نسرين بركات… التنمية الحقيقة هي مساعدة الشخص على تطوير ذاته
علينا اعداد الشباب القادرين على المساهمة في نهضة المجتمع
المراة الان اصبحت في مراكز قيادية هامة
للمراة دور مهم، الى جانب الرجل، في بناء مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة التي يسعى إليها الاردن في مختلف المجالات.
الوزيرة السابقة نسرين بركات تمثل نموذجاً لتلك المراة التي تساهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية من خلال قيادة وإدارة المشاريع التي تساهم في بناء الاقتصاد الوطني وتوفير فرص العمل للتخفيف قدر الامكان من الظروف الصعبة التي يعيشها ابناء الوطن، اضافة الى دورها في قيادة عدد من الوزارات والمؤسسات الحكومية وترك بصمة واضحة على جودة الخدمات التي تقدمها.
مال وأعمال التقت معالي وزيرة التنمية الاجتماعية وتطوير القطاع العام السابقة نسرين بركات للحديث حول دور المراة في التنمية الاقتصادية، والتي اكدت على تنامي دور المرأة بشكل ملحوظ في اقبالها على سوق العمل والاستثمار والمساهمة في التنمية الاقتصادية في شتى المجالات مما شكل انطلاقة قوية للمرأة في ظل توجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه وحرصه الاكيد على إزالة العقبات التي تواجه تطور مشاركة المرأة والشباب في مسيرة التنمية التي يشهدها الاردن.
الا ان ضعف مشاركة المرأة في الفعاليات النقابية وغرف الصناعة والتجارة وتعدد المرجعيات المتعلقة بحقوقها ادى الى الحد من دورها في صنع القرار والمساهة في تطوير التشريعات مما أثر سلبا على منظومة اداء المجتمع بشكل عام.
وفي ردها على سؤال حول دور سيدات الاعمال في التنمية الاقتصادية قالت بركات: مما لاشك فيه انه يوجد توجه ملحوظ لاشراك المراة في مسيرة التنمية بشكل عام، فقد اتجهت المراة في السنوات الاخيرة الى تأسيس المشاريع والمشاركة في مؤسسات استثمارية وتبؤ مناصب متميزة في العديد من القطاعات والمؤسسات الاقتصادية المختلفة متسلحة بمستويات تعليم متقدمة وتخصصات علمية مميزة لتصبح بذلك اكثر اقداماً على المساهمة في المشاريع التنموية، مستمدة قوتها وجراءتها من رؤية وتوجيهات جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه الرامية الى تحقيق نهضة اقتصادية شاملة من خلال زيادة حجم المشاركة الفعالة للمرأة في التنمية المحلية.
كما واكدت على ضرورة ادماج المراة بشكل اكبر في العمل النقابي من خلال المؤسسات التي تعمل بها؛ فعزوفها عن ممارسة دورها الطبيعي في العمل النقابي والاجتماعي يشكل عاملا سلبياً اخر يفقد المراة فرصة المساهمة في صنع القرار والوجود الفعال في منظومة المجتمع الاقتصادي والسياسي والاجتماعي التي تنعكس عليها أيضا.
وفي معرض ردها على اثر القرارات الاقتصادية التي تتبناها الحكومة قالت بركات: من المؤكد ان الاردن يمر بفترة اقتصادية حرجة تتطلب من الجميع الوقوف صفاً واحدا بجانب الوطن والتركيز على تقوية القطاع الخاص وبناء شراكة فاعلة ما بين القطاعين العام والخاص.
حيث يلعب القطاع الخاص دورا رئيسيا في عملية التنمية الإقتصادية من خلال مساهمته الفعالة في تنشيط عجلة الإقتصاد ورفع معدلات النمو وتوفير فرص العمل والحد من الفقر، وعلى هذا الأساس فإن تطوير مكانة وأداء القطاع الخاص يعتبر قضية جدية هامة يتوجب أن ترتكز عليها السياسات الإقتصادية بما ينعكس إيجابا على تحقيق التنمية الشاملة. إذ أن ذلك يستدعي ضرورة وضع استراتيجية لتطوير القطاع الخاص تعكس الفهم الصحيح والتصور الواضح لآليات وسبل تفعيل دوره في النشاط الإقتصادي وتحسين أدائه وتعزيز قدرته التنافسية.
وفيما يتعلق بعملها الخاص قالت بركات : بعد تركي للعمل الحكومي قمت بانشاء شركة استشارات تعمل في مجال التحليل الاقتصادي والاجتماعي، وكذلك قياس اثر التنموي للمشاريع المختلفة، ورصد الأوضاع الاقتصادية في الأردن، واعداد الخطط الاستراتيجية على مستوى السياسات القطاعية من خلال الشراكة مع الجهات الدولية، وقياس مدى فعاليتها وجدواها في تنمية مجتمعنا المحلي، وتأثيرها على تمكين الافراد واطلاق قدراتهم وابداعاتهم للمساهمة في التغير الذي ينشده المجتمع.
وأضافت، ونظرا لأننا لايمكننا اغفال دور الشباب في النهوض بالمجتمع وأهمية مشاركتهم الفاعلة في مختلف حقول المعرفة والإنتاج والإبداع، حَرِصتُ على مشاركة الشباب في هذه الدراسات من خلال اعتمادي على مجموعة من الشباب والشابات المميزين والقادرين على المساهمة في التطور الذي ننشده، فللشباب دوراً مهماً في خطط الإصلاح وعمليات التطوير التي تحتاج منهجية واضحة في التفكير، إلا أن التطوير يحتاج الى رؤية واضحة منفتحة على العالم تكون في تواصل وتفاعل مع الرؤى التنويرية الأُخرى، كما اننا بحاجة الى ترسيخ ثقافة العمل، والبناء على الافكار الإيجابية المسؤولة في التعاطي مع تحديات الواقع.