البعض يلجأ الى وصف الرئيس التنفيذي بالماسة.. فكلاهما يملك العيوب وكلاهما «يتكون» تحت الضغط وكلاهما يتم تقييمهما وفق النوعية، ولكن ما يميزهما عن بعضهما البعض هو أن الماسة يمكنها أن تبقى ثمينة في حال فقدت واحدة من العناصر التي يتم على أساسها تحديد قيمتها ولكن الرئيس التنفيذي يفقد قيمته في حال فقد أي من العناصر التي تجعله قيماً.
فما هي هذه العناصر التي تجعل المدير قيماً وبالتالي ناجحاً في عمله؟
المصداقية
الرئيس التنفيذي الذي يفقد مصداقيته لن يمكنه إستعادتها مجدداً. حين تتحدث مع الآخرين.. هل يؤمنون بأن ما تقوله هو الحقيقة؟ إن كانت الإجابة نعم فحينها أنت تملك المصداقية. للمحافظة على المصداقية على الرئيس التنفيذي أن يكون شفافاً وأن يقول الحقيقة كما هي بشكل دائم. ما عليك تذكره وبشكل دائم أنه يصعب كثيراً بناء المصداقية ويسهل كثيراً خسارتها، كل ما يتطلبه الأمر هو موقفين أو ثلاثة لا أكثر..ومن دون المصداقية لا إمكانية للنجاح.
القدرة على التعلم من الماضي
الرئيس التنفيذي الناجح عليه أن يملك القدرة على التعلم من الأخطاء السابقة كي يتمكن من تطبيق ما تعلمه في المستقبل. الرؤوساء التنفيذيون بشر وهم كما حال كل البشر يرتكبون الاخطاء ولكن الناجح منهم هو الذي يتعامل مع الخطأ كفرصة للتعلم والنجاح في المستقبل ولا يحاول تجاهله أو تحميل غيره المسؤولية . مثلاً لو إفترضنا بأن الرئيس التنفيذي لم يكن يملك نظاماً فعالاً لإدارة الأزمات حين وقعت مشكلة ما، حينها عليه أن يتعلم بأنه عند العقبة التالية عليه أن يبتكر نظاماً فعالاً إنطلاقاً من المشكلة التي تواجهه.
للموظف الناجح.. كيف تحصل على إذن للخروج من العمل مبكراً؟
مهارات التواصل
كقائد، على الرئيس التنفيذي أن يمتلك مهارات عالية جداً في التواصل. التواصل هو المفتاح الرئيسي في أي موقف من المواقف لشخص في مركز متقدم ومسؤول. التواصل هام جداً لأنه يخدم عدة أهداف فهو يمكنه من تحفيز الأخرين، ومعرفة ما الذي يحتاج اليه فريق العمل ومن أي جهة ومتى كي يتمكنوا من أداء عملهم على أكمل وجه.
الرئيس التنفيذي الناجح هو بشكل دائم شفاف ومتوازن في آلية تواصله مع الاخرين، وهو يمكنه أن يترجم بدقة وفعالية وجهة نظره حول الإمكانيات والتحديات والتوقعات. بإختصار النجاح هنا يرتبط بتخصيص الوقت الكافي للتواصل الإيجابي والفعال مع الآخرين.
المخاطرة المحسوبة
الفرص المثالية التي لم يكن يتوقعها أحد عادة تكون نتيجة المخاطرات. القيام بمخاطرات محسوبة تظهر الثقة بالنفس وتساعد الرئيس التنفيد على النمو كقائد. التجربة أثبتت بأن الفئة التي هي حالياً الأكثر نجاحاً هي التي قامت بتغييرات جذرية في المؤسسة وأحياناً في قطاع معين ككل من خلال القيام بمخاطرات تختلف وبشكل كلي عن المخاطرات التي قد يقدم عليها أي رئيس تنفيذي آخر في أي شركة كانت. النجاح لن يقدم على طبق من فضة السبيل إليه هو بالمخاطرة المحسوبة وبالتالي التغلب على الخوف من الفشل.
بناء العلاقات
بناء العلاقات مع الزبائن، زملاء العمل ومع الموظفين أساسي وهام لنجاح أي رئيس تنفيذي. العلاقات تؤدي الى الولاء.. والولاء يرسم صورة مثالية للمدير نفسه وللشركة بشكل عام. العلاقات الإيجابية لها تأثيرها البالغ في الترويج للشركة نفسها. فالموظف الذي يشعر بالرضا سيتحدث بالإيجاب عن المدير هذا أو ذاك.. وهكذا تنتشر السمعة. صحيح أن الشركات لا تعتمد على هكذا نوع من الترويج لنفسها بشكل حصري ولكنها تدرك أهميته، لان المصدر الذي ينشر السمعة هو الموظف.
التفاؤل الواقعي
هناك فرق كبير بين «الحلم» طوال اليوم والحديث عن الأفكار الكبيرة التي يريد الرئيس التنفيذي تنفيذها وبين التفاؤل الواقعي.
الأفكار التي تبدو مثالية على الورق ولا يمكن تطبيقها على أرض الواقع هي تفاؤل مبالغ به يؤدي الى الفشل. الثقة بالنفس هامة ولكن التواضع أهم، لذلك الرئيس الناجح يخرج رأسه من السحاب ويتعامل مع كل شيء بواقعية. هم يدركون بأن عملهم أشبه برقعة شطرنج ولكنهم لا يدعون بأنهم يعرفون كل الحركات الفائزة، بل يدركون بأن القيام بخطوات غير متوقعة وغير تقليدية مطلوبة أحياناً من أجل الفوز.
«قراءة الناس» وتبني أساليب ضرورية للإدارة
لعلها من النقاط الأهم، فالرئيس التنفيذي الناجح عليه أن يمتلك القدرة على قراءة الاخرين وتبني أساليب جديدة وفق ما إستنتجه. كل شخص داخل المؤسسة يختلف عن الآخر، سواء لناحية القدرة على التعلم أو التنفيذ وبالتالي إعتماد مقاربة واحدة للجميع تعني عدم تحقيق أي تحسن يذكر. تبني مقاربات مختلفة وفق حاجات الموظفين هي التي تجعله ينجح في منصبه.
تدريب فريقه ليكون ناجحاً
الرئيس التنفيذي الناجح يقوم بالعمل على خلق بيئة عمل إيجابية قائمة على التعاون في مكان العمل. هو لا يترك فريق عمله يطعن بعضه البعض بالظهر أو يتجاهل الشخصيات السامة في بيئة العمل بل يتعامل بها بشكل عاجل ويضع حداً لها. أصلاً وظيفة الرئيس التنفيذي هي منح الموظفين الأدوات المناسبة كي ينجحوا في عملهم، ولكن الرئيس التنفيذي الناجح لا يتوقف عند هذا الحد بل يقوم بخطوة إضافية فيقوم بمنحهم الأدوات التي يحتاجون اليها ويقوم بتدريبهم ويمنحهم المحفزات اللازمة من أجل تحقيق النجاح.