أكد المهندس حسين لوتاه مدير عام بلدية دبي ورئيس لجنة تسمية الشوارع في إمارة دبي، أن هناك آلية ومنهجية في مشروع تسمية شوارع إمارة دبي بهدف الحفاظ على هوية المناطق بترسيخ تاريخها، وعبق تراثها عبر تثبيت هويتها وتسميتها بالمسميات التي تجسد الموروث الشعبي للمحافظة على الحضارة والأصالة، وتعريف الأجيال القادمة بالمسميات التراثية.
وقال لوتاه لـ«الاتحاد»: «هناك 8000 اسم لشوارع مدينة دبي، وتم انتقاء مسميات تعكس بيئة كل منطقة، بهدف المحافظة على المسميات التراثية من الاندثار»، موضحاً أنه تم اختيار أعضاء اللجنة بناء على خبراتهم ومعرفتهم بالتراث والثقافة ومن هم من ذوي الخبرة والاختصاص.
وبين لوتاه أن هناك أسماء «غير مألوفة» ولا مانع من تغييرها وتختلف وجهات النظر حول بعض الأسماء ولا مانع من استقبال مقترحات جديدة من الجمهور بشرط أن تتماشى مع الطابع التاريخي للإمارة بما فيه من أصالة وعراقة للماضي، والطابع الحضاري لها بما فيه من معاصرة ومواكبة للتطور.
وأوضح لوتاه أن تسمية الشوارع جاءت بناء على موقعها واستخداماتها، بهدف الحفاظ على التراث، مبيناً أن أسماء الشوارع الفرعية في منطقة جميرا استخلصت من مفردات البيئة البحرية، مثل السفن وأنواعها ومكوناتها، وأسماء الأسماك ومغاصات اللؤلؤ، وأنواع الرياح والأهوية المختلفة التي تضرب المناطق الساحلية، كذلك تم إحياء بعض المفردات الخاصة بالكواكب والنجوم بهدف ربط المسميات بتلك المناطق وطبيعتها، حتى عندما يتم تداولها بين السكان يسهل تحديد مواقعها والوصول إليها.
وقال «كل شارع يسمى بما له من علاقة بالبيئة البحرية كالسفن والأسماك هو حتماً يرتبط بشارع جميرا الرئيس ويتفرع منه»، لافتاً إلى اتباع المبدأ ذاته فيما يتعلق بتسمية شوارع المناطق الأخرى.
وأضاف «بعض المناطق القديمة في دبي ارتبطت بنوع معين من النخيل، أو الآبار أو الحرف القديمة، مثل منطقة الوحيدة التي يقال إنها سميت على نخلة وحيدة، أو الضغاية في ديرة حيث كان الصيادون يصيدون نوعاً معيناً من الأسماك، ويفتحون شباكهم في تلك المنطقة، بحيث تجمع هذه الأسماء ويتم مراعاة خصوصية كل منطقة من خلال آلية معينة تشرف عليها اللجنة».
وقال لوتاه: «أما في منطقة القوز فمسميات المواد الخام المستخدمة في معظم الصناعات، مثل شارع الرصاص وشارع الحديد وشارع الحجر، أما الشوارع المتصلة بمناطق سكنية مثل أم سقيم فتتخذ صفة رموزها القديمة، ومثال على ذلك شارع المنارة، الذي سُمي على مسجد «أبو منارة» وهو أحد أقدم المساجد في تلك المنطقة، كذلك الأمر بالنسبة إلى شارع أم الشيف، الذي يربط شارع الشيخ زايد بمنطقة أم الشيف، والتي سميت نسبة إلى مجلس غرفة أم الشيف الصيفي للمغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم».
وأوضح أن الآلية المتبعة لتسمية الشوارع في الإمارة تم تقسيمها على أساس المنهجية أولاً، حيث تم تقسيم مناطق دبي إلى قطاعات، وتم تجميع المناطق ذات الطبيعة المتشابهة من حيث الاستعمال والموقع معاً، ليمثل كل منها قطاعاً.
وبين أنه تم تسمية تلك القطاعات مثل قطاع جميرا، قطاع زعبيل، قطاع جبل علي، وغيرها، مبيناً أنه تم وضع منهجية لتسمية المناطق داخل القطاعات بما يتناسب أيضاً مع استعمالات الأراضي وطبيعة الموقع، والرصيد التاريخي التراثي، والمشاريع التطويرية بها مثل مسميات تراثية، أو بحرية، أو صناعية، أو خيول، وغيرها.
وأكد مدير عام بلدية دبي، أنه انطلاقاً من حرص القيادة الرشيدة بحكومة دبي على توثيق وتسمية شوارع المدينة التي شهدت تطوراً ونهضة عمرانية كبيرة رافقها انتشار العديد من الشوارع بالإمارة، باشرت البلدية بالإشراف على مشروع تسمية شوارع الإمارة للحفاظ على هوية المناطق بترسيخ تاريخها، وعبق تراثها عبر تثبيت هويتها وتسميتها بالمسميات التي تجسد الموروث الشعبي.