضة العمالية على غرار اوزبورن الى البقاء في الكتلة الاوروبية.

وتشير اخر استطلاعات الراي الى تقدم واضح لانصار البقاء ضمن الاتحاد الاوروبي، غير ان نسبة المترددين لا تزال مرتفعة، ما يلقي غموضا كبيرا على نتيجة الاستفتاء.

ويضاعف انصار البقاء في التكتل المدعومون من المؤسسات الكبرى المتعددة الاطراف مثل صندوق النقد الدولي ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية، التحذيرات بان الاقتصاد سيتكبد ضررا كبيرا في حال خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، ما يثير سخط مؤيدي الخروج الذين يعتبرون ان البلاد ستكون اكثر ازدهارا بدون قيود بروكسل البيروقراطية.

وكان رئيس الوزراء البريطاني شينزو ابي صرح في مطلع ايار في لندن ان خروج بريطانيا من اوروبا سيجعل من البلاد “وجهة اقل جاذبية للاستثمارات اليابانية”.