دبي (مال و اعمال) – خلق الاندماج بين الشركات مشاكل كثيرة للموظفين، فهل من الأفضل أن تبحث عن فرصة أفضل أم تراوح مكانك؟
يترك الناس في العادة وظائفهم لأسباب كثيرة: إما بسبب مدير سيئ، أو عدم وجود فرصة للتقدم، أو عدم ملاءمة العمل للمؤهلات والقدرات. لكن هل تترك عملك لأن الشركة اندمجت مع شركة منافسة أو أكبر منها؟
إن كنت محظوظاً، ستكون أنت من يقرر أن تبقى أو أن تغادر، بدلا من أن تصبح ضحية لإعادة تنظيم الشركة أو الاستغناء عن خدماتك. لهذا، إن كان بإمكانك الاختيار؛ فأي سبيل ستسلك؟ وماذا يمكنك أن تفعل لتجنب الحيرة؟
لا يوجد شيء مؤكد
تقول تيسا ميلكونيان، أستاذة الإدارة في كلية “إملون” الفرنسية لإدارة الأعمال: “وقت إعلان الاندماج، سيواجه كل موظف في الشركة وعلى أي مستوى كان المعضلة المتمثلة في الاختيار بين أن يتعاون ويبذل المزيد من الجهد للمساعدة في إنجاح عملية الاندماج، أم مغادرة العمل؟”
وتضيف قائلة: “بينما لا يعرف الموظفون كيف ستؤثر عملية الاندماج على عملهم، لا توجد إجابة سهلة على هذا السؤال، الذي يكمن جزئياً وراء ارتفاع نسبة الأرباح وقت إعلان الاندماج”.
وتظهر الأبحاث ارتفاعاً حاداً في الأرباح بمجرد إعلان الاندماج، حيث تبلغ أرباح الموظفين 20 في المئة، بينما تبلغ أرباح الإدارة 25 في المئة خلال السنة الأولى. في بعض الحالات يمكن أن تكون هذه الأرقام أعلى بكثير.
وتقول ميلكونيان: هناك أمران أساسيان لا بد من أخذهما في الاعتبار لاتخاذ قرار كهذا. انظر إلى المثال الذي يحتذى (أو إلى غياب مثل ذلك المثال) من قبل المديرين، والمسؤولين الكبار في الشركة.
وتضيف: “بالنسبة للمدير، من المهم أن يكون قدوة في المواقف والتصرفات التي تمثل الشركة”. هذا في وقت يكون فيه الشك والتردد في أعلى مستوياتهما. من السهل أن تتخذ قراراً بالبقاء إذا كان مديروك متعاونين أو منخرطين في عملية الاندماج مع الشركة الجديدة.
الأمر الآخر الذي يتعين أخذه في الاعتبار: العدالة (أو غيابها) في داخل الشركة. الموظفون الذين عوملوا بإنصاف في الماضي يرجح أن يعتقدوا أنهم سيكافأون أو تقدر جهودهم بعد اكتمال عملية الاندماج. إن كانت الشركة قد أنصفتك في الماضي، وسوف يستمر ذلك الإنصاف مع بداية الاندماج، فمن السهل الشعور بالارتياح عند اتخاذ قرار بالبقاء.
ارجع خطوة إلى الوراء
من المهم التريث والتفكير بهدوء، طبقاً لنصيحة دايف سانفورد نائب الرئيس التنفيذي لعلاقات العملاء بإحدى شركات التوظيف في ماساشوسيتس.
يقول سانفورد في رسالة بالبريد الالكتروني: “اطرح على نفسك الأسئلة التالية: ما هو الوضع الحالي للشركة التي أعمل بها؟ هل تتفتت وتنهار، أم أن الاندماج سيكون بين طرفين متساويين؟ إن كنت تعمل في شركة تسير نحو الفشل، فرصيدك مع الشركة الجديدة قد لا يكون بنفس القيمة”.
فكر في قيمتك في شركتك الحالية. هل أنت ذاك الشخص الفاعل الذي ستنتقل مواهبه إلى الشركة الجديدة بسهولة؟ هل أنت ذلك الشخص الذي يملك مهارات فريدة من نوعها، وذات علاقة بقيمة شركتك التي تم الاستحواذ عليها؟
ثم تفحص بنية الشركة الجديدة. هل تضم موظفين بنفس التوصيف الوظيفي والمهارات والخبرات التي لديك؟ يقول ستانفورد: “إذا كان الأمر كذلك، فإنه على الأرجح أنه سيتم الاستغناء عنك، وستكون في ذيل القائمة عندما تبدأ عملية الاختيار بين من سيبقى من الموظفين”.
غير متوفر تماماً
قد لا تكون هناك معلومات كافية متوفرة عن موضوع الاندماج. لكن لا ينبغي أن يمنعك ذلك من محاولة معرفة أكبر قدر ممكن من المعلومات، كما يقول كونرادو لاماسن مسؤول الإعلام والاتصالات في شركة “ميل-تراك” التي تتخذ من برشلونة مقراً لها.
“بامكانك دائماً أن تدعو الناس الذين لهم علاقة أكبر بصفقة الاندماج الى الغداء أو الى تناول فنجان من القهوة، وأن تحاول أن تحصل على اجابة أفضل على تساؤلاتك وما يقلقك،” كما يقول لاماسن في رسالة بالبريد الإلكتروني.
ويضيف: “اطلب منهم أن يكونوا صادقين وشفافين فيما يتعلق بمستقبلك المهني”. أيضاً تحدث إلى من تثق بهم، من الأصدقاء والمعارف الذين تعرفت إليهم من خلال عملك، كما يقول لاماس.
ويتابع: “استشر أكبر عدد من الناس، ولكن تأكد أنك أنت من يتخذ القرارات النهائية”، ولا تنس أن الاندماج يمكن أن يعني أن تذوب شركتك في الشركة الأخرى، أو العكس، ويمكن أن يكون ذلك مفيداً لك، وليس ضارا بالضرورة.
حان وقت العمل
من الجيد أن تتابع باستمرار فرص العمل المتاحة في السوق. يقول سانفورد: “سواء تم الاستحواذ عليك أم لا، من الحكمة أن تبقى على تواصل مع شعور قوي بقدرتك على أن تسوق نفسك، وأن تكون على إدراك كامل بالمكان الذي يمكنك الانتقال إليه في سوق العمل الحالي”.
إضافة إلى ذلك، كلما أحسنت النظر إلى العالم الخارجي، كنت أقدر على تقييم الشركة التي تقوم بعملية الاستحواذ. لذلك، ابذل وقتاً وجهداً في تطوير سيرتك الذاتية، والمعلومات الشخصية المنشورة عنك على الإنترنت؛ وخاصة على موقع لينكد-إن.
تحدث إلى الناس، وأعلمهم أنك تبحث عن عمل ووظيفة جديدة. تقول كيم ليتلفيلد، نائب رئيس شركة “كيستون بارتنرز” للاستشارات في بوسطن في رسالة بالبريد الالكتروني: “خصص وقتاً كل أسبوع لتناول الغداء مع زميل قديم، أو تناول القهوة مع أحد المعارف في مجال عملك، أو من أرباب العمل، أو تواصل مع معارفك القدماء عبر موقع لينكد-إن”.
وتضيف ليتلفيلد: “لعل موهبتك تكون محل تقدير إذا كنت مستمتعاً بعملك الحالي، وتستطيع بالتالي البقاء في وظيفتك في الشركة، أو أن تنتقل إلى وظيفة في الشركة الجديدة الناتجة عن الاندماج”.
وتتابع: “إن كنت جيداً في التواصل مع الآخرين، وتملك شبكة علاقات جيدة، وانتهى بك الأمر إلى فقدان وظيفتك، فإن علاقاتك ستجعلك في مكان متقدم من عملية البحث عن وظيفة”.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-9K4