مجلة مال واعمال

ماجد السويدي: «دبي للاستديودهات» بيئة حاضنة للإبداع

-

تمتلك مدينة دبي للاستديودهات منظومة استراتيجية متكاملة وعبر منصاتها المتعددة لتغدو منذ تأسيسها في عام 2005 رائدة في مجال البث والإنتاج والترفيه، تعنى بدعم الشركات العاملة في قطاعات البث والإنتاج الإعلامي وصناعة السينما والتلفزيون والموسيقى والترفيه مما يؤهلها لانضمام وبقوة إلى الاستديوهات الـــ6 المعروفة عالميا، والتي تسير بالتوازي مع رؤى دبي الواسعة الآفاق والتي تهدف إلى تعزيز بيئات منتجة وغنية بالإبداع عبر مجتمعها الحاضن لكافة الثقافات والخبرات القادرة على دفع عجلة هذه الصناعة وبث تأثيراته الملهمة من نطاقها المحلي إلى العالمية.

مجتمع المعرفة

وفي السياق يقول ماجد السويدي المدير العام لمدينة دبي للإعلام ومدينة دبي للاستديوهات ومدينة دبي للإنتاج: نعمل نحو الاستفادة القصوى من عوالم التكنولوجيا وتقنياتها بهدف تمكين الفنانين وصانعي الأفلام في المنطقة، من خلال السماح لهم باختراق حدود التعبير عن الذات وإعادة ابتكار طريقة عملهم، بدءاً من الإلهام ومروراً بالتصور الأولي وانتهاءً بالإبداع، عبر منصاتنا المتعددة فنحن نعمل على خلق مجتمع للمواهب والخبراء بمكان واحد لتبادل المعرفة والمعلومات وكذلك نطلق مبادرات للتواصل وحلقات عمل مشترك تحت إشراف الخبراء، واستقطاب صناع السينما للاستفادة من المرافق والتسهيلات التي توفرها مدينة دبي.

منظومة شاملة

ويضيف السويدي الذي يتولى في منصبه الحالي مهمة التوجيه الاستراتيجي للمنظومة الإبداعية المتكاملة من خلال بنية تحتية حديثة ومتطورة تؤدي دوراً محورياً: ساعد التطور التكنولوجي الذي طال عناصر هذه الصناعة، بداية من الكاميرات وهندسة الصوت إلى التحرير والتقدم، على توسيع الإمكانيات الإبداعية لصناع الأفلام، الذين تكيفوا بدورهم مع متطلبات المشاهدين المتزايدة، وابتكروا تجربة سينمائية متميزة أكثر من أي وقت مضى، تقترن مع التكنولوجيات الناشئة وتمكن صناعة الأفلام من التطور والتعامل مع التصوير السينمائي المعقد والحركة والإضاءة الديناميكية، حيث تبدو الأشهر القليلة المقبلة إيجابية وواعدة بالنسبة لنا، وينصب اهتمامنا في هذه الفترة على الاستثمار في الإبداع الذي تتمتع به المواهب المحلية والدولية، إلى جانب إطلاق مبادرات مشابهة أخرى مثل مبادرة ورش العمل للإخراج والإنتاج، وهناك مجموعة أخرى من المبادرات لا تزال في طور الإعداد، تهدف إلى تعزيز صناعة الترفيه في المنطقة، وهو ما نتطلع إلى تحقيقه في المستقبل.

قيادة الابتكار

وحول ضمان تحقيق نمو ثابت لمجمعات الأعمال الثلاثة التابعة لمجموعة تيكوم التي تضم آلاف الشركات الإعلامية وعشرات آلاف الموظفين المبدعين يؤكد السويدي أنه بحلول عام 2020، يتوقع أن تشهد سوق الإعلام الجديد بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا نمواً من 1.7 مليار دولار في عام 2015 إلى 3.6 مليارات في عام 2020.

مع الأخذ بعين الاعتبار التطورات التقنية وتفضيلات العالمية والمحلية التي تؤدي بإيقاع متسارع إلى تحولات شاملة في القطاع الإعلامي، الذي هو محاط باهتمام ومتابعة دقيقة من مدينة دبي، العاصمة الإقليمية لصناعة الإعلام والرائدة في قيادة الابتكار، منذ وقت مبكر أهمية قطاع الإعلام في النمو والتنمية المستدامة، وساهمت صناعة الإعلام بدور محوري في تنمية البيئة الاقتصادية في دبي، حيث كانت إحدى ركائز تحول دبي إلى اقتصاد المعرفة تجسيداً لرؤية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله.

بنية تحتية

ويشير السويدي الذي تمتد خبرته لأكثر من ثلاثة عشر عاماً في الإدارة التنفيذية، والمبيعات، وتطوير الأعمال، والموارد البشرية، وعلاقات العملاء، ولا يقتصر الأمر على هذا فحسب، بل نجحنا في تعزيز مكانتنا كمجتمع مزدهر، يوفر بيئة مثالية للعيش والعمل والترفيه، بالإضافة إلى توفير الدعم الكامل لشركاء الأعمال من خلال البنية التحتية المتطورة، التي تتضمن استوديوهات تسجيل ومساحات مكتبية متخصصة، إلى جانب أن المدينة تعتبر أحد مواقع التصوير الشهيرة لمجموعة من الأفلام السينمائية الضخمة مثل فيلم «ستار تريك بيوند» وقدمنا الدعم لأفلام أخرى تم تصويرها في دبي مثل فيلم «المهمة المستحيلة: بروتوكول الشبح».

فبشكل أو بآخر نقوم بدورنا في رفع مستوى الوعي حول قطاع السينما وصناعة الأفلام، ما يسهم في إلهام الشباب للانخراط في هذا القطاع الإبداعي، حيث يسهم أكثر من 27 ألفاً من المواهب الإبداعية في قيادة صناعة الإعلام من خلال مواقعهم لدى شركائنا من المؤسسات الإعلامية، والتي تتضمن 120 قناة تلفزيونية رئيسية و180 شركة إنتاج، فضلاً عن مؤسسات نشر ووكالات إعلانية بارزة اتخذت جميعها من مجمعات الإعلام لدى مجموعة تيكوم مقراً لها لتحقيق النمو والازدهار.

مواهب ناشئة

ومن جانب آخر يشير السويدي الذي قاد سابقا عملية إطلاق حاضنة الأعمال in5 التي تدعم المواهب الناشئة وقطاعات الابتكار وريادة الأعمال في كافة مجمعات الأعمال التابعة لمجموعة تيكوم، تمتلك دبي للاستديوهات الكثير من الإمكانيات والمؤهلات بمقاييس عالمية تستقطب صناع السينما والإعلام بوجه عام إلى جانب اهتمامنا بدعم المواهب الشابة المتخصصين والمبتدئين وتحويل سيناريوهاتهم، طموحهم، وأحلامهم إلى منتجات قابلة للإنتاج والاستثمار، سواء كانت خيالية، وثائقية، أو رسوم متحركة، وإقامة منشآت متخصصة مربحة يديرونها بأنفسهم، تولد وظائف في هذا القطاع.

ورش عمل

ويضيف السويدي الذي استهل مسيرته المهنية في مجموعة تيكوم كمدير مبيعات في مدينة دبي للإنترنت، ونجح في الارتقاء بسرعة إلى منصب مدير العمليات التجارية: عقدنا مجموعة متنوعة من ورش العمل، بالشراكة مع IN5، ناقشت باهتمام العديد من المحاور التخصصية مثل صناعة الأفلام، وكتابة السيناريو، والتمثيل، وتهدف ورش العمل إلى رفد الأفراد بفهم أكثر عمقاً لقطاع صناعة السينما والإنتاج الإعلامي، بالإضافة إلى توفير فرصة للشباب لتعزيز مهاراتهم وإبراز مواهبهم أمام شريحة أوسع من الجمهور، وقدمنا ورش عمل عديدة بالتعاون مع «بيهايند ذا سيين» وشركة «فوجي فيلم» العالمية، ومجموعة «فيتيك» في التمثيل، وكتابة السيناريو، ودرجات اللون، كما سنقدم ورش عمل في مرحلة ما بعد الإنتاج، والإخراج، ومساعدة الإخراج، وستتناول ورشة العمل المقبلة «المنتج 101» التي يقدمها هشام جمال صانع الأفلام السينمائية، ومعدلات الإنتاج والنمو الذي يشهده في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

خطط مستقبلية

وحول الخطط المستقبلية التي لا تزال قيد الإعداد بالنسبة لمدينة دبي للاستوديوهات يشير السويدي إلى أن العمل ضمن قطاع متسارع الإيقاع والتفاعل يتطلب الحفاظ على مواكبة مجتمعك وشركاتك لآخر التطورات كما نهدف بشكل رئيسي إلى اعتماد أحدث التوجهات وتوفير أفضل البنى التحتية والمرافق لأفراد مجتمعنا. في وقت سابق من هذا العام، ضمت مبانينا المدرجة في قائمة «فورتشن 500» حول العالم. أول مكتب لشركة يوتيوب في المنطقة كما نقدم الدعم المستمر لخلق المحتوى، ولا سيما في صفوف الشباب.

وقدمت مدينة دبي للاستوديوهات الدعم لمبادرات أخرى التي تدعم الصناعة مثل Cabsat كما شاركت المدينة في معرض «ناب 2018» في لاس فيغاس، الملتقى الشهير لشركات الإعلام والترفيه والتكنولوجيا. لاستقطاب شركات عالمية.