نائب مدير عام المركز الجغرافي الملكي الأردني سابقا … انموذجا حقيقيا للمرأة القيادية الناجحة
جلة مال واعمال – النسخة الورقية – العدد 173 -عرفناها من خلال إنجازاتها الرائعة التي يصعب حصرها، انجازات جعلتني لا اعرف من اين البداية واحترت كيف انهي الراوية فحديثنا عن المهندسة نيڤين حسن نائب مدير عام المركز الجغرافي الملكي الأردني سابقا، حيث انها فضلت تحقيق حلمها وحصلت على منحة من الحكومة الاردنية وجامعة بيهان في الصين لدراسة درجة الدكتوراة.
حديثنا اليوم عن امراة استثنائية لا لكلمة مستحيل في قاموسها، تؤمن ان امراة واحدة تستطيع صنع التاريخ، وتؤمن ان الذكاء العاطفي من اهم مفاتيح الشخصية الناجحة، تقدم لك أجمل الدروس التي يستفاد منها في الحياة، فهي صاحبة تجارب رائعه في كل مجال، ومن أهم التجارب تلك التي اعتبرها البعض معوقات ومصاعب ثم استطاعت ان تتجاوزها بصبر وكفاح ونضال، فالمواقف الصعبة هي التي تخلق المتميزين وتبرز العصاميين والمبدعين في جميع المجتمعات في العالم، وعلى مر العصور يظهر بعض المتميزين والمبدعين الذين نحترمهم ونقدر عصاميتهم ويجهل بعضنا تاريخهم وسجل كفاحهم الذي تجاوزوا فيه المعوقات والصعاب حتى وصلوا إلى القمة.
هي امراة غير عادية الجميع يقفون احتراما لها ويرفعون قبعاتهم احتراما لكفاحها وعصاميتها وقدرتها على النجاح التي جعلت لها دورها المهم في مجال علوم وتكنولوجيا الفضاء وقد اخذ هذا الدور في التعاظم بعد ان اثبتت أنها أهل للمنافسة والقدرة على الابداع والمشاركة في تحمل المسؤولية، قادرة على التفوق وما كان لها أن تنهض بهذا الدور الحيوي لولا أنها قادرة ووجدت نفسها الاقدر على فعل ما لايمكن لغيرها ان يفعله.
نعم لقد شكلت المهندسة نيڤين حالة استثنائية اكسبتها محبة الاخرين وجعلت منها قبلة وطنيه ارتسمت على طول لحظات حياتها الحالمة، نعم هذه واحدة من بذرات الوطن وواحدة من ابناء المجتمع الذي يبذر الخير كل اليوم، فدعونا نتعرف معا على م. نيڤين عبدالرحيم حسن الخبيرة والباحثة في مجال علوم وتكنولوجيا الفضاء في هذه السطور التي تروي جزء قليل من سيرتها.
بدات المهندسة نيڤين حديثها بالقول درست الهندسة المدنية في تخصص الهندسة المدنية تخصص المساحة في جامعة دمشق حيث حدثتنا بانه في ذلك الوقت لم يكن يوجد مهندسات او مهندسين في عائلتها وكانت دراسة الهندسة بشكل عام تعتبر للذكور وكان معها في ذلك الوقت 3 طالبات فقط في تخصصها الجامعي، اكملت دراستي العليا في ايطاليا حيث حصلت على منحة من الامم المتحدة لدراسة ماجستير في الملاحة الفضائية وتطبيقاتها من جامعة بوليتكنيكو تورينو، ولذلك قصة اخرى، حيث كنت انا السيدة الوحيدة مع اربع شباب تم اختيارنا للحصول على هذه المنحة.
ورغم ما وصلت اليه من نجاحات الى ان حلم اكمال دراستي ظل يراودني وحققت حلمي في عام 2019 وانا الان طالبة دكتوراة في جامعة بيهان- الصين- تخصص علوم وتكنولوجيا الفضاء وتطبيقاتها.
واضافت” بدات بعد تخرجي من جامعة دمشق بالعمل كمهندسة ورئيسة قسم هندسة انشائية في مكتب خاص، ثم عينت في المركز الجغرافي الملكي الاردني في اواخرعام 2000، وكنت من اوائل المهندسات الاناث اللاتي عملن في المركز حيث كانت المناصب القيادية في ذلك الوقت حكرا على الرجال فقط، تدرجت في العمل في المركز من مهندسة رئيسية حتى اصبحت رئيسة قسم ومن ثم مدير مديرية، وترأست العديد من الاقسام من اهمها: قسم الرسم الخرائطي، قسم دراسة المشاريع، قسم الاشراف والمتابعة والتدقيق وقسم التدريب.
واصبحت قدوة لزميلاتي في العمل، حيث أكملت العديد منهن دراستهن اضافة الى انني استطعت تغيير قناعتهن بانهن يستطعن استلام مناصب عليا في المركز بالجد والاجتهاد،
كما وعينت كمديرة مشروع للعديد من المشاريع الهامة في المركز منها: مشروع الخرائط السياحية، مشروع كتاب الاردن صور وخرائط، مشروع كتاب الاشجار التاريخية والتابع لمؤسسة نهر الاردن، ومشروع انشاء المقر الدائم للمركز الاقليمي لعلوم وتكنولوجبا الفضاء لغرب أسيا للناطقيت باللغة العربية والتابع للامم المتحدة وحصلت والحمدلله على العديد من كتب الشكر من داخل وخارج الاردن.
واستطردت القول “حققت العديد من الانجازات فانا اول امرأة مهندسة تتولى منصب مدير مديرية التخطيط في تاريخ المركز، واول نائب مدير عام مهندسة في تاريخ المركز الجغرافي الملكي، كما انها عضو في الهيئة االادارية للجمعية الجغرافية الاردنية.
واكملت المهندسة نيڤين حديثها المليء بالنجاحات بالقول “ومن اهم المحطات في مسيرتي المهنية اختياري من قبل مكتب الامم المتحدة للاستخدامات السلمية (UNOOSA) في فيينا من ضمن 5 طلاب من 66 دولة بعد اجتيازي العديد من الاختبارات للحصول على درجة الماجستير في تخصص فريد من نوعه على مستوى الاردن والمنطقة وهو تخصص الملاحة الفضائية باستخدام الاقمار الصناعية، حيث كنت انا السيدة العربية الوحيدة التي تم اختيارها لدراسة هذه التخصص وحصلت على درجة الماجستير بتفوق والحمدلله.
عملت كمحاضرة في كلية المركز الجغرافي بعد حصولي على درجة الماجستير ودرست العديد من المساقات العلمية وكان هدفي توعية الجيل الناشىء باهمية علوم وتطبيقات تكنولوجيا الفضاء والاستشعار عن بعد والتي تدخل في التنمية المستدامة لكافة الدول وفي العديد من القطاعات.
واضافت “محطة نجاح اخرى تكريمي عام 2016 من قبل السفيرة الامريكية في عمان ووزارة تطوير القطاع العام والوكالة الامريكية للتنمية الدولية (USAID) وذلك بعد ان تم اختياري من ضمن 8 سيدات من اصل 375 سيدة، حيث تم عرض قصة نجاحي وكفاحي المهنية ضمن ملتقى قصص النجاح والتحديات التي تواجه المراة العاملة في القطاع العام وحصلت على كتاب شكر بهذه المناسبة من وزير تطوير القطاع العام اضافة الى نشر قصة نجاحي على موقع (USAID )، هذا ومثلت المهندسة نيڤين الاردن في العديد من المحافل الدولية وقدمت العديد من اوراق العمل كما وترأست العديد من اللجان الفنية والادارية الهامة في المركز منها اللجنة الفنية، لجنة مراجعة الخطة السنوية للمركز، لجنة استلام وشراء اللوازم، لجنة وضع مواصفات المحطات الدائمة في المملكة.وعملت كعضو في العديد من اللجان ومنها لجنة الموارد البشرية، لجنة اعداد استراتيجية وطنية لنظام (GNSS)، لجان التحضير لاجتماعات اللجنة العليا للمركز، لجنة المعرفة، لجنة اعتماد كلية المركز الجغرافي، وضابط ارتباط المركز مع وزارة التخطيط والتعاون الدولي، وزارة البيئة، هيئة الطيران المدني، جامعة ال البيت والمكتب الدولي لعلوم الفلك (IAU).
كما وحصلت المهندسة نيڤين على الوسام البلاتيني العالمي لصانعات التغيير لعام 2021، وهو اعلى وسام ضمن فعاليات المسابقة التي ينظمها صناع التغيير في الوطن العربي وذلك لمساهمتها المتميزة بتغيير الصورة النمطية عن المرأة الاردنية، وبصمتها المتميزة في تطور علوم وتكنولوجيا الفضاء في الاردن والوطن العربي، وذلك بمشاركة سيدات قياديات من مختلف الدول العربية اضافة الى الجمهورية التركية، حيث تم تكريمها من قبل نقابة المهندسين االاردنين في 2022 وذلك لحصولها على هذا الوسام.
تم اختيار م.نيڤين حسن لتمثيل الاردن من قبل منظمة العالم االاسلامي للتربية والعلوم والثقافة من 22 دولة لحضور دورة متخصصة في تصميم االاقمار الصناعية( Can- Sat) في مدينة الرباط في المغرب عام 2022.
وختمت المهندسة نيڤين حديثها برسالة للمراة العربية بان تكون مميزة وواثقة بنفسها وقدراتها ايا كانت مكانتها او منصبها وان تساهم في بناء وطنها وان تبدأ بنفسها وتصنع التغيير من خلال مواكبة العلوم والتكنولوجيا وتطبيقها في وطنها وان تكون المرأة القدوة لغيرها من السيدات وتحترم الرأي الاخر وتتقبل الاختلاف وان لا تنسي عائلتها حتى في ذروة الانشغال فدعم العائلة هو السبب الرئيسي للنجاح، وكلي أمل ان اكون قدوة للعديد من المهندسات لدراسة علوم وتكنولوجيا الفضاء ونشر هذا العلم في عالمنا العربي وطموحي بان اكون احد مؤسسي وكالة فضاء اردنية عربية حيث يقال من ليس له موطىء قدم في الفضاء فلن يكون له موطىء قدم على الارض.
- حصري لمال واعمال يمنع الاقتباس او اعادة النشر الا باذن خطي تحت طائلة المسؤولية
حصري لمال واعمال يمنع الاقتباس او اعادة النشر الا باذن خطي تحت طائلة المسؤولية
المصدر : https://wp.me/p70vFa-HkQ