أصبح التعلم الإلكتروني الحل الأمثل لمواجهة تفشي انتشار وباء كورونا المستجد (كوفيد-19)، حيث اتجهت العديد من المدارس والجامعات حول العالم لتبني التدريس عن بعد لضمان استمرارية تعليم طلابها. وقد أدى هذا التحول إلى تغيير عملية التدريس، وبالتالي بذل المزيد من الجهد من قبل موظفي المؤسسات التعليمية لضمان جودة التعليم. فعلى سبيل المثال، أصبح من المهم على أعضاء هيئة التدريس إعادة تخطيط موضوعاتهم وعملية التسليم وإلقاء الدرس، ومراجعة طرق التقييم، ومن جهة أخرى، تعلم برامج إلكترونية مختلفة على الإنترنت.
وتعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة من الدول التي قدمت نموذجاً عالمياً في مكافحة وباء فيروس «كورونا»، وحققت أعلى مستويات الصحة والسلامة للمواطنين والمقيمين. واعتمدت الدولة كذلك عدداً من الإجراءات التي ساهمت في احتواء هذا الوباء والحد من انتشاره، ومن أهمها قرار وزارة التربية والتعليم الإماراتية في تطبيق نظام التعلم عن بعد. فيما يشرح لنا الدكتور كمال جعفر، أستاذ مشارك في الإدارة الهندسية في جامعة ولونغونغ في دبي ما هي أنواع التعلم عبر الإنترنت؟ وماهي مميزاتها؟
أنواع التعلم الإلكتروني
ويمكن تصنيف عملية التعلم عبر الإنترنت إلى فئتين رئيسيتين:
التعلم الإلكتروني المتزامن: ويحتاج إلى وجود المتعلمين والمعلم في نفس الوقت حتى تتوافر عملية التفاعل المباشر بينهم وتلقي الدروس من خلال الفصول الافتراضية الحية. من إيجابيات هذا النوع من التعلم أن الطالب يستطيع الحصول من المعلم على الشروحات والإجابات على التساؤلات في الوقت نفسه، ولكن من جهة أخرى يستلزم هذا النوع ضرورة استعمال أجهزة حديثة وشبكة اتصالات جيدة.
التعلم الإلكتروني غير المتزامن: وهو يتألف من محتوى مسجل تم تحميله على منصة التعلم ثم يتبعه منصة مناقشة عبر الإنترنت للتفكير في المحتوى الذي تم تحميله. ويتمثل هذا النوع في عدم ضرورة وجود المعلم والمتعلم في نفس وقت التعلم، فالمتعلم يستطيع التفاعل مع المحتوى التعليمي، والتفاعل من خلال البريد الإلكتروني. فمثلاً، يمكن للطالب أن يرسل رسالة إلى المعلم يستفسر فيها عن شئ ما ثم يجيب عليه المعلم في وقت لاحق. وقد يكون هذا النوع من التعلم الإلكتروني عبر الإنترنت أكثر تنظيماً حيث يمكن أن يكون التفاعل بناءً، ولكن قد يؤدي إلى الانطوائية لأنه يتم في عزلة.
مميزات التعليم عن بعد
يوفر التعليم عن بعد والتعليم الإلكتروني عدداً من الإيجابيات ويتيح تطوير العديد من المهارات لدى الطلاب:
التكيف التكنولوجي: هذه المهارة أمر لا بد منه في أي مسار وظيفي
التعلم الذاتي: تشكل شخصية الطلاب نحو مفهوم الاعتماد على الذات
التنسيق الافتراضي للفريق: تساعد في رفع مستوى الابتكار في العمل الجماعي والتواصل
إدارة الوقت: يتحلى طلاب أنظمة التعلم عن بعد بمهارة عالية في تنظيم الوقت، وخبرة كافية لتحديد الوقت التي تحتاجه الدروس والواجبات.
وأخيراً، فإن التكنولوجيا هي مجرد وسيلة لتمكين للتعلم عبر الإنترنت. بيئة التعلم عبر الإنترنت لن تكون قادرة على تحقيق الاستفادة من التكنولوجيا المتاحة إلا من خلال تعلم كيفية الاستفادة من هذه التكنولوجيا لتناسب الغرض من محتوى التعليم عبر الإنترنت.