مجلة مال واعمال

مؤتمر الأطراف السادس عشر… التمويل المختلط ضروري لتعزيز ريادة الأعمال المستدامة، كما يقول مسؤول مصري

-

أكد مسؤول أن مفهوم التمويل المختلط، حيث يتم توفير التمويل العام والخاص والشركات للشركات الناشئة، أمر بالغ الأهمية لتعزيز ريادة الأعمال المستدامة على مستوى العالم.

وخلال مؤتمر الأطراف السادس عشر في الرياض في 11 ديسمبر/كانون الأول، أكد مستشار التحول الرقمي وريادة الأعمال بوزارة التعاون الدولي المصرية، تامر طه، أن الشركات الناشئة يجب أن تركز على جذب المستثمرين الذين يدركون تأثيرات تغير المناخ وضرورة تبني الممارسات المستدامة.

يدمج التمويل المختلط العمل الخيري والتمويل الحكومي والشركات والمستثمرين من القطاع الخاص مع توقعات مختلفة للمخاطر والعائدات تحت مظلة واحدة، حيث سيستثمرون في مشروع معين.

في ظل الدعوة العالمية إلى ضمان مستقبل أخضر، انخفض تمويل الأسهم للشركات الناشئة التي تركز على التكنولوجيا النظيفة والاستدامة هذا العام.

وبحسب البيانات التي حصل عليها موقع Crunchbase، حصلت الشركات الناشئة في فئات الاستدامة والمركبات الكهربائية والتكنولوجيا النظيفة على تمويل بقيمة 9.6 مليار دولار في النصف الأول من هذا العام، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 10 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من عام 2023.

وفي كلمته التي ألقاها في الفعالية التي أقيمت في الرياض، قال طه: “إن ريادة الأعمال المستدامة هي عمل يوازن بين الربحية والتأثير. وسوف يكون لها رؤية طويلة الأجل تتماشى مع أهداف التنمية المستدامة الوطنية وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة”.

وأضاف: “إن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لا تتلقى سوى 1.5% من تمويل رأس المال الاستثماري للمناخ، على الرغم من كونها واحدة من المناطق الأكثر تأثراً بتغير المناخ. إن تشجيع الشركات على الاستثمار في الشركات الناشئة، إلى جانب التوفيق بين بعض الاستثمارات من الحكومات والصناديق العامة، من شأنه أن يساعد الشركات الناشئة في مرحلة النمو”.

وخلال المناقشة التي دارت حول هذه القضية، أكد على أن ريادة الأعمال المستدامة تتطلب أيضًا تنسيق السياسات، والتواصل، وبناء القدرات.

وأضاف طه أن اللوائح الحكومية، التي تشمل تقديم الحوافز والإعانات للشركات الناشئة التي تلتزم بمبادرات الاستدامة، ضرورية أيضاً لتعزيز ريادة الأعمال المستدامة.

وأضاف أن الافتقار إلى المهارات التكنولوجية يعد أحد التحديات الرئيسية التي تواجه الشركات الناشئة أثناء سعيها لتحقيق الاستدامة.

وبحسب طه، فإن تشكيل الفريق المناسب المتمكن من التكنولوجيا والحفاظ على مهارات تطوير الأعمال المناسبة أمر بالغ الأهمية لحل مثل هذه التحديات.

“يجب علينا أن نمنح مساحة أكبر للتكنولوجيا والابتكار. يجب على الشركات الناشئة أن تقدم حلولاً مؤثرة حقيقية لتحويل جميع التعهدات الكبيرة التي تتم مناقشتها في مثل هذه المؤتمرات. يجب أن يتم ذلك من خلال نهج متعدد الأطراف”، كما قال طه.

وفي الجلسة نفسها، أعرب حمزة رخا شهام، المؤسس المشارك لشركة الخدمات الزراعية SOWIT، عن آراء مماثلة، وقال إن المستثمرين يجب أن يدركوا أهمية التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية لاستثماراتهم وأن يعطوا الأولوية للاستدامة.

وقال تشاهام: “إن ريادة الأعمال المستدامة هي مبادرة ريادية تضع الاستدامة في صميمها وفي حمضها النووي”.

وأضاف: “يجب على رائد الأعمال أن يكون واضحًا بشأن ما يحققه. فالربحية هي التي تقف وراء القدرة على إطعام الناس. أنت بحاجة إلى العثور على مستثمر يتمتع بالوقت المناسب من حيث الاستثمارات طويلة الأجل، حيث يتم إعطاء الأولوية للبيئة”.

وأضاف تشاهام أن الدعم الحكومي المناسب أمر أساسي لتمكين الشركات الناشئة من تحقيق أهدافها المستدامة.

وأضاف المؤسس المشارك لـ SOWIT أن الشركات الناشئة، مقارنة بالشركات الكبيرة، يمكنها تبني ممارسات الاستدامة بشكل أكثر فعالية، حيث يمكنها “نشر الفرق بسرعة” وتنفيذ الإجراءات بشكل فعال.

وأضاف تشاهام: “في مواجهة تغير المناخ والأوضاع الجيوسياسية الحالية، إذا لم نتخذ خطوات أكثر جرأة، فلن نكون قادرين ببساطة على مكافحة التحديات التي تتطور”.

وفي حلقة نقاش منفصلة، ​​قال محمد العريفي وكيل وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات لريادة الأعمال في المملكة العربية السعودية، إن المملكة تفضل تعزيز التكنولوجيا بما يتماشى مع الأهداف المحددة في رؤية 2030.

وأضاف أن إحداث تأثير مستدام من شأنه أن “يضيف قيمة حقيقية إلى النجاح المحتمل لشركات التكنولوجيا الناشئة”.

وقال العريفي “إن الطريقة التي نركز بها هي البدء من السياسات واللوائح، وتحديد الفجوات بين السياسات واللوائح. وهناك شيء آخر وهو بناء القدرات. إن الوصول إلى المواهب يشكل تحديًا رئيسيًا لمعظم الشركات في مجال التكنولوجيا، بما في ذلك أمن المياه والغذاء”.

وأضاف: “إن تركيزنا ينصب أيضًا على الوصول إلى التمويل وبرامج الحوافز المختلفة والإعانات. ولدينا برنامج تطوير التكنولوجيا الوطنية، الذي خدم العديد من الشركات في قطاع الأمن الغذائي والمائي”.

وأضاف نائب الوزير أن الوزارة تقدم المساعدة للشركات في قطاع التكنولوجيا لتخطي الحواجز والوصول إلى المزيد من الأسواق.