تلقي الأنشطة التسويقية اهتماماً من قبل المؤسسات الصحية في الأقطار المتقدمة بعد أن ثبت أن تبني وتطبيق المفاهيم التسويقية يزيد من فاعلية وكفاءة وكفاية تلك المؤسسات، فهي لا تختلف عن غيرها من المنظمات من حيث التنظيم الإداري والوظائف التي تمارسها.
كما لا تختلف المؤسسات الصحية عن غيرها من حيث تعاملها مع أسواقها، وأن كانت المنتجات التي تعرضها منتجات غير ملموسة لذلك يجب تكون أسواقها الرئيسية هي نقطة البداية في تخطيط أنشطة التسويق طبقاً للمفهوم التسويقي الشامل, واليوم نجد أن المؤسسات الصحية التي تهدف إلي الربح والتي لا تهدف إلي الربح تتطلع إلي التسويق بأمل وجود طريقة جديدة توصلها إلي حل المشكلات للحفاظ علي المستوي الإنتاجي، وتعمل علي اجتذاب المرضى وإقامة علاقات اجتماعية قوية توضح قدرتها وإمكانياتها المتعددة.
فالتسويق الصحي يركز على الأنشطة والفعاليات التي تهدف إلى جعل الأفراد أكثر استجابة للخدمات الصحية وبشكل طوعي والعمل على توعيتهم بمفهوم الصحة والذي يعني به كمدلول أوسع وأبعد من مفهوم غياب المرض وإنما له أبعاد متعددة وشاملة لأنه يتضمن أكثر من الصحة الطبيعية، يتضمن السمات الروحية والمهنية والاجتماعية والثقافية والعاطفية وأسلوب المعيشة, لذا فإن دور أنشطة التسويق الصحي ترتكز على جعل الفرد يقوم بالاختيارات والسلوك الطوعي الذي يسمح له بالتوصل إلى تحقيق التوازن في حياته بخصوص حاجاته الروحية والثقافية والمهنية والاجتماعية والعاطفية والطبيعية