مجلة مال واعمال

لماذا اللغط بين الغرب والصين بشأن تقنية الجيل الخامس 5G؟

-

تقول تقارير إن الحكومة البريطانية سمحت لشركة هواوي الصينية بلعب “دور محدود” في تأسيس الجيل القادم للاتصالات الالكترونية وسط لغط دولي أو بالأخص في الغرب حول المخاطر الأمنية المحيطة بهذه التقنية الجديدة.

فقد قالت مصادر حكومية بريطانية، لوكالة رويترز للأنباء، إن لندن تنوي السماح لهواوي بالمساهمة في تأسيس أجزاء غير أساسية من شبكة الجيل الخامس ( 5G) في البلاد ولكنها ستمنعها من المشاركة في بناء الأجزاء الأساسية من الشبكة.

يذكر أن الجزء الأساسي من الشبكة هو الذي يحتوي على مفاصلها الحيوية والذي تخزن فيه المعلومات الحساسة، بينما يشمل الجزء غير الأساسي معدات مثل الأبراج والهوائيات وغيرها من المعدات غير الحيوية.

وجاءت هذه الخطوة رغم دعوات من الولايات المتحدة، حليفة بريطانيا الوثيقة، لحظر التعامل مع شركة هواوي بشكل تام من المشاركة في تأسيس البنى التحتية لجيل 5G بدعوى أن ذلك قد يستخدم للتنصت أو التجسس أو التخريب من جانب بكين.

يقول خبراء التكنولوجيا إن تقنية الجيل الخامس قد تغير حياتنا تغييرا جوهريا، إذ ستستمح سرعته الفائقة بالسيطرة على سيارات التي تقود نفسها إلى اجراء عمليات جراحية عن بعد.

ولكن مسؤولين أمريكيين يقولون إن ذلك سيضاعف المخاوف الأمنية نتيجة الدور المحوري والأساسي الذي ستلعبه الاتصالات الإلكترونية في حياتنا اليومية وزيادة عدد الأجهزة الموصولة بالنظام الجديد.

جاءت هذه الخطوة رغم دعوات من الولايات المتحدة، حليفة بريطانيا الوثيقة، لحظر التعامل مع شركة هواوي بشكل تام من المشاركة في تأسيس البنى التحتية لجيل 5G بدعوى أن ذلك قد يستخدم للتنصت أو التجسس أو التخريب من جانب بكين
بنية تحتية حيوية
بتمدد تقنية 5G في كل أوجه الحياة من المستشفيات إلى شبكات المواصلات إلى منشآت توليد الطاقة، ستصبح جزءا لا يتجزأ من البنية التحتية لكل الدول.

وهذا سيجعل نتائج عطب هذه الشبكات أو استخدامها عمدا للتخريب أكثر خطورة.

يقول روبرت ستراير، المسؤول عن السياسات الإلكترونية في وزارة الخارجية الأمريكية بهذا الصدد، “سيكون لتقنية 5G تأثير كبير على كل نواحي حياتنا لأنها ستصبح البنية التحتية الحيوية للكثير من الخدمات المّوفرة لعامة الناس. ولذا إذا تعطلت احدى شبكات 5G، ستكون هناك آثار خطيرة لكل محاور المجتمع”.

اتصالات جديدة
يقول خبراء إن زيادة سرعة الاتصال في شبكة 5G، سيغطي مليارات الأجهزة الالكترونية للاتصال بالانترنت.

تشمل هذه الاتصالات الهاتفية والارتباطات التقليدية على شبكة الانترنت، كما ستشمل أيضا الأجهزة والمعدات التي يمكنها الاتصال بالانترنت من غسالات الصحون إلى المعدات الطبية المتطورة. وتتوقع مؤسسة GSMA المتخصصة بالمجال الصناعي أن يتضاعف عدد هذا النوع من الأجهزة 3 مرات على الأقل إلى 25 مليار جهاز بحلول عام 2025.

ولكن، وكلما تكبر الشبكة وتتوسع، ستتيح المزيد من الفرص للمتسللين والمخربين بأن يهاجموا الشبكة لأغراضهم الخاصة. بعبارة أخرى، ستوجد شبكة كبيرة وأكثر تعقيدا بحاجة إلى الحماية.

شبكة متوزعة
تعد إحدى التغييرات المهمة بين تقنيتي 4G و 5G قدرة الأخيرة على نشر قدرات متطورة كانت حكرا على “لب” أو “نواة” الشبكات ونشرها وتوزيعها على أجزاء أخرى من الشبكة. وسيتيح ذلك اتصالات سريعة أكثر أمنا وموثوقية.

ولكن ذلك سيعني أيضا أن الفنيين والمختصين لن يتمكنوا من حماية الأجزاء المفصلية في النظام، حسبما يدعي المسؤولون الأمريكيون.

ويتفق مع هؤلاء في الرأي عدد من المسؤولين البريطانيين.

فقد قال توم توغندهات، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان البريطاني، “إن السماح لهواوي بالمشاركة في إنشاء البنية التحتية لنظام 5G في بريطانيا سيؤدي بحلفائنا الى الشك في قدرتنا في تأمين المعلومات وسيؤدي أيضا إلى تقويض الثقة في منظومة العيون الخمسة”.

يذكر ان “العيون الخمسة” هي منظومة استخبارية تضم في عضويتها كل من بريطانيا والولايات المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا وكندا – وكلها دول ناطقة بالانجليزية.

وأضاف توغندهات “أن التفريق بين الأساسي وغير الأساسي أمر عسير جدا فيما يتعلق الأمر بنظام 5G”.

يعد نظام 5G النظام الأحدث للاتصالات اللاسلكية.

ولا توفر هذه الخدمة حاليا إلا خمس شركات، هي هواوي و ZTE (الصينيتان) ونوكيا (الفنلندية) وسامسونغ (الكورية الجنوبية) وأريكسون (السويدية).

دخل النظام الجديد حيز الاستخدام في نيسان / أبريل 2019 في كوريا الجنوبية، إذ قالت شركات SK Telecom للاتصالات إنها أنشأت 38 ألف محطة بث وقالت شركة KT إنها أنشأت 340 ألف محطة وقالت شركة LG إنها أنشأت 180 محطة، وذلك في ست مدن.

ودشنت شركة فيرايزون خدمة 5G في عدد محدود من المحطات في مدينتي شيكاغو ومنيابوليس في الولايات المتحدة.