أكد عاملون في قطاع السفر والسياحة ومسؤولون من مجموعات فنادق عالمية، ثقتهم بالآفاق الواعدة لدبي، بفضل ما تتمتع به من مميزات سياحية تنافسية وسمعة عالمية مرموقة. ولفتوا في تصريحات لهم على هامش المعرض، إلى أهمية حملات الترويج والتسويق السياحي والتجاري التي تقوم بها دبي في مختلف أنحاء العالمي، حيث تسهم في فتح أسواق جديدة واستقطاب شرائح إضافية ومتنوعة من السياح.
وفيما رأى البعض أن المعروض الفندقي في دبي لم يصل إلى مرحلة التشبع عبر مختلف الفئات بما فيها الفنادق الفاخرة، وتلك المتوسطة أو الاقتصادية من فئة الـ3 أو 4 نجوم، أشار آخرون إلى أن المعروض الحالي من الغرف الفندقية مناسب تماماً لمستويات العرض خلال المرحلة الراهنة والمقبلة على المدى المتوسط. وأوضحوا أن أعداد السياح والروس والصينيين سجلت نمواً ملحوظاً خلال الفترة الماضية في ظل إعفائهم من تأشيرات الدخول المسبقة إلى الدولة.
أداء إيجابي
وأكد محمد جاسم الريّس، نائب الرئيس التنفيذي لوكالة الريّس للسفريات، أن القطاع السياحي المحلي سجل نمواً بنسب تتراوح بين 2 –3 %، مشيراً إلى أنه أداء إيجابي في ظل التحديات. ولفت الريّس إلى أن الربع الأول شهد نمواً في أعداد الروس بعد التباطؤ المسجل نتيجة تغيرات العملة الروسية في السنوات الماضي، إضافة إلى نمو أعداد الزوار الصينيين بمعدلات تتجاوز 10%، ويأتي ذلك بفضل تسهيلات تأشيرات الدخول لمواطني البلدين إلى الدولة.
وأوضح أن شرائح السياح الصينيين تضم عدة فئات، الأولى تتمثل في شريحة الدخل المحدود الباحثين عن فنادق ورحلات سياحية بأسعار منخفضة وتشكل 50% تقريباً من إجمال الزوار الصينيين إلى دبي، إضافة إلى 20 –25 % لفئة ذوي الدخل المتوسط، إلى جانب 15% من شريحة الأثرياء.
وأشار الريّس إلى أن الطاقة الاستيعابية للقطاع الفندقي والمتمثلة في المعروض الحالي من الغرف الفندقية الذي يناهز 107000 غرفة، مناسب جداً للسوق خلال الفترة المقبلة، موضحاً أن أسعار الفنادق في دبي باتت أفضل بالنسبة للسياح مع ارتفاع عدد وتنوع فئات الفنادق في الإمارة، ما يعزز مكانتها كوجهة مقبولة سعرياً مع تنوع في فئات وأسعار.
وأشار الريّس إلى أن أسعار الوجهات السياحية الجديدة في الإمارات كانت مرتفعة، لكنها طرحت خلال الفترة القليلة الماضية عروضاً متنوعة سيظهر أثرها الإيجابي في حركة السياح من خارج الدولة خلال الأشهر الست المقبلة. ولفت إلى ضرورة الاهتمام بالتوزيع الجغرافي للمرافق السياحية، ودراسة العدد المناسب منها في كل منطقة وفي مقدمتها المطاعم والمقاهي، بحيث يتم تجنب ازدحام المنشآت التجارية والسياحية في ذات المناطق.
آفاق واعدة
من جانبه، أكد مايكل مارشال رئيس العمليات التجارية لمجموعة «ماينور» الفندقية، أن أداء فنادق المجموعة في دبي والإمارات ككل يفوق العديد من الأسواق الأخرى والمنافسين. وأعرب عن ثقته بالآفاق الإيجابية الواعدة للقطاع خلال العام الجاري.
ولفت إلى تزايد أعداد الفنادق من الفئة المتوسطة والاقتصادية 3 و4 نجوم في دبي، مشيراً إلى أن دبي يمكنها استيعاب المزيد من الفنادق في ظل وجود استراتيجية متكاملة للترويج السياحي واستهداف الأسواق الواعدة من مختلف أنحاء العالم. مشيراً إلى أن دبي ما تزال تتمتع بجاذبية سياحية قوية على المستوى العالمي.
وشدد مارشال على أهمية مواصلة حملات الترويج والتسويق السياحي لدبي التي لطالما تميزت بها حول العالم، والتي ساهمت في تعزيز تنافسيتها مقارنة مع باقي الوجهات السياحية العالمية الأخرى، بحيث تستمر في فتح أسواق جديدة واستقطاب فئات متنوعة من السياح.
وأكد ضرورة الاهتمام بمستوى الأسعار بشكل عام في دبي في ما يتعلق بمختلف الخدمات المقدمة للسياح إلى جانب تلك المرتبطة بالرحلة من غرفة وتذاكر، على غرار المقاهي والمطاعم والوجهات الترفيهية، منبهاً إلى أن تزايد ارتفاع الأسعار سيؤثر في فئات واسعة من السياح من ذوي الميزانيات المحدودة.
وأوضح مارشال أهمية المبادرات المرتبطة بتعزيز سياحة الترانزيت وخاصة للقادمين من الولايات المتحدة الذين تشكل لهم دبي محطة توقف سياحي خلال رحلتهم إلى وجهات أخرى مثل جزر المالديف وسريلانكا وغيرها، وخاصة مع تحسن أداء الاقتصاد الأميركي وارتفاع سعر الدولار.
وكانت مجموعة «ماينور» الفندقية قد أعلنت أخيراً، عن اتفاقية عبر علامتها «أڤاني للفنادق والمنتجعات» لإنشاء فندق أڤاني للأجنحة والشقق السكنية بالتعاون مع مجموعة الفهيم في دبي. ويتألف الفندق الجديد من 48 طابقاً تضم 527 غرفة، تُقسم إلى 263 شقّة سكنية و264 شقّة فندقية على أن يتم افتتاحه بحلول 2020.
فنادق جديدة
من جانبه، كشف أحمد طلعت مدير إدارة المبيعات الإقليمي في الشرق الأوسط وإفريقيا لـفنادق ومنتجعات «دوست»، أن المجموعة ستفتح فندقاً جديداً في دبي قبيل 2020، إضافة إلى فنادق جديدة في الإمارات، ولفت إلى أن 2017 كان عاماً جيداً من حيث الأداء، وعلى الرغم من توقعات تراجع الأداء في 2018، إلا أن النتيجة كانت معاكسة مع تحقيق مستويات إيجابية أفضل في الربع الأول من 2018 بالنسبة لفنادق المجموعة في دبي، مشيراً إلى أن توسعات المجموعة في دبي والإمارات تعكس الثقة الكبيرة في الآفاق الواعدة للاقتصاد الوطني وفرص قطاع السياحة والفنادق.
وأكد طلعت أهمية مواصلة حملات الترويج السياحي التي تقوم بها دبي إقليمياً وعالمياً وتنظيم اجتماعات وندوات ترويجية بشكل مباشر وبذات الزخم وخاصة في الأسواق الواعدة كالصين ورابطة الدول المستقلة، مشيراً إلى أهمية التواصل المباشر والشخصي بين العاملين في قطاع الفنادق والسياحة على الرغم من تنامي دور التسويق الرقمي. ولفت إلى أن القطاع الفندقي في دبي شهد نمواً في أعداد السياح الصينيين والهنود ومواطني دول آسيا الوسطى.
استراتيجيات سياحية
بدوره، أكد أليكساندر سوسكي، مدير قسم المبيعات والتسويق الإقليمي في الشرق الأوسط وإفريقيا لمجموعة فنادق ومنتجعات ميلينيوم، أن فنادق المجموعة في دبي وأبوظبي تواصل أداءها القوي بما يفوق الأداء المحقق في العديد من المدن الأخرى إقليمياً وعالمياً.
مشيراً إلى أن الاستراتيجيات السياحية التي يتم العمل عليها وفي مقدمتها التركيز على الفئات المتوسطة من الفنادق والسياح من ذوي الدخل المتوسط تشكل خطوة حيوية ومهمة للقطاع وتنويع المعروض واستقطاب موارد سياحية أخرى لم تكن موجودة بشكل ملموس على نطاق واسع.
وأوضح سوسكي أن فنادق المجموعة الست في دبي لم تتأثر بازدياد المعروض الفندقي من حيث عدد النزلاء على الرغم من تراجع الأسعار مع ازدياد المنافسة. مشيراً إلى أن القطاع بات أكثر نضجاً وثقة بالآفاق الإيجابية الواعدة. مشيداً بالجهود الكبيرة التي تقوم بها دبي للترويج والتسويق السياحي والتجاري على الصعيد العالمي وخاصة في الأسواق الجديدة نسبياً للإمارة على غرار أميركا الجنوبية وغيرها.
وأشاد سوسكي بالتكامل السياحي والفندقي على مستوى الإمارات، بما يصب في مصلحة القطاع ككل وتنويع الأسعار والمعروض والوجهات في آن واحد في الدولة. وأعرب عن عدم اتفاقه مع الطروحات القائلة بارتفاع المعروض الفندقي، موضحاً أن دبي ما تزال بحاجة للمزيد من الفنادق على غرار باريس ونيويورك وغيرها.
صدارة عالمية
من جانبه، أكد الدكتور هيثم الحاج علي الرئيس التنفيذي لشركة دبي لينك، الثقة التي تتمتع بها دبي كوجهة سياحية وفندقية متميزة إقليمياً وعالمياً، متوقعاً أن تواصل الإمارة الزخم في استقطاب المزيد من الزوار من مختلف أنحاء العالم.
وأشار إلى أن دبي تتصدر وجهات المنطقة في استقطاب السياح، وذلك بفضل المشاريع والمبادرات الحكومية التي تسهم في تعزيز صدارتها العالمية التميز والابتكار، مشيراً إلى أن ما يميز دبي كوجهة سياحية رائدة هو تنوع معروضها السياحي والفندقي وما يرافقه من خدمات راقية ومتكاملة، فضلاً عن سمعتها المرموقة عالمياً بوصفها واحة للأمن والأمان والانفتاح الثقافي والحضاري. إضافة إلى وجود البنى التحتية المتطورة والقادرة على استيعاب التدفق السياحي كالمطارات والمواصلات والمشافي والحدائق المتنوعة.
انخفاض أسعار التذاكر
تشير التوقعات إلى تراجع أسعار تذاكر السفر خلال العام الجاري بنسب تصل إلى 15% نتيجة زيادة المعروض من شركات الطيران العالمية إلى الإمارات، بالتزامن مع زيادة عدد رحلات الناقلات الوطنية إلى المزيد من المدن في العالم، بحسب محمد جاسم الريّس نائب الرئيس التنفيذي لوكالة الريّس للسفريات.
ولفت محمد جاسم الريس، إلى نمو حركة السياحة من الإمارات إلى الأسواق الخارجية بنسبة 7 إلى 8%، وفقاً لتقارير «أياتا» بناء على بيانات تذاكر السفر، بينما سجلت عمليات الشركة نمواً بنسبة 15% خلال الربع الأول، ما يعكس تحسناً في الأداء مقارنة مع نفس الفترة من العام الماضي.
وأشار إلى أنه في السنوات الثلاث الماضية شهد قطاع الطيران بشكل عام تراجعاً في الأداء، لكن المؤشرات الأولية للعام الجاري تشير إلى أن 2018 ستكون سنة تصحيحية بأداء أفضل مقارنة بالعام الماضي والذي قبله، بحيث يتم تحقيق مستويات أداء إيجابية على غرار 2014 و2015.