مجلة مال واعمال

مبيعات المطاعم والمقاهي السعودية ترفع إنفاق نقاط البيع في أغسطس إلى 15.6 مليار دولار

-

بلغ حجم إنفاق نقاط البيع في المملكة العربية السعودية نحو 58.51 مليار ريال (15.6 مليار دولار) في أغسطس، مسجلاً ارتفاعاً بنسبة 9.67% مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، وفقاً لأحدث البيانات.

وكشفت أرقام مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما) أن 36% من إنفاق نقاط البيع خلال هذه الفترة، والذي بلغ 16.55 مليار ريال، تم إنفاقه على المشروبات والأطعمة والمطاعم والمقاهي، بزيادة قدرها 4.72%. وجاء هذا النمو مدفوعاً في المقام الأول بارتفاع الإنفاق في المطاعم والمقاهي.

كما تم تخصيص 6.2% إضافية، بما يعادل 3.63 مليار ريال، لقطاع الملابس والأحذية، في حين استحوذ قطاع الصحة والنقل على ما يقرب من 6%، أو 3.38 مليار ريال، من الإجمالي.

وكان النمو الأكبر في إنفاق نقاط البيع خلال هذه الفترة في مبيعات المجوهرات، التي ارتفعت بنسبة 15 في المائة إلى 982.15 مليون ريال، كما نمت الاتصالات بنسبة 14 في المائة إلى 493.5 مليون ريال، رغم أنها لم تمثل سوى 1 في المائة من إجمالي الحصة.

وسجل الإنفاق على السلع والخدمات المتنوعة، بما في ذلك العناية الشخصية والمستلزمات والصيانة والتنظيف، ارتفاعاً بنسبة 12%، ليصل إلى 6.56 مليار ريال في أغسطس.

ويعود ارتفاع الإنفاق على نقاط البيع في المملكة العربية السعودية، وخاصة في قطاع الضيافة، إلى عدة عوامل مترابطة تعكس التحول الاقتصادي المستمر ومبادرات التحول الرقمي في المملكة.

مع تسارع تبني التكنولوجيا وتفضيل المستهلكين بشكل متزايد للمعاملات غير النقدية، أدركت الشركات الحاجة إلى أنظمة نقاط البيع القوية لتعزيز الكفاءة التشغيلية وتجارب العملاء.

ويأتي قطاع الضيافة في طليعة هذا الاتجاه، بفضل قطاع السياحة المزدهر والجهود الحكومية لتنويع الاقتصاد بعيداً عن الاعتماد على النفط.

مع استضافة المملكة العربية السعودية لمزيد من الفعاليات الدولية وجذب السياح، يستثمر مشغلو قطاع الضيافة في حلول نقاط البيع المتقدمة لتبسيط تقديم الخدمات وتحسين إدارة المخزون والاستفادة من تحليلات البيانات للحصول على رؤى قيمة.

وعلاوة على ذلك، فإن ظهور خيارات الدفع الرقمية، التي تدعمها التركيبة السكانية الشابة والمهتمة بالتكنولوجيا، يعمل على تسريع هذا الاتجاه في الإنفاق، حيث يسعى العملاء إلى تجارب دفع سلسة ومريحة.

وفي ظل هذا المشهد الديناميكي، قامت شركة TRAY، الرائدة في أنظمة نقاط البيع السحابية، بتوسيع شراكتها مع الرائدة المالية، المزود البارز للحلول المالية والرقمية في المملكة العربية السعودية.

سيعمل الاستثمار المالي الكبير لشركة الرائدة على تعزيز تطوير شركة TRAY لتكنولوجيا نقاط البيع ودعم العملاء من المؤسسات. كما ستوفر شركة الرائدة للحلول الرقمية الخبرة في تحليل البيانات وتطوير المنتجات وتكامل الأنظمة. تهدف هذه الشراكة، التي بدأت في عام 2023 من خلال اتفاقية إعادة البيع، إلى تقديم حلول نقاط البيع المتطورة لكل من الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم والشركات الكبرى في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

وقد ساهم هذا التعاون بالفعل في تحسين العمليات التجارية للعملاء في المملكة، ومن المقرر أن يعزز عروض الخدمات، بما في ذلك تمويل نقاط البيع، مع دعم تطوير قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة بشكل أكبر، وخاصة في قطاع الضيافة.

انخفاض الإنفاق

كما شهدت مبيعات المرافق العامة انخفاضاً بنسبة 35% على أساس سنوي، لتبلغ 324.7 مليون ريال. وخلال الأشهر الثمانية الأولى من عام 2024، انخفض الإنفاق في هذا القطاع بنسبة 23% مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023.

ويمكن أن يعزى هذا الانخفاض إلى جهود الخصخصة في قطاع المرافق العامة في الخليج.

وبفضل مشاركة القطاع الخاص على نطاق أوسع، وخاصة في مجال تحلية المياه وتوليد الطاقة، نجحت شركات مثل أكوا باور في تنفيذ تقنيات أكثر كفاءة وحلول الطاقة المتجددة، مما أدى إلى خفض التكاليف.

وقد أدت الابتكارات مثل محطات تحلية المياه التي تعمل بالطاقة الشمسية وإصلاحات التعرفة إلى خفض فواتير الخدمات، وتشجيع الاستهلاك المسؤول وتعزيز الاستدامة.

وانخفض الإنفاق على الأجهزة الإلكترونية والكهربائية بنسبة 15% ليصل إلى 878.5 مليون ريال، وبحسب بيانات مؤسسة النقد العربي السعودي، فإن مبيعات هذا القطاع شهدت تقلبات بسبب عوامل مثل العروض الترويجية الموسمية، وإطلاق منتجات جديدة، وتغير الظروف الاقتصادية.

وأظهرت الأرقام أيضاً أن الرياض تصدرت توزيع مبيعات نقاط البيع في أغسطس بنسبة 34%، لتصل إلى نحو 20 مليار ريال، تليها جدة بنسبة 14%، بقيمة إجمالية بلغت 8.16 مليار ريال.

لقد ساهم مشهد الضيافة النابض بالحياة في العاصمة، والذي تدعمه زيادة في السياحة المحلية والدولية، في دفع الطلب على حلول نقاط البيع المتقدمة في المطاعم والمقاهي ومؤسسات البيع بالتجزئة.

وعلاوة على ذلك، أدت المبادرات الحكومية الهامة التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد وتعزيز قطاع السياحة إلى زيادة نشاط المستهلكين والإنفاق.

يساهم النمو السكاني في الرياض، إلى جانب التركيبة السكانية الشابة المهتمة بالتكنولوجيا والتي تفضل المعاملات غير النقدية، في تعزيز هيمنتها على الإنفاق في نقاط البيع، مما يضع المدينة كلاعب رئيسي في الاقتصاد الرقمي المتطور في المملكة.