أشاد خبراء ومختصون في الطيران المدني، بتجربة وإنجازات دولة الإمارات في وضع منظومة متكاملة في مجال أمن الطيران المدني، بفضل تعاون مختلف المؤسسات والجهات ذات العلاقة.
وقال الخبراء في مؤتمر «أمن الطيران المدني»، الذي افتتحه الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم الرئيس الأعلى لطيران الإمارات، بحضور أكثر من 300 خبير ومسؤول أمني، إن الإمارات التي حققت إنجازات كبيرة في صناعة الطيران المدني، استطاعت بناء منظومة أمن متكاملة، تقوم على العمل بروح الفريق وتعاون مختلف الجهات العاملة في المطار، بما فيها شركات الطيران والمطارات والجمارك والشرطة وغيرها.
وقال السير تيم كلارك رئيس طيران الإمارات: «يشكل الأمن القلب النابض لصناعة الطيران، فهو يوفر الأمن والسلامة للمسافرين، ويضمن سير العمليات بمنتهى السلاسة وأعلى درجات الكفاءة».
ورحب السير تيم كلارك رئيس طيران الإمارات، في كلمته التي افتتح بها المؤتمر، بالمشاركين والحضور. وقال: «يشارك في ندوة أمن وجوائز الطيران المدني، كوكبة من أبرز المسؤولين والخبراء الأمنيين. ونحن نتطلع إلى مناقشة وتبادل الخبرات وأفضل الممارسات لاستعراض ودراسة التهديدات الأمنية القائمة والمستجدة التي تواجه صناعة الطيران العالمية، وسبل مواجهتها بنجاح».
وأشار كلارك إلى تجربة طيران الإمارات، بالتعاون مع الشركاء في توفير العديد من التسهيلات والخدمات، وخاصة في ما يتعلق بوجود بوابات خاصة لأطقم الطائرات والطيارين، انطلاقاً من مبنى طيران الإمارات، الأمر الذي يقلل كثيراً من الوقت والجهد، وبالتالي، زيادة الكفاءة والفاعلية لشركة الطيران، وتوفير تجربة أفضل للمسافرين.
وأضاف كلارك أن الأمن يعد القلب النابض لصناعة الطيران، وبالتالي، فإن تحقيق هذا الأمر يتطلب ثلاثة عناصر رئيسة، وهي العامل البشري المؤهل والتكنولوجيا الحديثة، إضافة إلى العمل بروح الفريق الواحد، وهي أمور حاسمة بالنسبة للقطاع، إذا ما أراد تحقيق الأمن وتعزيز الفاعلية والكفاءة.
ومن جهته، استعرض اللواء عبيد بن سرور نائب مدير عام الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب، الإنجازات التي حققتها دولة الإمارات في مجال أمن المنافذ الحدودية، من خلال تطوير الكوادر البشرية، وتبني أحدث التقنيات التي عززت من تحول الإمارات إلى مركز عالمي للطيران.
وقال إن هناك نحو 1500 موظف من مراقبي الجوازات من موظفي الإدارة العاملين في مطارات دبي، تعاملوا مع أكثر من 40 مليون مسافر خلال العام الماضي، و50 مليون معاملة للجوازات من غير مسافري الترانزيت، مقارنة مع 6 ملايين مسافر في عام 2000، فيما بلغت الضبطيات 1027 حالة في العام الماضي، مقارنة مع 300 حالة في عام 2000.
وأشار إلى أن هناك 120 بوابة إلكترونية في مختلف مطارات دبي، مقارنة مع 3 بوابات كانت في عام 2000، ويعد مطار دبي اليوم واحداً من أكثر مطارات العالم من حيث أعداد البوابات، وهناك 246 جهازاً لبصمة العين، تسهم بشكل رئيس في مكافحة انتحال الشخصية.
وخلال العام الماضي، استخدم نحو 4.5 ملايين مسافر، البوابات الإلكترونية في مطارات دبي.
ضبطيات
وقال الدكتور عبد الله الهاشمي رئيس الدائرة الأمنية في مجموعة الإمارات، إن المجموعة، وبفضل خبراتها العالية، استطاعت خلال العام الماضي، ضبط أكثر من 1600 حالة مزورة لجوازات السفر بالنسبة للمسافرين العابرين لمطارات دبي، انخفاضاً من 2500 حالة، وهو المعدل الذي كان خلال السنوات الماضية.
وأضاف «يشهد أمن الطيران المدني تغيرات مستمرة، نتيجة للقوانين والتقنيات والإجراءات الرقابية الجديدة. وتشكل الإدارة الأمنية إحدى الضمانات الرئيسة لربحية أي ناقلة جوية. فلم يعد الاعتماد على أجهزة الكشف عن المعادن وأجهزة الأشعة السينية كافياً لفحص المسافرين والشحنات.
ومع تغير التهديدات، ينبغي في المقابل تطوير سبل مواجهتها، فبالإضافة إلى قيامنا بتطوير مزيد من الوسائل الأمنية الاستباقية، ينبغي علينا مواصلة استخدام مختلف المناسبات، مثل ندوة أمن وجوائز الطيران المدني، لاستعراض أفضل الممارسات وتبادل الخبرات الكفيلة بضمان أمن المسافرين والشحنات والطائرات بأعلى درجات الكفاءة».
وأشار الدكتور الهاشمي إلى أنه، ومن الأمور التي ينبغي مواصلة التركيز عليها الاستثمار في الإعداد والتدريب، ذلك أن التكنولوجيا والمرافق المتطورة لا تكفي وحدها للتعامل مع التهديدات المحتملة من دون العنصر البشري. ويسعدنا في هذا المجال، أن يشاركنا في تنظيم هذه الندوة جامعة إديث كوان الأسترالية، التي تتعاون معنا في حقل التعليم الأمني.
وتشهد الندوة تنظيم ورش عمل متنوعة، كما ستختتم بجلسة عصف ذهني حول كيفية قيام صناعة الطيران بتحقيق مستويات أعلى من التنسيق والتعاون المشترك في المجال الأمني.
وقال رئيس أمن مجموعة الإمارات للدائرة الأمنية، عبد الله الهاشمي، إنه تم ضبط نحو 1600 وثيقة سفر مزورة لركاب الترانزيت عبر مطار دبي، شملت جوازات السفر والتأشيرات وغيرها من إجراءات السفر غير الشرعية، لافتاً إلى أن العدد قبل 10 سنوات كان يصل إلى نحو 2500 سنوياً.
وبين الهاشمي أن المؤتمر الذي يقام كل عامين، يشارك فيه خلال العام الجاري 30 متحدثاً من مختلف الدول والشركات والجهات المعنية بشؤون الأمن والسلامة في قطاع النقل الجوي، لافتاً إلى المؤتمر سيشهد مجموعة من الجلسات والنقاشات التي تركز على تبادل الخبرات، وإيجاد أفضل السبل والحلول الأمنية لنقل الركاب والبضائع.
تعاملات
وأشار نائب الرئيس لأمن مجموعة الإمارات، ربيع عطية، أن مجموعة الأمن التابعة لمجموعة طيران الإمارات، والتي يعمل فيها أكثر من 30 ألف شخص تتعامل يومياً مع نحو 10 أطنان من الذهب عبر مطارات دبي، تشمل عمليات الاستيراد والتصدير، مشيراً إلى أن «دبي أصبحت مركزاً لتجارة السلع الثمينة، مثل الذهب والألماس والعملات وغيرها، باعتبارها نقطة عبور بين أسواق آسيا وأوروبا وأميركا».
وقال إن ترانس غارد إحدى شركات المجموعة، تتعامل يومياً مع أكثر من 1.5 مليار درهم، يتم تداولها في السوق المحلية، وهناك أكثر من 50 مليون دولار يومياً عبر منافذ دبي الجوية، ولدى المجموعة مركز عالمي لعد العملات، قادر على التعامل وفرز 10 ملايين ورقة نقدية من مختلف الفئات يومياً.
وبين أن العملات تتوقف في دبي يتم فرزها وعدها قبل أن تصل إلى البنوك المركزية في وجهاتها النهائية في أوروبا وأميركا، لافتاً إلى أن نسبة العملات المزورة ضئيلة، ويتم ضبطها في مركز العد والفرز.
وتهتم الدائرة الأمنية أيضاً بمسائل وثائق السفر، فضلاً عن عمليات تزوير تذاكر السفر، إذ بلغ إجمالي قيمة التذاكر المزورة، والتي تم ضبطها، إلى 60 مليون درهم خلال عام 2013، وهي في تناقص مستمر.
وتناول ترانس غارد ما حصته 85%من النقد المتداول في الدولة من حيث الاستلام والتسليم. وتبلغ الطاقة السنوية لمبنى الشركة الذي يقع ضمن محيط المنطقة الحرة في مطار دبي الدول 500 طن من الذهب الفضة ونحو 4 مليارات دولار، حيث تنمو عمليات الشركة بمعدلات تزيد على 8%سنوياً.
وبفضل شراكتها مع أكثر من 80%من المصارف والمؤسسات المالية والشركات شبه الحكومية والخاصة، تتولى ترانس جارد نقل أموال هذه الشركات واستلامها وتسليمها، وتغذية أكثر من 3000 جهاز صراف آلي بالنقود، وفقاً لتعليمات المصارف والمصرف المركزي، من خلال أسطول من السيارات المصفحة، يتألف من 300 سيارة.
بحث التحديات التي تواجه القطاع على الأرض وفي الأجواء
يبحث مؤتمر أمن الطيران المدني، على مدار ثلاثة أيام، في التحديات والمستجدات الأمنية التي تواجه الطيران المدني على الأرض، وفي الأجواء، وسبل تعزيزها في مختلف المجالات.
ويتضمن الحدث، الذي يقام مرة كل سنتين، تقديم جوائز التميز في أمن الطيران المدني، للمرة الأولى، لمستحقيها من الأفراد والفرق والمؤسسات في فئات عدة، هي: فريق العام، موظف العام، الجهة التدريبية، مدرب العام، شخصية العام ومنظمة العام.
وتشمل محاور المؤتمر، أمن وجوائز الطيران المدني، التي سيخاطبها أكثر من 30 متحدثاً في أيامها الثلاثة، موضوعات عدة، أبرزها أعمال الشغب والاختطاف وتهريب البشر ومنع الاحتيال والتزوير والتقنيات الجديدة وأمن المطارات.
ومن أبرز المتحدثين في الندوة، السير أنغوس هيوستن المسؤول السابق في سلاح الجو الأسترالي، والمستشار في أمن الطيران المدني في أستراليا، ومعالي تان سري كو بون هوي كبير المستشارين في وزارة الداخلية الأسترالية، واللواء عبيد مهير بن سرور نائب مدير عام الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب بدبي.
ومارتن جونز رئيس أمن الطيران المدني في وزارة النقل في المملكة المتحدة، والبروفيسور ستيف تشابمان نائب عميد جامعة إديث كوان في ولاية أستراليا الغربية، والدكتورة إيليز غولوب الرئيس التنفيذي لدائرة الهجرة وحماية الحدود في جامعة أريزونا، ومارك إيفريت، ومحمد عبيد الطاير من الهيئة العامة للطيران المدني في دولة الإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين في الدائرة الأمنية في طيران الإمارات، ومسؤولين أمنيين في عدد من الناقلات الجوية العربية.