تعد لنكولن كونتننتال الجديدة لعام 2017 نقلة نوعية على اكثر من صعيد. فهي تنتقل بالتصميم الى عهد جديد يبرز مقدمة جديدة لشبكة امامية تختلف جذريا في الشكل عن سابقتها. كما ارتقت السيارة في تصميمها الداخلي الى ابعاد غير مسبوقة من التجهيزتتبنى شعار “الفخامة الهادئة” الذي تلتزم به الشركة. وتحتفظ السيارة ببعض الملامح التقليدية لكونتننتال، مثل الابعاد المتناسقة والحجم الكبير والانطلاق الرصين.
وهي من السيارات الاميركية الكلاسيكية التي بدأ انتاجها في ثلاثينات القرن الماضي. وكانت في وقت ما سيارة الرؤساء الاميركيين. وعندما وقعت حادثة اغتيال الرئيس الاميركي الاسبق كينيدي، كان يركب حينها سيارة لنكولن كونتننتال ليموزين.
اختفى اسم كونتننتال لفترة، ثم عاد في عام 2015 في صيغة سيارة كونسبت عرضت في نيويورك. وبعد نجاحها قررت الشركة الام فورد، ان تستثمر مليارات الدولارات لاعادة علامة لنكولن الى الاسواق، بإنتاج كثير من السيارات في القطاعات المختلفة، وعلى رأسها كونتننتال التي تعدّ الافخم.
في الطراز الجديد تأتي كونتننتال بأبعاد متناسقة انسيابية، لها حضور قوي من دون ان يكون حضورها طاغيا. وهي تحمل عدداً من الابتكارات العبقرية، مثل خط الكروم الوسطي الذي يقطع عرض السيارة ويتضمن في الوقت نفسه مقابض الابواب، بحيث تظهر السيارة في بروفيل نظيف لا تقطعه مقابض منحوتة في جسم السيارة.
وتستقبل السيارة صاحبها بسجاد من الضوء على الارضية عليه علامة لنكولن، وأضواء نهارية دايودية تمثل معلماً واضحاً من معالم السيارة، خصوصاً في خطوط الاضاءة الخلفية العرضية.
الفخامة الحقيقية لسيارة كونتننتال تأتي في الداخل بمقاعد رياضية انيقة يمكن ضبطها كهربائياً بنحو 30 زواية مختلفة، وتضيف كذلك امكانية ضبط النصف الاعلى من المقعد ومسند الرأس. وهي مقاعد يمكن تبريدها وتدفئتها.
ويقول كل من جرب السيارة إن المقاعد الامامية تعدّ من الافضل في الصناعة. وتُضبط المقاعد من بطانة الابواب وحفظ اكثر من وضعية على الذاكرة. ويقول صحافي خفيف الدم انه اذا لم يجد السائق وضعاً مريحاً في مثل هذا المقعد، فهو لا بدّ أن يكون احدب نوتردام.
وهناك خيار للمقاعد الخلفية، إما مقعد مستطيل لثلاثة ركاب، وإما مقعدان منفصلان بضبط كهربائي وكونسول وسطي يمثل قمة الفخامة التنفيذية. ويمكن في حال وجود المقعدين فقط، التحكم في محطات الراديو وفي السقف البانورامي وفي ستار خلفي للحماية من الشمس. كما يمكن بضغطة زرّ، سحب المقعد الامامي الخالي الى الامام لنشر المقعد الخلفي في وضعية الاسترخاء ومدّ الساقين. وهذا الخيار يطبق للمرة الاولى في لنكولن، ولكنه متاح في كثير من السيارات الاوروبية الفاخرة.
وفي كل الاحوال توفر كونتننتال المساحات الشاسعة للاقدام اماماً وخلفاً، ومساحة جيدة للرؤوس ايضاً.
وتوفر أحد افضل الاجهزة السمعية في الصناعة من طراز “ريفيل ألتيما” الذي يوزع الصوت داخل السيارة على 19 سماعة ومضخم للصوت. كما تقدم التكييف المنفصل لمناطق السيارة. ولم تنسَ الشركة اضافة حوامل الاكواب التي يمكن طيّها داخل الكونسول الوسطي. وهي توفر مساحة هائلة للشحن في الصندوق الخلفي، تعدّ اكبر من تلك المتاحة في كثير من السيارات الرباعية الرياضية.
ويمكن الاختيار بين مؤشرات القيادة التقليدية، والمؤشرات الرقمية على شاشة فائقة الوضوح. وحافظت الشركة على المقود نظيفاً من العديد من الازرار وجاء بالقليل منها. كما ان الشاشة الرقمية للقيادة لا تأتي مزدحمة بالمعلومات، كما تفعل شركات اخرى. وهي تقتصر على المعلومات الاساسية، مثل كمية الوقود ونظام الملاحة، والتحذير من مغادرة حارة السير، والتوقيت ودرجة الحرارة الخارجية.
وتعتمد السيارة في مكوّنات التجهيز الامامي على الخشب المصقول، بدلاً من البلاستيك، ما يكسبها قيمة اضافية. وهي توفر للركاب منافذ شحن “يو إس بي” للاجهزة الجوالة. كما انها مزودة بالراديو الرقمي، ونظام “سينك 3” للمالتي ميديا، بتطبيقات خاصة بالسيارة، مع بلوتوث للتواصل اللاسلكي مع الاجهزة المحمولة. ويمكن التحكم في التكييف، ووظائف اخرى باللمس على الشاشة او بالازرار التقليدية لمن يفضل ذلك.
وتُشغّل السيارة عن طريق الازرار التي تختار، كذلك، وضعية القيادة بين العادية والرياضية. ويمكن اختيار كونتننتال بعدد من المحركات احدها مكون من ست اسطوانات بسعة ثلاثة لترات وشاحن توربيني مزدوج، يوفر لها قدرة 400 حصان، ينطلق بها الى سرعة 60 ميلاً في الساعة في ست ثوان. وهناك خيارات اخرى لمحرك سعته 2.7 لتر بست اسطوانات، وآخر سعة 3.7 لتر بست اسطوانات ايضاً. ولا تعتمد السيارة على اية محركات بثماني اسطوانات.
وترتبط كل المحركات بناقل حركة اتوماتيكي بست سرعات، يدفع العجلات الامامية او كل العجلات، وفقاً لاختيار المشتري. ويمكن اختيار السرعات من على المقود بزرّ خاص. اما نظام التعليق، فهو من نوع ماكفرسون اماماً مع مخمدات خلفية. ويعلق البعض ان هذا الناقل هو نقطة الضعف الوحيدة في كونتننتال، حيث المنافسة تعتمد الان على ناقل بثماني سرعات على الاقل، يوفر نعومة ملحوظة في التنقل بين السرعات المختلفة. ولا يساعد هذا الناقل، مع الجسم الثقيل نسبياً، على توفير الوقود الذي يأتي بمتوسط 18 ميلاً للغالون داخل المدن، و26 ميلاً للغالون على الطرق السريعة.
وهي قد لا تطال سيارات فاخرة اغلى ثمنا في القطاع، مثل الفئة السابعة من بي إم دبليو، او إس كلاس من مرسيدس- بنز، ولكنها تقدم شيئاً جديداً؛ فالقوة المجردة ليست اولوية وإنما التهادي في تأن وهوادة وثيرة، هو احد معالم لنكولن التقليدية التي مازالت تحافظ عليها. ومع ذلك فهي لا تفتقر الى القوة عندما يحتاج إليها السائق. وهي مصممة خصيصاً من اجل الانطلاق الهادئ الوثير على الطرق الاميركية السريعة.
وهي تصلح للمخضرمين من السائقين الذي يبغون الراحة اثناء الانطلاق، ولا يريدون اثبات اي شيء للسائقين الاخرين. وهذا القطاع من السائقين ينتشر في انحاء العالم الاخرى، وليس في اميركا فقط. ومنهم قسم كبير في الشرق الاوسط لا يريدون من سياراتهم سوى الانطلاق الواثق الوثير. وفي الصين يفضل بعضهم الجلوس في المقعد الخلفي، وتوجيه السائق الى الجهة التي يريدون الذهاب اليها.
ويقول مدير التسويق في لنكولن، ايريك تيرنر، ان معظم السيارات المنافسة تركز على الجوانب الرياضية والانجاز، وبعض الزبائن لا يريدون ذلك، ويفضلون الراحة الفاخرة اولا. ومن المثير ان تكون هناك سيارة مثل كونتننتال تركز على جوانب الفخامة بدلاً من التظاهر بأنها سيارة رياضية وزنها طنان ونصف الطن.
ماذا عن المنافسة في القطاع؟ سوف تنافس كونتننتال عملياً، كل من كاديلاك “سي تي 6” وجينيسيس “جي 90” من هيونداي. وهي جميعاً سيارات جيدة تقدم انطباعات مختلفة عند القيادة ولكل منها جمهورها. وهي تصل الي المنطقة خلال ربيع 2017 وبأسعار تراوح بين 46 و71 الف دولار، وفقاً للمواصفات وخيارات التجهيز.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-li4