إذا لم تكن معتادًا على استخدام ماستركارد، فربما نسيت أنها أصبحت شيئًا قديمًا اعتاد عليه الكثيرون. ومع كل ذلك، فإن تاريخ الشركة يمتد لأكثر من 50 عامًا حتى عام 1966 عندما تأسست في الولايات المتحدة الأمريكية باسم Interbank Card Association قبل أن يتغير اسمها إلى ماستركارد في عام 1979.
ولكن هذا بعيد حقًا عن الموضوع. في هذه الأيام، لقد زادت الشركة عملها ليتخطى بطاقات الائتمان وأنظمة الدفع: والمقصود هنا هو التكنولوجيا التي تجتهد الشركة لتوفيرها بمزيد من الكفاءة والشفافية إلى العالم.
وفي ذروة هذه الجهود، نجد رئيسَ الشركة في الشرق الأوسط وأفريقيا راغو مالهوترا. تحدث مالهوترا لمجلة أريبيان بزنس على هامش مناسبة شركة ماستركارد في برشلونة التي حضرها الكثير من الشخصيات المهمة (مثل بيليه وأحد مؤسسي شركة أبل «ستيف وزنياك»، ومؤسس شركة سكايبي «جوناس كيلبيرج») قائلاً: لقد خضعت الشركة إلى «تحوّل كبير» على مدار السنوات العشرة الأخيرة.
ويوضح: «تذكروا أننا نمثل اتحادًا، وهذا الاتحاد تملكه البنوك التي أسست البُنى التحتية من أجلها لكي تتمكن من بناء عمل تجاري يختص بالمدفوعات. كان هذا عندما ظهرت بطاقات الائتمان لأول مرة، وأصبحت هذه العلامة التجارية مترادفة مع بطاقات الائتمان، وأضاف قائلًا: «إن هذا اتجاه طبيعي لذكر «ماستركارد» وربطها ببطاقات الائتمان وكل شيء يرتبط بذلك. وهذا الامر كان صحيحًا، ولكن منذ عدة عقود مضت.»
ويضيف مالهوترا قائلًا «لقد كانت ماستركارد متفوقة على أقرانها». «إذ وفّرت نظامًا تكنولوجيًا – بطاقات الائتمان البلاستيكية – وجعلتها أمرًا واقعًا مما سمح للعملاء إجراء العمليات التجارية خلال ثوانٍ، وقد كان هذا أمرًا في غاية التطور في زمنه.
الواقع الجديد لشركة ماستركارد
إن انتشار التكنولوجيا مثل أجهزة الهاتف المحمول يعني أن الشركة قد اضطرت إلى التأقلم من أجل لكي توضح أن لديها قاعدة عملاء ذات ترابط قوي، وتتميز بأنها رقمية وتركز على الراحة مما يتطلب تجربة سلسلة بقدر الإمكان.
ويقول: «الآن لا أن يذهب العميل العميل إلى المكان الذي توجد فيه التكنولوجيا. ونحن نسمي هذا الأمر الاختلاف بين الدفع والجذب».
ويوضح: «ففي السابق كنت تجذب المعاملة التجارية، والآن يمكن أن يدفع العملاء المعاملة التجارية».
ويضيف: «بينما ترى المزيد من أنظمة العمل المتوفرة، فإنك سترى إدراكًا جديدًا ينبع من كيفية قيامنا بذلك. وهذا سؤال لنا حول الانتقال إلى أفق جديد يرتبط فيه الناس بالتكنولوجيا وأنظمة العمل بدلًا من مجرد المدفوعات.»
وفي المناسبة التي عُقدت في مدينة برشلونة، وتحت مسمى «إنشاء خارطة طريق للمستقبل»، أظهرت شركة ماستركارد عددًا من حالات الاستخدام لتقنياتها الجديدة، التي تتراوح من أنظمة الإقراض التي ترقمن إدارة سلسلة التوريد للوصول إلى طرق جديدة لاستخدام علم الإحصاء الحيوي للتأكيد على أمان عمليات الشراء عبر الإنترنت وفي المتجر.
وأيضًا تم الحديث حول التقنية التي تستخدم واقعًا متزايدًا «لوضع» عنصر غير موجود ماديًا بجوار عنصر آخر في متجر معين، من خلال الجهاز المحمول للشخص.
وبالنسبة للأشخاص الذي لا يجيدون استخدام تلك التكنولوجيا على وجه الخصوص، فإن هذه الاستخدامات قد تبدو بعيدة الاحتمال أو مستبعدة، ولكن «ماستركارد» قد بدأت بالفعل تنفيذ مجموعة ممتازة من التقنيات لمساعدة الأشخاص. وكمثال على ذلك، يشير السيد مالهوترا إلى عمل الشركة في أجزاء من أفريقيا والهند، حيث قدمت ماستركارد «تطبيقًا يهتم بالزراعة» والذي قد ساهم بدوره في إنشاء سوق رقمية لمن يهتمون بالزراعة. وهذا التطبيق يساعد على جمع المزارعين الصغار، والوكلاء، والمشترين، وموفري الخدمة المالية للقيام بالأعمال التجارية مع بعضهم بعضًا بشفافية كاملة.
وأضاف قائلًا «تبدأ الحكومات في ذكر أنهم لا بد أن يتأكدوا من شمول المزيد والمزيد من الأشخاص في الخدمات المالية. والتفكير في طريقة يتمكن بها الأشخاص من إجراء التعاملات في هذه الأيام. كما يجب الوضع في الحسبان أنّ هناك شرائحَ كبيرةً من العديد من الاقتصاديات تعتمد على تطوير الشركات الصغيرة ومتوسطة الحجم. «في الماضي، كنت ستعطي إعانات مالية لمساعدة تلك العملية، ولكن فيما بعد ذلك، هناك إدراك واضح أن بإمكانك مساعدة هذا القطاع فقط ونقل الاقتصاد إلى المستوى التالي إذا أدرت وقت معاملة تجارية بمزيد من الكفاءة. وإذا قمت برقمنة سلسلة التوريد، فستقل التكاليف.»
ويذكر مالهوترا قائلًا «الشيء الأكثر أهمية هو زيادة «التدفق» الاقتصادي، حيث يمكن للأشخاص رؤية كل شيء يحدث بطريقة رقمية وفي الوقت الفعلي. «ستبدأ التمكّن من اتخاذ قرارات أفضل فيما يخص أشياء مثل متطلبات رأس المال عامل والائتمانات الصغيرة. لذا فهذا يتيح للمزيد من اللاعبين الاشتراك في تغيير القيمة الكامل هذا». ويكمل حديثه قائلًا «وهذا هو التحوّل الأكبر.»
إعلان
تجربة إكسبو
من بين الشركاء الذين تحولوا إلى استخدام ماستركارد حديثًا «إكسبو 2020 دبي»، الذين أطلقوا على الشركة اسم شريك «تكنولوجيا المدفوعات الرسمي» للمناسبة. وهذا يعني أن ماستركارد ستنشر التقنيات التي تشمل الإدراك المتزايد والظاهري، والتعرّف على الوجه وبصمة الإصبع وحلول الدفع القابلة للارتداء وتقنيات لا تعتمد على اللمس، وحتى التسوق باستخدام الصوت لإنشاء تجربة زائر «تتميز بالشفافية».
النتيجة النهائية حسب رأي جيريش ناندا المدير العام لشركة ماستركارد في الإمارات العربية المتحدة وعُمان، هي تجربة بلا ن=قود تتميز بالبساطة والأمان، مما يتيح للزائر التركيز على عروض إكسبو والتمتع بها.
«يوضح البحث الذي أجريناه أن المستخدمين يبحثون عن طرق جديدة للدفع. كما أنهم متفائلون حيال الخيارات الرقمية. ويضيف قائلًا «كما يريدون المرون في الدفع باستخدام أي جهاز». «ولكن الشيء المهم بطريقة مماثلة هو الأمن والأمان للمعلومات الشخصية.
يوضح مالهوترا أن إعلان إكسبو هو انعكاس للأهمية التي تضعها ماستركارد للشرق الأوسط ودول مجلس التعاون الخليجي، حيث أعلنت عدد من الحكومات خططًا تشارك مع الإمكانات التي توفرها ماستركارد. يتحدث مالهوترا بكل فخر قائلًا «يوجد لدينا عمل قوي ننفذه في الشرق الأوسط. وتمثل إمارة دبي أحد المحاور العالمية الخمسة الخاصة بنا، ويوجد بها أحد مقراتنا الرئيسية الإقليمية الخاصة بتسع وستين دولة. ولا أحتاج إلى المزيد لإثبات لذلك».
يقول مالهوترا إن الجزء الثاني لما تفعله ماستركارد في اقتصاديات كل دولة هو الانتباه إلى أي وجهات نظر حكومية تقدمية أو تغيرات إيجابية لصنع السياسات لمعرفة البنية التحتية التي يمكنها استخدامها في هذه البلاد التي يمكن أن تساعد العملية.
ويضيف: «تختلف الاقتصاديات في كل دولة، لذا قمنا للتّو بتغيير سلسلة القيمة بمقدار طفيف في كيفية عملنا في الأسواق، ولكن تظل المبادئ كما هي».
تقنية بلوك تشين – هل هي الحل؟
عندما سُئل مالهوترا الخبير في الخدمات المالية الذي شغل مناصب عليا سابقًا في Citicorp، وAmerican Express، وANZ Grindlays Bank، عن تقنية بلوك تشين (سلسلة الكتل) – وهي تقنية قدمت من أجلها شركة ماستركارد عددًا كبيرًا من براءات الاختراع بالتعاون مع مكتب براءات الاختراع والعلامات التجارية في الولايات المتحدة – سارع في التمييز بين التكنولوجيا والعملات المشفرة، والذي قال عنها إن «ماستركارد لا تؤمن بشدة.»
وهو يقول: «إنهم مضاربون. وإذا كانت هذه هي الطريقة التي تريد استخدام التكنولوجيا بها، فربما تقوم بالمقامرة أيضًا أو تبادل بعض السلع».
ويضيف قائلًا «إنها لا تحل المشكلات الواقعية مثل تلك». مما يوضح الارتباك المبهم حول الانبهار العام بالعملات الرقمية.
ويوضح: «سلسلة الكتل هي حل يبحث عن مشكلة، وهي ليست البديل. لا أعتقد أن الناس يفهمون كيف تنهار سلسلة الكتل وأين يمكن أن تكون فعالة.»
وبينما يرفض العملات المشفرة، فإنه يقول قد تكون مناسبة فقط إذا كانت تتحلى بالشفافية والتنظيم، وهذه الصفات غير موجودة فيها، وهذا ليس لقول إنه لا يؤمن بالتكنولوجيا المضمنة.
ويضيف قائلاً «نحن نؤمن أن لها إمكانية التطبيق في المدفوعات عبر الحدود لأنها تشمل الكفاءة والانفتاح والشفافية. كما يمكن أن تكون مفيدة أيضًا في توفير إثبات للمصدر مثل شركة مصنعة للسيارات تستخدم سلسلة الكتل للتأكد من أنها تشمل جزءًا واقعيًا. ينصب تركيزنا على مثل تلك الحالات.»
من الذكاء الاصطناعي إلى معرفة العميل
لا يتحلى مالهوترا بقدر أكبر من التفاؤل عندما يتحدث عن الذكاء الاصطناعي، والذي تستخدمه ماستركارد بالفعل لتنفيذ العديد من المهام بما في ذلك الكشف التلقائي للاحتيال وتطبيقات KYC (اعرف عميلك). وكمثال على ذلك، يشير السيد مالهوترا إلى شركة Brighterion وهي شركة ذكاء اصطناعي يوجد مقرها في كاليفورنيا وقد استحوذت عليها شركة ماستركارد في عام 2017.
ويقول: «إنها تستخدم الذكاء الاصطناعي للمساعدة على مكافحة غسيل الأموال بشكل أفضل وتوفير الكفاءة. نحن نرغب في استخدام الذكاء الاصطناعي في هذا النوع من البيئات. ولقد كنا واضحين جدًا – ونحن لن نخزن بيانات العميل، كما أننا نتميز بشفافية كبيرة حول كيفية عمل الخصوصية لدينا».
ويضيف قائلاً «وبما أننا نمثل نموذج شخص إلى شخص إلى شركة، فهذا يجعلنا محددين جدًا في كيفية عملنا وسبب استخدامنا للذكاء الاصطناعي». «سنظل نستخدم البيانات على مستوى متزايد، لذا حتى إن طبقت المزيد من ميزات الذكاء الاصطناعي، فهذا يتم بهذا المبدأ في الحسبان. لن يعرف أي شخص بما يفعله أي فرد أو من هو – يصبح الأشخاص عبارة عن مجموعات بيانات مكونة من ألف مجموعة، ويعمل كل جزء محدد بطريقة معينة. هذه طريقة مختلفة لتطبيق ذلك.»
مستقبل مشرق
عند التحدث إلى مالهوترا، يصبح من الواضح بسرعة أنه شخص يمكن أن نطلق عليه «شخص مستقبلي».
وعندما يأتي الحديث عن ماستركارد، فإن مالهوترا سئم من قول أي شيء يتطلع إلى إمكانية تغيّر المستقبل بسرعة، بالرغم من أنه شخص متفائل جدًا حول توجّه الشركة، وخصوصًا في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا التي يشرف عليها في الشركة.
وهو يقول: «ما نراه على نطاق أوسع، هو أن التحوّل المدني الكامل يبتعد عن النقد إلى المزيد من الأشكال الإلكترونية الفعالة».
ويضيف: «إنني أرى بالتأكيد أنفسنا نؤدي دورًا كبيرً جدًا في هذا الانتقال. كما أرى أنفسنا نؤدي دورًا ضخمًا في التأكيد على طبقات الأمن والأمان المطبقة عندما تنشئ هذه البنية الأساسية الرقمية». كما أننا جميعًا نؤدي دورًا متزايدًا في الشراكة مع الحكومات وإنشاء بنية أساسية تسمح بالكفاءات، سواء كانت تخص الشركات الصغيرة والمتوسطة، أو رقمنة سلسلة التوريد أو التضمين المالي. وإنني أرى أنفسنا نؤدي دورًا أكبر في الشرق الأوسط وأفريقيا.»