هناك العديد من الأسباب التي قد تؤدي للعقم، فمثلاً قد تعاني السيدة من مشاكل في الإباضة أو مشاكل في الرحم أو الأنابيب
أو يعاني الزوج من نقص في عدد النطاف، وقد تكون المشكلة أكثر تعقيداً حيث تكون هرمونات الزوجة طبيعية تماماً
وتحدث الإباضة في موعدها لكن لا تتمكن النطفة من تخصيب البويضة. فما الذي يحدث، وما هو الحل؟
نظرة على تخصيب البويضة:
عندما تلتقي النطفة بالبويضة يجب أن يلتصق رأس النطفة بجدار البويضة، وبمجرد حدوث الالتصاق تخترق
النطفة الطبقة الخارجية للبويضة وتدخل إلى داخل البويضة (الهيولى)، حيث يحدث الإخصاب. لكن في بعض
الأحيان لا يمكن للنطفة اختراق الطبقة الخارجية ويعود ذلك لأسباب عديدة، فقد تكون الطبقة الخارجية للبويضة سميكة
أو يصعب اختراقها، أو قد تكون النطفة غير قادرة على السباحة والحركة بشكلٍ طبيعي، وفي هذه الحالات لا يعتبر إجراء طفل الأنبوب بالطريقة الاعتيادية كافياً إنما يجب إجراء الحقن المجهري للنطاف داخل البويضات (ICSI).
ما هو التلقيح المجهري ICSI؟
التلقيح المجهري (حقن النطاف داخل الهيولى) ICSI عبارة عن تقنية تُستخدم أثناء إجراء طفل الأنبوب (IVF)
، حيث يتم حقن نطفة واحدة مباشرةً في البويضة بهدف تخصيب هذه البويضة، هذا يعني أن البويضة تخصب خارج الجسم أولاً
ثم يتم وضعها في الرحم. تعتبر هذه التقنية آمنة وفعّالة عند الأزواج الذين يعانون من العقم الذكري حيث يمكن أن تتحسن فرصة الإخصاب، كما تتم عند الأزواج الذين يعانون من فشل حدوث الإخصاب عند إجراء طفل الأنبوب بالطريقة الاعتيادية.
بماذا يختلف الحقن المجهري ICSI عن تقنية طفل الأنبوب التقليدية؟
هناك طريقتان لتخصيب البويضة إما عن طريق تقنية طفل الأنبوب التقليدية أو عن طريق الحقن المجهري.
في كلا الطريقتين يتم تحضير النطاف والبويضة بنفس الأسلوب، حيث يتم تحريض الإباضة عند السيدة لمدة أسبوع أو أكثر باستخدام مجموعة من الهرمونات ثم يتم سحب البويضات، وفي نفس اليوم يتم أخذ عينة من السائل المنوي من الأب لإجراء الإخصاب، أو قد يتم استخدام عينة مجمدة في حالاتٍ خاصة.
الفرق بين الطريقتين هو طريقة الإخصاب ففي تقنية طفل الأنبوب التقليدية يتم وضع آلاف النطاف بالقرب من البويضة في طبق بالمختبر، ويحدث الإخصاب عندما تقوم إحدى هذه النطاف بإخصاب البويضة، أما في عملية الحقن المجهري
فيتم استخدام إبرة صغيرة لحقن نطفة واحدة فقط في مركز البويضة.
كيف يتم إجراء الحقن المجهري ICSI؟
يتم إجراء الحقن المجهري تحت المجهر باستخدام أجهزة معالجة خاصة، فيستخدم الأطباء إبرة صغيرة لحقن نطفة ضمن البويضة بعد أن يتم شل حركة النطفة عن طريق قطع ذيلها، حيث تثقب البويضة ويتم إدخال النطفة إلى الجزء الداخلي من البويضة (الهيولى)،
وبمجرد حدوث الإخصاب ستنمو البويضة المخصبة (التي تسمى الآن الجنين) في المختبر لعدة أيام ثم يتم إرجاعها إلى رحم الأم.
لماذا نحتاج لإجراء الحقن المجهري ICSI؟
يساعد إجراء الحقن المجهري على التغلب على مشاكل الخصوبة المعقدة مثل النقص الشديد في عدد النطاف،
أو حركة النطاف غير الطبيعية أو الشاذة، أو سماكة جدار البويضة وغير ذلك. وقد ينصح الأطباء باللجوء إليه بعد فشل حدوث الإخصاب بطريقة طفل الانبوب التقليدية.
هل يمكن أن يؤثر إجراء الحقن المجهري ICSI على تطور الحمل أو نمو الطفل؟
تحدث مشاكل الحمل بعد الإخصاب المساعد بشكلٍ أكثر تواتراً مما تحدث في الحمل الطبيعي،
ولا يعود سبب ذلك إلى تقنيات الإخصاب المساعد بل لأن الأم غالباً ما تكون أكبر عمراً مما يعرضها لاحتمال أعلى لحدوث مشاكل في الحمل والولادة،
كما يتعرض جنينها لاحتمال إصابته بمشاكل خلقية لنفس السبب. لذا يجب مراقبة الحمل بشكلٍ لصيق والقيام بكل الإجراءات اللازمة لضمان سير الحمل بشكل سليم.
هل طريقة الحقن المجهري ICSI ناجحة؟
يُعتبر الحقن المجهري طريقةً فعالة بشكلٍ عام لكن لا يوجد ضمانات، فمن الممكن أن تتوقف البويضة عن النمو وبالتالي لا يتشكل الجنين حتى لو كان الإخصاب فعالاُ وناجحاً، وقد ينمو الجنين في المخبر لكنه لا يتمكن من الالتصاق بجدار الرحم.
كما أن الحقن المجهري أصعب وأكثر دقة من طفل الانبوب لذا يحتاج ليدٍ خبيرة، فقد يؤدي حقن البويضة بطريقةٍ خاطئة لأذيتها وحدوث تلفٍ فيها.
لذا عند اللجوء لهذا النوع من التقنيات يجب البحث عن مركز مجهز بشكلٍ جيد بأحدث التقنيات المخبرية، وعن أطباء ذوي كفاءة وخبرة عالية في هذا المجال وذلك لضمان أفضل النتائج الممكنة.