يبدأ ولاء الرئيس التنفيذي لـ”ستاربكس”، هوارد شولتز، لقيمه الشخصية في الساعة 4:30 من كل صباح. ينهض باكراً ليجد وقتاً لموظفيه، وعائلته، ونفسه. يبدأ صباحه بإرسال رسائل بريد إلكتروني تحفيزية لموظفيه، ثم يخرج للمشي مع كلابه قبل أن يقطع اتصاله بالتكنولوجيا لبتناول فطوره ويشرب القهوة الفرنسية مع زوجته.
قليلٌ منا من يمتلك مئات الملايين من الدولارات ليستثمر في قيمه، لكن يمكننا انتهاج روتين شولتز الصباحي. وتظهر الأبحاث أن من ينهض في وقتٍ مبكّر يكون أكثر استباقية وإنتاجية ممن يفضلون السهر أثناء الليل. كما أنهم أكثر تواضعاً وسعادةً، وضميرهم صاحٍٍ أكثر من غيرهم اللذين يفضلون النوم في الصباح.
هناك العديد من الطرق للاستفادة من ساعات الصباح الباكر، لكن بعض أفضل الأفكار تأتي من شولتز، وفيما يلي ثمان منها.
1. اشرب كأساً من الماء مع الليمون
إن شرب كأس من الماء مع الليمون سرعان ما تستيقظ يزيد من طاقتك ونشاطك البدني والذهني. ومن خلال تعزيز امتصاص معدتك للمواد الغذائية، توفر طاقةً تستمر طيلة اليوم. لذا، عليك شرب الماء مع الليمون فور استيقاظك، أي على الريق، لضمان الامتصاص الكامل. كما عليك أن تنتظر بين 15 و30 دقيقة بعدها قبل أن تأكل أي شيء.
ناهيك عن أن الليمون مليء بالمواد المغذية، كالبوتاسيوم وفيتامين C، ومضادات الأكسدة. لكن لا تشرب الليمون دون الماء لأنه يؤذي أسنانك.
2. مارس التمارين الرياضية
وجدت دراسة أجراها “معهد بحوث أونتاريو الشرقية” أن الأشخاص الذين مارسوا التمارين الرياضية مرتين في الأسبوع لـ10 أسابيع شعروا بأنهم أكثر كفاءة اجتماعياً، وأكاديمياً، ورياضياً.
وأظهرت دراسة أخرى أجراها باحثون في “جامعة بريستول” أن الأشخاص الذين مارسوا التمارين الرياضية يومياً كان لديهم طاقة أكبر ونظرة أكثر إيجابية، وكلاهما ضروري لإنجاز المهام.
إن تحريك جسدك لـ10 دقائق على الأقل يتسبب بإفراز مادة “GABA”، وهو ناقل عصبي يجعل دماغك يشعر بالهدوء ويساعدك في السيطرة على دوافعك. كما أن ممارسة الرياضة في الصباح الباكر يضمن أن يكون لديك وقت لذلك وتمكنك من ضبط نفسك وتنشطك طيلة اليوم.
3. اقطع اتصالك بالتكنولوجيا
يبدأ شولتز يومه بإرسال رسائل بريد إلكتروني محفزة لموظفيه، وبعد ذلك، يقطع اتصاله بالإنترنت ويكرس الوقت للرياضة ولعائلته. عندما تبدأ يومك بالانغماس في “فيسبوك” وبريدك الالكتروني ورسائل الموبايل، فإنك غالباً ما تفقد تركيزك، ويستسلم يومك لرغبات الآخرين واحتياجاتهم.
4. تناول وجبة فطور صحية
إن الأشخاص الذين يتناولون الإفطار غالباً غير معرّضون للسمنة، ومستوى السكر في دمهم أكثر استقراراً، كما لا يشعرون بالجوع كثيراً بقية اليوم. وهذه الإحصائيات تشمل من يتناولون أي شيء على الفطور.
عندما تتناول وجبة إفطار صحية، يصبح يومك أكثر إنتاجية، وتتحسن ذاكرتك على المدى القصير، وتتمكّن من التركيز أكثر لأوقات أطول.
5. مارس التأمّل
أصبحت تمارين التأمل أكثر شعبية في يومنا هذا، وخاصةً بين المدراء التنفيذيين الأكثر نجاحاً. ويرجع ذلك إلى قدرتها على زيادة الإنتاجية بشكل ملحوظ فضلاً عن تأثيرها الإيجابي في الصحة النفسية والبدنية.
وتبيّن الأبحاث أن التأمل يحارب الإجهاد عبر عكس استجابة الكر والفر، وتعزيز القدرة على التركيز، وتحفيز الإبداع، وزيادة الذكاء العاطفي.
6. حدّد أهدافك اليومية
عندما تخطط ليومك بدقة وحذر، فإن فرصتك لتحقيق أهدافك بنجاح. ويستحسن أن تفعل ذلك بعد ممارسة التأمل، كي يكون ذهنك هادئاً وصافياً.
7. تأكد من أن أهدافك واقعيّة
ليس هناك جدوى من وضع أهداف إذا لم تكن واقعية. خذ وقتك للتأكد من أن أجندتك لليوم قابلة للتنفيذ عبر إعطاء كل مهمة وقت يناسبها. ومن المستحسن أن تملأ يومك بالمهام قدر الإمكان. فكر بالأشياء التي من شأنها تطويرك على الصعيد المهني. وعندما تنجز المهام الأصعب أولاً، تحمل طاقة إيجابية والشعور بالإنجاز طيلة اليوم.
لا تكتب أهدافاً غامضة مثل “أريد أن أنهي كتابة مقالتي”، لأنها لا تشمل “كيف” تتم هذه المهمة. أعد صياغة الهدف نفسه بطريقة عملية أكثر، مثلاً “أنا ذاهب لإنهاء مقالتي عبر كتابة كل ثلاثة أقسام دون أن أقضي أكثر من ساعة على القسم الواحد”، فالآن، ليس لديك طريقة لإنجاز المهمة.
8. قل لا
إن “لا” كلمة قوية يمكنها أن تحمي صباحك. عندما يكون الوقت قد حان لتقول “لا”، تجنّب العبارات مثل “لا أعتقد أنه بإمكاني” أو “لست متأكداً”. إن قول لا لالتزام جديد يعلي من شأن التزاماتك الحالية.
وأظرهت أبحاث أجرتها “جامعة كالفورنيا” في سان فرانسيسكو أنه كلما كان من الصعب أن تقول لا، كلما أصبت بالإجهاد والإرهاق وربما الاكتئاب.