سيدة بحجم وطن
مجلة مال واعمال – النسخة الورقية – 176 عدد خاص – ربما الحديث عن قامة بحجم مها الغرايبة يحتاج لايام عديدة كي توفي الحروف حقها ، بامراة قدمت الكثير لمجتمعها ادون ان تأخذ ، واصبح همها ان ترى مجتمعها يتقدم ، وتحرص عليه كحرص الام على ولدها.
امراة تخطت الجميع بالتضحيات التي قدمتها فهي صاحبة اليد الممدودة للجميع.
فقد استطاعت ان تحقق نقلة نوعية في عمل المراة، فاصبحت الشخصية التي يحبها الجميع.
مها الغرايبة ليست شخصية عادية وحسب، بل بحرٌ من العلم ، ونهر من الهمة العالية، ومحيط من المعرفة.
ولان المبدع لابد من ان يعطى حقها مها الغرايبة ضيفتنا في هذه الحوار واليكم التفاصيل…
مال واعمال… من هي مها الغرايبة؟
مها الغرايبة… اسمي مها عبد الله حمدان الغرايبة من منطقة حوارة في محافظة اربد، ابلغ من العمر سبعين عاما، انهت شهادتي الثانوية في الفرع العلمي وكنت ما بين قلة من ابناء عشيرتي في اجتياز الثانوية العامة الفرع العلمي، اذكر في تلك الفترة كنت اسكن في محافظة الزرقاء ولم يكن هنالك فرع علمي في المحافظة، فاجتمعنا بجلالة الملكة زين في عمان في تلك الفترة وضم الاجتماع طالبات من خمس محافظات (جرش / مادبا /السلط / الزرقاء /عمان)، وتم افتتاح ثلاثة شعب علمية ونجحت وبتفوق و كانت نسبة النجاح ضئيلة جدا، وكرمت في تلك الفترة من المدرسة وكذلك من قبل وزير التربية ذوقان الهنداوي، والذي اقترح على والدي ان يلحقني في الجامعة الامريكية في بيروت الا ان والدي رفض ذلك بسبب العادات والتقاليد السائدة في ذلك الوقت، تزوجت وتعينت معلمة في منطقة المغير من قرى اربد “قرية زوجي”، وكانت تلك من اصعب الفترات فقد كابدنا بالقرى، وعدم توفر المياه والكهرباء وقلة المواصلات، انجبت اربع زهرات واوصلتهن الى اعلى الدرجات العلمية وبحمد لله استثماري فيهن كان ناجحا كما كان استثماري في تعليم طالبات، فلم يكن هدفي العلامات بقدر ما كان هدفي ان اعلم الطالبات كيف يحفظن المنهاج، فكنت اعيد الامتحان لمن ترغب منهن ولم تكن راضية عن علامتها.
بعد ذلك سافرت فترة مع زوجي الى الخارج، ومن ثم عدت وتعينت مديرة مدرسة الى انني تخليت عن هذا المنصب لاسبابي الخاصة، وبقيت مدرسة حتى بلغت سن التقاعد.
مال واعمال … الانتقال من المسؤولية عن الطلاب في المدرسة الى المجتمع اخبرينا عن هذه المرحلة؟
مها الغرايبة… مرحلة جديدة بدات من حياتي بعد وفاة رفيق دربي، فبعد تخرج ابنتي الرابعة من الجامعة مرض زوجي وما لبث ان توفي فتحول مسار حياتي وبدات اشعر بفراغ لا اعلم كيف اشغله، فقد كان الزوج والاخ والصديق والرفيق، وفي ظل هذه الظروف اشارت على صديقتي بالترشح للانتخابات البلدية، فوجدت حينها تشجيع من الجميع فترشحت ونجحت ولله الحمد، وقمت بمسؤولياتي على اتم وجه.
لاقرر بعدها الترشح لانتخابات مجلس النواب وبالرغم من الحظ لم يحالفني فقد حصلت على ما مجموعه 3242 صوت هو رقم من الصعب ان يحصل عليه الذكور فكيف بسيدة تحصده في اول مرة تقرر فيها الترشح للانتخابات؟.
مال واعمال…تتحدثين برقم ليس بالسهل، كيف استطاعتي تحقيقه، وحبذا لو اخبرتينا عن برنامجك الانتخابي؟
مها الغرايبة…استندت على برنامج انتخابي متكامل كان هدفه خدمة المجتمع فلم تغفل التعليم والصحة او الاقتصاد، بل حرصت على التكاملية واستندت على قربي من الناس، فتحدثت بلسان التربوين وانا منهم وطالبت بتفعيل دور وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي لايجاد جيل متعلم واعد يهتم ببناء وطنه ومستقبله، وتحدثت ايضا حول التنمية البشرية والاقتصادية وضرورة الإستدامة، وكامراة وضعت خطة للتعامل مع قضايا المراة وفق منهجية مدروسة بدقة، وخلاصة الامر اذا اردت الحصول على ثقة الناس فعليك التحدث بصوتهم.
مال واعمال… مها الغرايبة اسم رنان في حجم الوطن بالخير والتطوع اخبرينا عن ذلك؟
مها الغرايبة… التطوع يعني الشعور بالمسؤولية تجاه من حولك، وهو واجب عليك تجاه مجتمعك من منطلق االمسؤولية الاجتماع من هنا فان للتطوع والعمل الخيري مفهوم مختلف يدي يتمثل في البحث عن المحتاج في اي مكان ومد يد العون له، والان قمت ومجموعة من الصديقات بتأسيس جمعية نسوية، نجمع مبلغ معين من كل واحدة منا ونوزعه على المحتاجين، ونسعى الى ان تكون هذه الجمعية النواة لحزب نسوي.
مال واعمال… المراة في راي مها غرايبة؟
مها الغرايبة… للمرأة مكانة ودور محوري في المجتمع وبناءه. هذا الدور الذي لا يغفل أحد من الناس عن أهميته. فهي الأم والإبنة والاخت والزوجة وهي نصف المجتمع.
وإنها رفيق الرجل وسنده في البيت وشريكه في العمل وبناء الاسرة الصالحة والمجتمع السليم. ولما كانت الأسرة بمكوناتها هي وحدة بناء المجتمع الصالح ، ولما كان الأب هو عماد ذلك البناء فالأم هي أساسه وقواعده الراسخة. فلا يستقيم هذا البناء بدون أساسه المتين أو عماده القويم. ولا يستقيم هذا البناء بدون إدراك العلاقة السليمة بين مكوناته المختلفة والمحافظة عليها.
وقد إرتضت المرأة الأردنية أن تشارك زوجها في بناء عش الزوجية والعمل والمساهمة الفعلية في ذلك. وما دعاها إلى ذلك إلا عظم المسؤولية التي تحملها في نفسها ورغبتها بالوقوف إلى جانب زوجها ومساندته في ظل ظروف الحياة الصعبة.
من هنا أقف إجلالا وإحتراما أمام كل أردنية جاهدت من أجل بناء هذا الوطن وتقدمه. أقف إحتراما لكل ربة منزل ولكل زوجة عاملة وصلت الليل بالنهار لتقف إلى جانب زوجها ولم تقصر بدورها وتحملت مسوؤليتها كاملة تجاه زوجها وبيتها وأبناءها وتربيتهم وتعليمهم.
ولهذا فإنه من الضروري العمل الصادق نحو تمكين المرأة تشريعيا وماديا ومعنويا للضلوع بدورها المعاصر والذي إمتد خارج حدود البيت والأسرة. وقد صدق الشاعر حافظ إبراهيم إذ قال:
“الأُمُّ مَدرَسَةٌ إِذا أَعدَدتَهاأَعدَدتَ شَعباً طَيِّبَ الأَعراقِ”.
- حصري لمال واعمال يمنع الاقتباس او اعادة النشر الا باذن خطي