مجلة مال واعمال

ماذا ستحوي أجندة “دافوس” الاقتصادية لعام 2017؟

-

6

كعادة كل عام ومنذ 1971، تترقب الأوساط الاقتصادية والسياسية توافد القادة الدوليون خلال أيام قليلة، من جميع بلدان العالم، إلى منتجع دافوس، في الجبال الثلجية السويسرية، لمناقشة أحدث القضايا العالمية في إطار المنتدى الاقتصادي العالمي 2017.
ويأتي المهندس خالد الفالح وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية، ضمن أهم المتحدثين في المنتدى، حيث تم اعتباره في جنيف أحد أهم المشاركين في منتدى 2017 خاصة أن السعودية هي العنصر الرئيس في آفاق تطبيق اتفاق تقليص إنتاج النفط، وربما زيادة أخرى في التقليص.
وتحت عنوان “القيادة المسؤولة والمستجيبة” يأتي الموضوع الرئيس للمناقشة، في الاجتماع السنوي للمنتدى الذي يُعقد للفترة من 17 إلى 20 كانون الثاني (يناير) الحالي، وهو موضوع مناسب جداً، مثلما يبدو، لاسيما أن الرئيس الأميركي الجديد سيؤدي اليمين الدستورية خلال الأسبوع الذي يبدأ فيه هذا الحدث.
وفي الوقت الذي يُتوقع فيه أن تكون سياسات الإدارة الأميركية الجديدة للرئيس المنتخب دونالد ترمب موضوعا رئيساً بين القادة، إلا أن موضوعات لا تقل أهمية تتعلق بإنتاج النفط وأسعاره، والطاقة، والتطورات السريعة المتلاحقة في تقنية الاتصالات والمعلومات، وحالة الاقتصاد العالمي، والسياسات النقدية، ونزول العملة الصينية، اليوان، كعملة رئيسة جديدة في التبادل المالي الدولي، والتجارة الإلكترونية، والعشرات من المواضيع المالية والاقتصادية والتجارية المتشابكة ستطرح على وُرش النقاش.
وأوضح جارل هاتلاند، المتحدث باسم المنتدى الاقتصادي العالمي لصحيفة “الاقتصادية”، أن خالد الفالح، وزير الطاقة السعودي، هو أحد أهم قادة الطاقة في العالم الذي سيحضر المنتدى، لاسيما أن السعودية ستكون جزءا كبيرا من أهم المتحدثين في دافوس، كونها واحدة من أعلى منتجي النفط في العالم، حسب تعبير، جارل هاتلاند، المتحدث باسم المنتدى.
وسيتضمن حديث الوزير السعودي خلال المنتدى عددا من المواضيع المتعلقة بالرؤية السعودية لعام 2030، وخطط المملكة في تنويع اقتصادها بعيداً عن الاعتماد على النفط.
ومن جهتها ستقدم كريستين لاجارد، المدير العام لصندوق النقد الدولي، وأحد المشاركين المنتظمين في دافوس، تقييماً حول حالة الاقتصاد العالمي في اجتماع هذا العام، وستشارك وزيرة المالية الفرنسية السابقة في ثلاث ورش للنقاش على الأقل، تشمل التوقعات الاقتصادية في العالم، وأزمة الطبقة الوسطى، والحديث عن “بريكسيت”، والعولمة، والاقتصاد في أوروبا.
وسيتحدث بنوا كوريه، عن سياسة المصرف المركزي الأوروبي، التي ستأخذ أيضاً مركز الصدارة في عام 2017، عن مراقبة الأسواق، فيما ستتحدث تيريزا ماي، رئيسة الوزراء البريطانية، عن كيفية تنظيم خروج سلس لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي، كما سيتحدث إلى جانبها سياسيون بريطانيون آخرون عن “بريكسيت” من بينهم فيليب هاموند، وزير المالية، وصادق خان، عمدة لندن، وقبل عام واحد، رسمت دافوس بريطانيا في ضوء مختلف جداً، بعد سنة واحدة، حدث “بريكسيت”.
وليست بريطانيا وحدها لها رأي حول “بريكسيت” في هذا الحدث السنوي، حيث إن جيروين دييسيلبلوم رئيس المجموعة الأوروبية، -مثله مثل عديد من القادة الأوروبيين الآخرين- سيتحدث عن الموضوع، لكن أهمية حديث، دييسيلبلوم، تكمن في كونه من أكثر المتشددين مع بريطانيا في مفاوضات الخروج، لاسيما وقد سبق أن أعلن أنه ليس بمقدور بريطانيا أن تقوم بدور “قاطف الكرز الذي ينتقي ما يريد من الجيد” في مفاوضاتها للخروج من الاتحاد الأوروبي لتحقق منافع لها عند رحيلها من التكتل الأوروبي السياسي والاقتصادي.
ومرة أخرى سيكون جاك ما، خبير التجارة الإلكترونية، في دافوس هذا العام، وقد تحدث في الدورات السابقة كيف أن البيع بالتجزئة على الإنترنت قد غيَّر وجه الاقتصاد الصيني، وسيتحدث مؤسس شركة علي بابا، هذا العام عن المستقبل الاقتصادي للصين، والبيع بواسطة الإلكترون، ومستقبل التجارة عبر الإنترنت، والعولمة ككل، من خلال ورشة عمل بعنوان “نظرة، وفكرة مع جاك ما”.
وسيكون بيل جيتس مؤسس “مايكروسوفت”، أحد الأسماء الكبيرة في عالم تقنية المعلومات والاتصالات الذين سينزلون في دافوس هذا الشهر، وسيتكلم الرئيس المشارك لمؤسسة “بيل وميليندا جيتس”، عن “التحالف من أجل التأهب للأوبئة”، ومناقشة كيف تقوم هذه المبادرة بمحاربة الأمراض والأوبئة، وستكون، ساتيا ناديلا، الرئيس التنفيذي الحالي لمايكروسوفت أيضا ضمن الحضور مع، جيتس، للحديث عما يُسمى بـ”الذكاء الاصطناعي”.
وسيُنعِم جوزيف ستيجليتز هذا الخبير الاقتصادي الحائز على جائزة نوبل على دافوس مرة أخرى، ليقدم أحدث أفكاره الاقتصادية عن العالم الراهن، وكيفية التعامل مع مجموعة كبيرة من أوجه عدم اليقين الاقتصادي عام 2017، ومن خلال الاجتماع، سيشارك ستيجليتز في أربع ورش للنقاش تُغطي الفساد، والاقتصاد، و”الانقسام الأوروبي” والحالة الراهنة للعالم.
وسيكون للاري سامرز وزير الخزانة الأمريكي السابق، أيضاً حظ بين الحضور في دافوس، حيث سيتحدث خلال مشاركته في ورشة عمل باسم “استراتيجية التحديث” عن “مستقبل الهياكل الأساسية للتنمية”، من بين آخرين.