يواجه المستثمرون أنواع مختلفة من المخاطر، والكثير منهم للأسف غير مدرك لمعظم أنواع مخاطر الاستثمار التي قد تنطوي عليها استثماراته. إنك عندما تستثمر، ستتعرض لمزيج من المخاطر الاستثمارية التي لا يمكن تجنبها في أي حال من الاحوال، كما لا يمكن التنبؤ أيضا بمعظمها. لكن ومع ذلك، يمكنك إدارة هذه المخاطر والحصول على أفضل أداء لاستثماراتك.
بما أن جميع الاستثمارات تحمل قدرا معينا من المخاطر، بحيث تختلف نوعية المخاطر من استثمار إلى استثمار. فإن من الأهمية بمكان معرفة كل أنواع مخاطر الاستثمار المختلفة. فما هي أنواع مخاطر الاستثمار؟ كيف يمكن أن تؤثر على الاستثمارات؟ وكيف يمكن للمستثمر أن يتعامل معها؟
ماهي أنواع مخاطر الاستثمار؟
1.مخاطر السوق
مخاطر انخفاض قيمة الاستثمارات بسبب التطورات الاقتصادية أو غيرها من الأحداث التي تؤثر على السوق بأكمله. الأنواع الرئيسية لمخاطر السوق هي مخاطر الأسهم ومخاطر معدل الفائدة ومخاطر العملة.
مخاطر الأسهم – تنطبق على الاستثمار في الأسهم. يختلف سعر السوق للأسهم في كل وقت حسب الطلب والعرض. مخاطر الأسهم هي مخاطر الخسارة بسبب انخفاض سعر السوق للأسهم.
مخاطر أسعار الفائدة – تنطبق على استثمارات الديون مثل السندات. احتمال خسارة المال بسبب تغيير في سعر الفائدة. على سبيل المثال، إذا ارتفع سعر الفائدة، ستنخفض القيمة السوقية للسندات.
مخاطر العملة – تنطبق عندما تكون لديك استثمارات أجنبية. إنه خطر خسارة المال بسبب الحركة في سعر الصرف. على سبيل المثال، إذا أصبح الدولار الأمريكي أقل قيمة بالنسبة إلى الدولار الكندي، فستكون قيمة الأسهم الأمريكية بالدولار الكندي أقل.
الحل: إن أفضل طريقة للتخفيف من أثر مخاطر السوق هي الاستثمارات طويلة الأجل ومن المفيد أيضا وجود محفظة استثمارية متوازنة واستخدام استراتيجيات تحوط فعالة.
2.مخاطر السيولة
تعتبر من بين أنواع مخاطر الاستثمار الرئيسية، وتمثل مخاطرة عدم القدرة على بيع استثمارك بسعر عادل والحصول على أموالك عندما تريد ذلك. لبيع الاستثمار ، قد تحتاج إلى قبول سعر أقل. فمثلا يمكن لبعض الاصول (نوعية من الاسهم – الذهب..) أن تكون سهلة البيع في حين أن الاستثمارات في بعض الأصول مثل العقارات يصعب بيعها في وقت قصير.
الحل: من أجل الحد من مخاطر السيولة يتعين على المستثمرين التأكد من أن محفظتهم متوازنة بشكل جيد حيث يمكن بيع استثماراتهم بسهولة ومن المهم أيضا الاحتفاظ باحتياطيات نقدية كافية لتغطية حالات الطوارئ.
3.مخاطر التضخم
خطر الخسارة بسبب انخفاض القوة الشرائية لأن قيمة استثماراتك لا تواكب التضخم. يؤدي التضخم إلى تآكل القوة الشرائية للنقود بمرور الوقت – حيث سيشتري نفس المبلغ من المال سلعًا وخدمات أقل. وتصبح مخاطر التضخم مرتبطة بشكل وثيق إذا كنت تمتلك استثمارات نقدية أو ديون مثل السندات.
الحل: توفر الأسهم بعض الحماية من مخاطر التضخم لأن معظم الشركات يمكنها زيادة الأسعار التي تفرضها على عملائها. لذا ينبغي أن ترتفع أسعار الأسهم تماشياً مع التضخم. يوفر العقار أيضًا بعض الحماية لأن الملاك يمكنهم زيادة الإيجارات بمرور الوقت.
4.مخاطر الأعمال
تتعلق مخاطر الأعمال بمخاطر شركة معينة أو سهم. ومع ذلك ، قد تكون هذه المخاطر خاصة بقطاع بكامله حيث أن الشركات المرتبطة بقطاع معين غالباً ما تكون لديها مخاطر مماثلة. على سبيل المثال ، ستعاني جميع شركات تصنيع السكر إذا كان إنتاج قصب السكر منخفضًا في عام معين بسبب قلة هطول الأمطار.
تتمثل المخاطرة في احتمال إفلاس الشركة، مما يؤدي إلى انهيار سعر السهم أو مُصدِّر السند لعدم تمكنه من دفع الفائدة الموعودة أو المبلغ الأصلي. يمكن أن تكون أسباب ذلك كثيرة من سوء الإدارة إلى الاحتيال إلى نفاد رأس المال.
الحل: إن التنويع الفعال للاستثمارات في مختلف الشركات والقطاعات يمكن أن يقلل بشكل كبير من تأثير مخاطر الأعمال. على سبيل المثال ، عندما تستثمر، يمكنك تنويع المحفظة عن طريق الاحتفاظ بأسهم شركات مختلفة بدلاً من واحدة فقط.
5.مخاطر الئتمان
مخاطر تعرض الكيان أو الشركة الحكومية التي أصدرت السند إلى صعوبات مالية ولن تكون قادرة على دفع الفائدة أو سداد أصل الدين عند الاستحقاق. تنطبق مخاطر الائتمان على استثمارات الديون مثل السندات. يمكنك تقييم مخاطر الائتمان من خلال النظر في التصنيف الائتماني للسند. على سبيل المثال ، تتمتع سندات الحكومة الكندية طويلة الأجل بتصنيف ائتماني يبلغ AAA ، مما يشير إلى أدنى مخاطر الائتمان المحتملة.
مخاطر منتظمة ومخاطر غير منتظمة
يمكن تقسيم جميع أنواع مخاطر الاستثمار إلى فئتين عريضتين، هما المخاطر المنتظمة (Systematic risk) والمخاطر غير منتظمة (Unsystematic risk) :
مخاطر منتظمة
وهي المخاطر “العامة” التي تتعرض لها جميع المنشآت بالسوق بصرف النظر عن خصائص المنشأة. لا تخضع هذه المخاطر لسيطرتك وتؤثر على عدد كبير من الأصول. وتنشأ عن متغيرات لها صفة العمومية، مثل الظروف الاقتصادية أو السياسية، ولذلك يصعب التخلص من هذه المخاطر.
المخاطر المنتظمة لا يمكن السيطرة عليها أو تلافيها فقط من خلال تنويع المحفظة الاستثمارية.
مخاطر غير منتظمة
وهي المخاطر “الخاصة” التي تواجه شركة معينة، نتيجة لخصائص وظروف تلك الشركة. وتؤثر المخاطر غير المنتظمة على فئة صغيرة جدًا من الأصول. على سبيل المثال، قد يتأثر سعر سهم معين بسبب حريق في مصنع الشركة.
المخاطر الغير منتظمة يمكن السطرة عليها ومعالجتها من خلال تنويع المحفظة الاستثمارية.
كيفية إدارة أنواع مخاطر الاستثمار
إدارة المخاطر هي مفتاح الاستثمارات الناجحة. ويوجد ثلاث استراتيجيات رئيسية لإدارة المخاطر وهي: التنويع ثم الاستثمار بانتظام واخيرا الاستثمار طويل الأجل:
التنويع: إذا أجاد المستثمر سياسة تنويع استثماراته، فإنه سيستطيع تقليل مقدار المخاطر التي يتعرض لها. لكن دون الافراط في التنويع لدرجة تصعب معها مراقبة أداء كل هذه الاستثمارات، مما قد يجعل التنويع هنا يأتي بنتائج عكسية.
الاستثمار بانتظام: يمكن أن يكون الاستثمار على فترات منتظمة فكرة جيدة لأن الأسواق ترتفع وتنخفض طوال الوقت. عندما يكون سعر السوق منخفضًا، يمكن شراء عدد أكبر من الأسهم أو السندات بنفس المبلغ. والعكس يكون عندما يكون السوق مرتفعًا في أوقات أخرى. الشراء بشكل مستمر مع فترات الصعود والهبوط يعني أن متوسط سعر الاستثمار يمكن أن يكون أقل مما لو تم استثمار المال دفعة واحدة.
الاستثمار طويل الأجل: يجب أن يخطط المستثمر للاستثمار على المدى الطويل. يمكن أن تواجه الأسواق المالية نوبات من الاضطرابات الشديدة، الناجمة عن أحداث كارثية أو بسلوك غير منتظم للمستثمر. لقد تعثرت العديد من الاستثمارات في الماضي، لكن الأسواق كانت تميل تاريخيا إلى الارتفاع مع مرور الوقت – وهذا هو السبب في أنه من الأفضل أن تتبنى استراتيجية استثمار طويلة الأجل. ومع ذلك، تجدر الإشارة إلى أن الأداء السابق ليس دليلًا على الأداء مستقبلا.
ختاما
يعد إدراك المخاطر المرتبطة بالاستثمار وتقييم العوائد المحتملة مقابل المخاطر المحتملة أمرًا مهمًا لاتخاذ قرار صائب بشأن الاستثمار، وتحديد أي زاحدة من المحافظ الاستثمارية تناسبك. فمفتاح الاستثمار الناجح هو تحليل المخاطر المحتملة لفهم ما إذا كانت تبرر العائدات المحتملة.