كلمات مارك زوكربيرغ تعني باختصار “لم تروا شيئا بعد!”.. وكأنما يتحدى خيال أعتى الخبراء ومستشرفي مستقبل الشركات.
غير أن الواقع يثبت أن تلك الفكرة التي ولدت من رحم الجامعة لم تظل فقط “شبكة اجتماعية”، بل تحررت من قيود اللقب لتصبح إحدى أهم القوى المهيمنة على سوق الإعلان العالمي، بنمو فصلي بلغ 63% في إيرادات الإعلانات التي تشكل المحرك الأساسي لأرباحها. وهي الآن ضمن أضخم المنصات العالمية لعرض محتوى الوسائط المتعددة، حتى باتت تثير حنق العملاق “يوتيوب”، كما أنها تملك الآن ترخيصاً لطباعة النقود.
وجنبا إلى جنب مع WhatsApp، التي استحوذت عليها “فيسبوك” قبل أقل من عامين مقابل 19 مليار دولار، تربط الشركة ما يزيد عن ملياري شخص عبر خدمة الرسائل حول العالم.
وبحسب بيانات “فيسبوك”، بلغت أرباح الربع الثاني من العام الجاري 2.05 مليار دولار، بزيادة نسبتها 186% عن أرباح الفترة نفسها من العام الماضي التي جنت فيها 715 مليون دولار.
وقد ساهمت الهجرة المكثفة صوب الهواتف الذكية، في تعظيم أرباح “فيسبوك” أكثر وضمان استمرارية تدفق إيراداتها، التي أعلنت الشركة أنها بلغت في الأشهر الستة الأولى من السنة الحالية 11 ملياراً و818 مليون دولار، مقابل 7 مليارات و586 مليونا في النصف الأول من 2016.
وإيحاءات زوكربيرغ بأن المزيد من النجاح يلوح في الأفق، تستند إلى خطط استراتيجية، لعل من أبرزها طموح الشركة في إيصال الإنترنت إلى أعداد كبيرة من الناس في دول لا تتوفر على البنية التحتية اللازمة، وذلك من خلال طائرات بدون طيار تعمل بالطاقة الشمسية، هذه المبادرة التي على الرغم من أنها تبدو ذات طابع خيري فإنها تعني من وجهة نظر براغماتية، ضمان ملايين أخرى من المستخدمين الجدد لشبكة وخدمات “فيسبوك”، ما يبقي الشركة ضمن منحى تصاعدي من حيث نمو الإيرادات.
“فيسبوك” التي تعرف كل شيء عنا، أشارت إلى أن عدد من يستخدمون شبكتها مرة على الأقل شهرياً يصل إلى مليار و710 ملايين شخص، بزيادة تقدر بـ15% عن العام الماضي، وأن ملياراً و100 شخص يزورون الموقع بشكل يومي، بارتفاع يقدر بـ 17%.
وقد أضافت نتائج الشركة القوية زخماً إلى سهم الشركة وأكسبتها حوالي 5 مليارات دولار تضاف إلى قيمتها السوقية التي بلغت بنهاية جلسة الخميس 357.5 مليار دولار، حين لامس سهم “فيسبوك” أعلى مستوياته على الإطلاق عند 128.33 دولار، بينما أغلق عند 125 دولاراً، وكان السهم قد قفز بحوالي 20% منذ بداية العام.
وأصبحت “فيسبوك” على إثر هذا الزخم خامس أكبر شركة من حيث القيمة السوقية في الولايات المتحدة بعد عملاقة النفط “إكسون موبيل” التي بلغت قيمتها 374 مليار دولار، فيما تبقى “آبل” على قمة الترتيب بقيمة سوقية بلغت 562 مليار دولار، تليها “غوغل” بـ519 مليار دولار، ثم “مايكروسوفت” بـ439 مليار دولار.