ناقش مؤتمر الذكاء الاصطناعي الذي نظمته شركة “هواوي”، في إطار الدورة الثالثة من يوم هواوي للابتكار بمنطقة الشرق الأوسط الذي انطلق بالتزامن مع معرض جيتكس 2018 الفرص الكبيرة التي تحملها ثورة الذكاء الاصطناعي لكافة القطاعات، بالإضافة للسياسات والاستراتيجيات التي ينبغي على الدول البدء بوضع خارطة طريقها بغية الاستفادة القصوى من المميزات التي يمكن الحصول عليها من خلال حلول الذكاء الاصناعي على مستوى الأفراد والشركات والمجتمعات.
استقطب المؤتمر أبرز خبراء قطاع تقنية المعلومات والاتصالات وأهم الشخصيات القيادية من الهيئات الحكومية وفي مقدمتها ضيف الشرف والمتحدث الرسمي وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني المهندس مثنى حمدان غرايبة.
ونظمت “هواوي” نظمت مؤتمر الذكاء الاصناعي بهدف مناقشة كافة السُبل المتاحة أمام دول منطقة لمنطقة الشرق الأوسط للاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي على الوجه الأمثل من خلال إدراج مسألة تطوير استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي ضمن قائمة الأولويات في وقت تتحول فيه تقنيات الذكاء الاصطناعي إلى جزء لا يتجزأ من خطط التطوير والرؤى الوطنية في المنطقة بهدف بناء اقتصادات متنوعة قائمة على المعرفة. وبالتزامن مع ما شهدته تقنيات الذكاء الاصطناعي من تطورات ملحوظة، ستقود هذه التقنيات متعددة الاستخدامات مسيرة تطوير مختلف القطاعات والصناعات، وستطرح فرصاً جديدة للابتكار والتنمية.
وفي معرض تعليقه على المشاركة في مؤتمر “هواوي” الشرق الأوسط، تحدّث وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الأردني مثنى حمدان غرايبة قائلاً: “تتيح لنا الاستثمارات في مجال الذكاء الاصطناعي فرصاً واسعة لبناء مستقبلنا المشرق، إذ تمتلك هذه التقنيات كافة الإمكانات التي تساعدنا في التغلب على العديد من التحديات التي تواجه مختلف القطاعات بفضل قدرتها على إحداث نقلة نوعية في طريقة التعامل مع المشكلات وإكمال جميع المهام المطلوبة بفعالية وكفاءة أكبر تتوافق مع القدرات البشرية والاحتياجات العصرية. كما ستوفر تقنيات الذكاء الاصطناعي الكثير من الجهود الكبيرة المبذولة في تنفيذ الأعمال الشاقة والدورية الروتينية، ما يتيح لنا فرصة التركيز على استخدام عقولنا في النشاطات ذات المستوى الأعلى. ولاشك أن رصد الاستثمارات لتقنية قطاع تقنية المعلومات والاتصالات في الأردن على وجه التحديد لن يتيح لنا فرصة الاستفادة من تقنيات هامة فحسب، بل سيضع في متناولنا العديد من التقنيات الذكية أيضاً التي تعطي أبعاداً جديدة للموارد البشرية ذات الخبرة التي ينعم بها الأردن. وأنا على ثقة بأن الأردن يمتلك اليوم كافة الامكانيات التي تتيح له الاستفادة القصوى من تقنيات الذكاء الاصطناعي، فنحن لدينا عدد كبير من المواهب ورواد الأعمال المبدعين الذين سيكون لهم دور كبير في قيادة دفة الاستفادة من كافة المميزات التقنية، وفي مقدمتها الذكاء الاصطناعي. ومن خلال رصد المزيد من الاستثمارات لتطوير قطاع تقنية المعلومات والاتصالات وتطوير الجيل الجديد من تقنيات الذكاء الاصطناعي، سنتمكن بكل تأكيد من طرح آفاق لا حدود لها من الابتكار والتنمية الاقتصادية للشركات تعزز من مكانة المملكة في قائمة الدول المزدهرة اقتصادياً”.
من جانبها، ألقت الرئيس التنفيذي للابتكار في وزارة تطوير البنية التحتية بدولة الإمارات العربية المتحدة، أنوار الشمري، كلمة موجزة سلطت من خلال الضوء على دور تقنيات الذكاء الاصطناعي في تلبية الطلب العالمي على البنية التحتية ومساهمة الروبوتات في نقل المعلومات بشكل أسرع وأقل كلفة ومخاطرة. وتحدّثت الشمري قائلةً: “سوف تعتمد الروبوتات على مفاهيم إدارة المنشآت وإدارة الأصول بهدف ضبط ومراقبة أصول البنى التحتية”.
وتعتبر منطقة الشرق الأوسط من أوائل المناطق في العالم التي سارعت هواوي لتوفير أحدث الحلول والمنتجات الثورية للذكاء الاصطناعي فيها. لذا فقد حرصت هواوي على إطلاق حلولها للذكاء الاصناعي الاولى من نوعها على مستوى العالمي خلال المؤتمر. كما قامت بعرض رقاقتي الجيل الجديد للذكاء الاصناعي “أسيند” في جناحها بمعرض جيتكس، وقد اعتبر الكثير من محللي الصناعية وخبرائها هاتين الرقاقتين الجديدتين كإعلان حقيقي لبداية حقبة الذكاء الاصناعي.
وتأتي خطوة هواوي لتنظيم مؤتمر الذكاء الاصطناعي في دبي بعد أسبوع واحد فقط من إعلان إيريك تشو، رئيس مجلس إدارة “هواوي” بالتناوب عن إطلاق استراتيجية “هواوي” للذكاء الاصطناعي على مستوى العالم والكشف عن سجل واسع من حلول وسيناريوهات الذكاء الاصطناعي. ويضم سجل “هواوي” للذكاء الاصطناعي العديد من الحلول والتقنيات التي تتضمن السلسلة الجديدة “أسيند” من رقاقات معالج الذكاء الاصطناعي، أول تقنيات ذكاء اصطناعي من نوعها في العالم تعتمد على بروتوكول الإنترنت وسلسلة رقاقات المعالج المصممة خصيصاً لمجموعة متنوعة من السيناريوهات. كما يتضمن سجل “هواوي” أيضاً منتجات جديدة وخدمات سحابية تعتمد على إمكانات معالج رقاقة “أسيند”. وبفضل سجلها المتنوع، تسعى “هواوي” جاهدة إلى طرح تقنيات الذكاء الاصطناعي القادرة على قيادة مسيرة تطوير قطاع تقنية المعلومات والاتصالات وبناء عالم ذكي متصل بالكامل.
كما طرحت هواوي برنامج تمكين عملية تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي بهدف دفع عجلة تنفيذ تقنيات الذكاء الاصطناعي وتنشئة المواهب البشرية في هذا المجال. وسيتيح هذا البرنامج لشركة “هواوي” فرصة توطيد علاقات تعاونها مع مطورين وشركاء وجامعات ومعاهد أبحاث. كما ستعتمد “هواوي” على هذا البرنامج لتطوير نظام إيكولوجي شامل ومتطور يزودها بأهم مصادر تقنيات الذكاء الاصطناعي والمنصات والدورات التدريبية والحلول المشتركة.
ويوفر التغيير الإيجابي الاستباقي الركيزة الأساسية لبناء مستقبل أفضل في مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي. ونجحت “هواوي” في تحديد مجالات التطوير العشرة التي تدعم مسيرة تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي. وتشمل هذه المجالات كلاً من إطلاق نماذج تدريبية أسرع، وامتلاك قدرات حوسبية على نطاق واسع وبأسعار مناسبة، وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي وسياسات حماية خصوصية المستخدم، وابتكار خوارزميات جديدة، واعتماد الأتمتة القائمة على تقنيات الذكاء الاصطناعي، والتطبيق العملي بشكل فوري، واعتماد نظام الحلقة المغلقة، والتنسيق التقني بين أطراف متعددة، وتعزيز المنصات واكتشاف المواهب.
وتركز استراتيجية “هواوي” للذكاء الاصطناعي على خمسة مجالات رئيسية. تتمثل أولها في رصد الاستثمارات الكافية للبحث في مجال تقنيات الذكاء الاصطناعي من خلال تطوير الإمكانات الرئيسية لتقنية تعلم الآلة في مجالات مثل رؤية الكمبيوتر ومعالجة اللغات البشرية واتخاذ القرار/التدخل وغيرها. كما ستبذل “هواوي” قصارى جهدها لتعزيز مجموعة منتجاتها في مجال الذكاء الاصطناعي بما يساهم في امتلاك قوة حوسبية وفيرة بأسعار مناسبة وتوفير منصة الذكاء الاصطناعي الفعالية وسهلة الاستخدام مع جميع خدمات البث وتعديد السجلات وفقاً لجميع السيناريوهات لا سيما من خلال الجمع بين الحوسبة السحابية والتقنية الطرفية والجهاز. كما ستطور الشركة النظام الإيكولوجي الشامل والمفتوح وتساهم في تنمية المواهب من خلال توطيد علاقات تعاونها مع الأكاديميات والقطاعات والشركاء في مختلف أرجاء العالم. وعلاوةً على ذلك، ستعزز “هواوي” منتجاتها وحلولها الحالية من خلال طرح مجموعة من مفاهيم وتقنيات الذكاء الاصطناعي واعتمادها في منتجاتها وحلولها الجديدة بهدف توفير قيمة مضافة وتعزيز المزايا التنافسية. كما ستعمل “هواوي” على تحسين الكفاءة التشغيلية من خلال تنفيذ تقنيات الذكاء الاصطناعي على مجموعة هائلة من نشاطات الأعمال الدورية بهدف تحسين الكفاءة ورفع مستويات الجودة.
بدوره، تحدّث المدير التنفيذي ونائب رئيس مجموعة أعمال “هواوي إنتربرايز” لقطاع المشاريع والمؤسسات علاء الشيمي، قائلاً: “تُحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي تحولات جذرية كبيرة في مختلف القطاعات والشركات عبر أرجاء العالم. ونلتزم في ‘هواوي’ بمساعدة عملائنا وشركائنا في الاستفادة من هذه التقنيات بهدف الكشف عن فرص الابتكار والتنمية الاقتصادية. وتُدرج هذه التقنيات اليوم على قائمة أولويات قادة الهيئات الحكومية وقطاع تقنية المعلومات والاتصالات بهدف مناقشة التحديات والفرص التي تتيحها هذه التقنيات وسُبل الاستفادة من هذه التقنيات المتطورة في تعزيز أرباح الشركات. ونؤمن في ‘هواوي’ بأن مؤتمر الذكاء الاصطناعي سيساعد الهيئات الحكومية والشركات الناشطة في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات في المنطقة بهدف إعداد منطقة الشرق الأوسط للدخول إلى عصر الذكاء الاصطناعي بكل نجاح”.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-sgL