يعتبر ريتشارد ثيلر من أشهر الإقتصاديين في الولايات المتحدة الأمريكية وهو أستاذ جامعي متميز في العلوم السلوكية والإقتصاد في جامعة شيكاغو بوث لإدارة الأعمال.
ويعد من الأباء المؤسسين للإقتصاد السلوكي وهو مجال جديد نسبياً في الإقتصاد يأخذ في الإعتبار أوجه الضعف البشرية مثل التحيز وسوء الإدارة في عملية صنع القرار. وكان له محاولات عظيمة في إدراج علم النفس البشري في مجال الرياضيات ولكن مؤلفاته في هذا المجال بقيت مخفية. بالإضافة إلى ذلك، نشر ثيلر العديد من الكتب الأكثر مبيعاً في العالم ومنها كتابه “التحفيز، تحسين القرارات المتعلقة بالصحة والثروة والسعادة” بالتعاون مع كاس سونشتاين.
ولد ريتشارد ثيلر في 12 سبتمبر 1945 وفي شرق أورانج بولاية نيوجيرسي الأمريكية، تخرج من أكاديمية نيوارك قبل أن يحصل على درجة البكالوريوس في الآداب من جامعة كيس ويسترن ريزيرف في عام 1967، ثم حاز على درجة الماجستير في عام 1970 والدكتوراه في عام 1974 من جامعة روتشستر، وقد قرر في سن مبكرة أنه لن يكون رجل أعمال.
بدأ حياته المهنية كأستاذ في جامعة روتشستر، وكان عضواً في الهيئة التدريسية لكلية جونسون للأعمال في جامعة كورنيل في الفترة الممتدة من عام 1978 إلى عام 1995، ثم ذهب إلى كلية بوث بجامعة شيكاغو. وكان يشغل منذ عام 1999 منصب رئيس إدارة أصول فولر وثيلر الذي شارك في تأسيسه عام 1993، كما شغل منصب المدير المشارك للمكتب الوطني للبحوث الإقتصادية في مجال الإقتصاد السلوكي منذ عام 1991.
كتب ثيلر لمجلة المنظورات الإقتصادية بانتظام بين عام 1987 إلى عام 1990 الأمر الذي اكسبه اهتماماً واسع النطاق في مجال الإقتصاد، وكان يهدف من خلال بحثه المكثف إلى تسجيل الحالات المنفصلة للسلوك الإقتصادي التي كانت انتهاك واضح لنظرية الإقتصاد الجزئي التقليدية. وفي عام 1992، جمع كامل مقالاته للمجلة في كتاب “لعنة الفائز، المفارقات والشذوذ في الحياة الإقتصادية” تحدى فيه النظريات الإقتصادية التقليدية من خلال الكشف عن الطبيعة المتناقضة للسلوكيات الإقتصادية للناس.
قدم في عام 1993 كتابه “التقدم في التمويل السلوكي” وهو نهج جديد في مجال التمويل، وفي عام 1994 أصدر كتاباً آخر “الإقتصاد شبه العقلاني” تساءل فيه عن فشل النماذج الإقتصادية التقليدية في أغلب الأحيان بتنبؤ سلوق السوق بدقة، وارجع هذا الفشل إلى عدم وجود رغبة في مراعاة التحيزات التي تلون الطبيعة البشرية.
وفي عام 2010، بدأ بكتابة مقالات لصالح صحيفة نيويورك تايمز الإخبارية تعالج المشاكل المالية للولايات المتحدة الأمريكية، وفي عام 2015 نشر كتابه الأخير “سوء التصرف، صناعة الإقتصاد السلوكي” يستند إلى وجهة نظره في أن البشر يمتلكون صفة التحيز مما يجعلهم عرضة للفشل، ويقدم الكتاب تاريخ شامل عن أبحاث ثيلر.
حاز ريتشارد على جائزة نوبل في العلوم الإقتصادية لعام 2017 لوضعه “افتراضات واقعية نفسياً في تحليل صنع القرار الإقتصادي” يكشف بها عن الكيفية التي تؤثر بها السمات الإنسانية على القرارات الفردية. وكان ريتشارد المستشار غير الرسمي للإدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-n31