محمد مناور العبادي *
رغم كل ما يقال حول اسباب المديونية الضخمة التي يتحملها الاردن، الا ان المؤكد ان اسبابها تعود الى سوء ادارة الدولة الاردنية لايرادات الخزينة والمساعدات الخارجية، التي اصبحت تنساب في قنوات غير قانونية بمسميات مختلفة للتغطية على “سرقتها ” بانفاقات غير مبررة ومشبوهة، تجعلها تندرج في ابواب الفساد المالي والاداري . وحين انتبهت الدول الاجنبية المانحة لهذه المسألة ،وقبيل الربيع العربي . انشأت مكاتب في سفاراتها بعمان، للاشراف على انفاق هذه المساعدات فلمس المواطن الاردني حينها فقط اهمية هذه المساعدات الخارجية من خلال تطوير المدارس والمراكز الصحيه والعناية بالاطفال، في حين انه لم يكن يلمس ذلك سابقا، لانها كانت تنساب في قنوات اخرى غير مرئية ، تماما مثل الدوائر الوهمية التي حملة نوابا للبرلمان لايعرف احد من انتخبهم وكيف الا عددمحدود من المسؤولين اخترعوا هذه الدوائر لتزوير غير مرئي.
الا ان الدول الخليجية تنبهت للمسألة بعد الربيع العربي ، فاشترطت موافقتها على انفاق مساعداتها للاردن، ولم تنشيء مكاتب خاصة في سفاراتها للاشراف على ذلك، مما حال دون تسريع انفاقها في قنواتها الصحيحه وجعل قسما كبيرا منها مجمدا لدى البنك المركزي الاردني . لقد اعتبر المسؤولون الاردنيون ان انشاء الدول الاجنبية المانحه مكاتب في سفارتها للاشراف على انفاق مساعداتها امرا عاديا ، ولكنها رات في الاشتراطات الخلجية امرا مجحفا ، فتباطأت الحكومة في تقديم مشاريع تنموية تقنع صاحب القرار الخليجي بالانفاق علىها لان هؤلاء المسؤولين يريدون هذه المساعدات لانفاقها في قنوات غير سليمة تماما كما اعتادت الدولة الاردنية على ذلك خلال العقد الماضي ،حيث كانت هذه المساعدات تنفق لشراء الولاءات وتقديم الامتيازات وشراءالسيارات الفارهة وغيرها .
ومما يؤكد ان الثقة الخليجية بنا اصبحت صفرا ان الدول الخليجية اصبحت تشرف اشرافا ماليا مباشرا على مخيم الزعتري حتى على اصغر العطاءات لانها لم تعد تثق بالادارة الاردنية .
لقدتزعزعت ثقة العالم بالادارة الاردنية ممايستدعي اعادة هيكلتها لاستعادة الثقة العالميه بالاردن والا فان الاردن سيعاني اكثر واكثر واخشى ان نصل يوما لانجد من يقرضنا – كاش- فلسا واحد . المصداقية في التعامل مع الشعب والعالم اساس النجاح فلماذا تتعمدحكوماتنا المتتالية ان تفقدها لصالح فئة من الفاسدين اختطفوا الوطن والشعب لتحقيق مصالحهم فقط بغض النظر عن الثمن الذي يدفعه الوطن والمواطن لقاء ذلك .
* صحفي وباجث