في التاسع عشر من يناير العام 2016 دعيت من قبل رجل الاعمال الاماراتي احمد بن عيسى السركال للحظور الى المجلس في دبي منطقة ابو هيل، وفي حقيقة الامر كنت مترددا من الحضور لانني منذ قدومي الى الامارات لم اذهب الى اي مجلس لمقابة احد، وذلك لما كنت اعرف كما الجميع يعلم ان المجالس في الدول العربية يذهب اليها الاشخاص للسمر وتبادل الاحاديث والاتقاء بالمعارف والاقارب وغيرها من الامور الاجتماعية، الا انني في النهاية قررت الذهاب الى ان وصلت الى المجلس وعند وصولي وقفت امام مدخل المجلس مترددا بين الدخول والعودة، وفي نهاية الامر قررت الدخول اكراما للداعي حيث كانت المفاجئة عندما دخلت الى المجلس ومشاهدتي خليطاً من الزائرين منهم الالماني والايطالي والمصري واللبناني والهندي والصربي والامريكي وغيرهم من الجنسيات، وهذا ما كنت لم اتوقعة ولم يتبادر الى ذهني ان ارى هذا الخليط والتنوع في العادات والتقاليد واللغة متواجدا في المجلس.
فجلست على الاريكة اراقب وبتمعن ماذا يجري وما هي نوعية الاحاديث التي يتبادلونها، فاذا الجميع يتحدثون بلغة رطبة عن التجارة والقضايا الاقتصادية، وبعد برهة من الزمن دخل رجل الاعمال عيسى السركال وقام يصافح الضيوف واحدا تلو الاخر ويقف يكلم الموجودين كل بلغتة ويداعبهم بالفاظ ومصطلحات من اللغة العامية لبلادهم مما اثار استهجان الجميع من مدى قدرة هذا الرجل على الحديث باكثر من لغة ولهجة، وكأني بهم يريدون ان يصفقوا له، ومن ثم تحول المجلس الى ملتقى اقتصادي تم التنسيق والاعداد له مسبقاً ولم يكن محض الصدفة، وارى الشعور بالراحة على الوجوه والسعادة تغمر القلوب.
وقبل الجميع قررت المغادرة ورافقني احمد السركال الى الخارج ليوصل رسالة اخرى انني رجل اقتصاد وابن قبلة استقبل واودع ضيوفي بحسب عادتي وتقاليدي التي تعلمت وتربيت عليها..
محمد فهد الشوابكة