يتعامل غالبية البشر مع وجوههم على أنها واجهة. فهي واجهة للملامح وغالباً ما تستخدم للتواصل ولإيصال الرسائل من خلال التعابير. لكن حين يتعلق الأمر بمسائل الحياة أو الموت فإن التركيز لا ينصب إطلاقاً على الوجه بل يتجه نحو الأعضاء الحساسة الأخرى كالقلب والدماغ وغيرها.
لكن الواقع مغاير تماماً إذ أن منطقة الوجه تعد من أكثر المناطق المهددة لحياة الشخص لسببين: الأول واقع أنه هناك ما يسمى “مثلث الموت” في الوجه، والثاني يرتبط بالخفة التي تتعامل بها الغالبية الساحقة من البشر مع منطقة الوجه، بحسب الشاشة.
ما هو مثلث الموت؟
سمي أيضاً مثلث الخطر في الوجه وهي منطقة تتخذ شكل مثلث حدودها ركني الفم وتمتد الى أعلى الحاجز الأنفي وتشمل الأنف والفك العلوي والمنطقة المحيطة بها.
خطورة هذه المنطقة تكمن في طبيعة الأوعية الدموية التي تغذي الأنف والمنطقة المجاورة لها، فهذه المنطقة من الوجه تحتوي على أوردة متصلة بالجيب الكهفي داخل المخ بشكل مباشر وهي أشبه بطريق بإتجاه واحد وهذا هو مصدر خطرها.
وعليه فهي يمكنها نقل أي عدوى من الخارج الى الجيوب الكهفية في الدماغ ما يؤدي إلى أمراض خطيرة جداً كخراج المخ، التهاب السحايا وإرتفاع ضغط المخ والتي تنتهي عادة بالموت.
قرب هذه المناطق من الدماغ يجعل البكتيريا تنتقل بسرعة وسهولة للدماغ ما يجعل جرح بسيط في تلك المنطقة أكثر خطورة في جرح بالغ الخطورة في الساق أو اليد مثلاً.
طرح النقاش حول خطورة هذه المنطقة وإرتباطها بخثار الجيب الكهفي عام 1937 وذلك بعد أن وجدت دراسة أن 61% من حالات خثار الجيب الكهفي كانت نتيجة دمامل على الجزء العلوي من الوجه. صحيح أن هذه المضاعفات أصبحت أقل بسبب المضادات الحيوية لكن ذلك لا يقلل من خطورة حدوث إلتهابات وإنتقالها بسهولة الى الدماغ.
ممارسات بسيطة قد تقتلك:
يمكن لفعل بسيطة مثل إزالة شعر الأنف أو فقء البثور أو تسوس أسنان الفك العلوي أن تتسبب بوفاتك.
إزالة شعر الأنف: الأنف يعج بالبكتيريا المضرة، فوظيفة شعر الأنف في نهاية المطاف هي فلترة الهواء الذي نتنفسه من كل الشوائب.
وحين تقوم بإزالته بإستخدام الشمع أو ملقط الحواجب فأنت عملياً تفتح المسامات وتتسبب بالجروح وتدخل كميات مهولة من البكتيريا الى الأوعية المتصلة بالدماغ مباشرة. لذلك عوض إزالته قم يقص شعر الأنف في حال كان يؤثر على طلتك.
فقء البثور: عند القيام بذلك في تلك المنطقة من الوجه فأنت عملياً تقوم بفتح مسام جلدك والتسبب بجروح صغيرة. البكتيريا الموجودة على يديك بطبيعة الحال ستنتقل الى المنطقة المصابة ما يجعلها تلتهب. إلتهاب البثور في تلك المنطقة خطر جداً لأنه خزان من البكتيريا التي تنتقل مباشرة الى الجيب الكهفي.
إلتهاب الجيوب الأنفية: يمكن لإلتهاب الجيوب الأنفية المزمن أن يؤدي الى الشلل، فقدان الرؤية وحتى الموت. لذلك إن كنت تعاني من هذه الحالة عليك معالجتها بأسرع وقت ممكن. أيضاً إنسداد الأنف المزمن، أو الزكام المزمن مصدر للخطر.
أضف الى ذلك العادة السيئة التي يقوم بها غالبية البشر وهي وضع إصبعهم في أنوفهم. وضع الإصبع في الأنف سيتسبب بجروح صغيرة تكون المنفذ المثالي للبكتيريا للدماغ.
تسوس أسنان الفك العلوي: تسوس الأسنان في حال تم إهماله سيؤدي الى إلتهاب اللثة، وأيضاً الى التهاب الجيوب الأنفية. وكما سبق وذكرنا أي إلتهاب في تلك المنطقة سيصل الى الدماغ فوراً.
الأثار الناجمة عن إنتقال هكذا التهابات هي التأثير على أعصاب العيون والاعصاب المحركة لعضلات الوجه والاعصاب المسؤولة عن الإحساس في الوجه بالإضافة الى الموت
المصدر : https://wp.me/p70vFa-dst