ما الذي يجعل الرجل أو المرأة يتميزان عن الآخرين ليتحملوا أعباء القيادة؟ ما الذي ميّز قادة التاريخ العظماء بعيداً عن معاصريهم ومكّنهم من تحدي الصعاب لتحقيق أهدافهم؟ لقد جادل الكثير من الباحثين والإختصاصيين في هذا المجال أن الإجابة عن هذه الأسئلة موجودة في نظرية الرجل العظيم، حيث تتبنى هذه النظرية أن القادة العظماء يولدون ولا يصنعون.
تأسست هذه النظرية في القرن التاسع عشر وهي تركز على افتراضين رئيسيين هما:
يولد القادة العظماء مع بعض الصفات التي تمكنهم من التميّز عن غيرهم وقيادة شركاتهم إلى النجاح.
يمكن أن يولد القادة العظماء في الظروف القاسية عندما تشتد الحاجة إليهم.
أولئك الذين يؤيدون النظرية يقولون أن القادة يولدون مع الصفات اللازمة لتفريقهم عن من حولهم وأن هذه الصفات تمكنهم من تولي أدوار السلطة، وإنجاز المآثر الكبيرة وتخطي الصعاب الكبيرة بالنيابة عن الجميع، وتعني النظرية في الأساس أن أولئك الذين في السلطة يستحقون أن يقودوا بسبب الصفات التي ولدوا بها.
وجهة النظر المناقضة
قال هربرت سبنسر وهو عالم اجتماع وبيولوجيا وفيلسوف مشهور في العصر الفيكتوري، أن نظرية الرجل العظيم غير واقعية وبدائية، كما أنها نظرية غير علمية، وعبّر عن اعتقاده بأن القادة يكتسبون صفاتهم المميزة من بيئتهم، وهم نتيجة عملهم الشخصي المستمر لتطوير أساليبهم في مواجهة العقبات وإكتساب المهارات المختلفة عبر الزمن التي مكنتهم من التميّز عن الأخرين.
ماذا تعرف عن إدارة المشاريع الرقمية؟
ومع مرور الوقت، تطورت العلوم السلوكية التي تطورت معها فكرة القيادة التي يمكن تعلمها وإكتسابها، ولكن من جهة أخرى، بقيت نظرية الرجل العظيم تحظى بشعبية كبيرة حتى وقتنا الحالي.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-oDj