أعلنت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس هيئة دبي للثقافة والفنون (دبي للثقافة)، الهيئة المعنية بشؤون الثقافة والفنون والتراث في الإمارة، عن إطلاق مبادرة استراتيجية تهدف الهيئة من خلالها إلى تحديث وتطوير مكتباتها العامة في دبي.
وتم إطلاق هذه المبادرة انسجاماً مع رؤية صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، عام 2016 عاماً للقراءة، ومتابعةً لتنفيذ توجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وذلك كي تعكس تصميماً عصرياً يُبرز الغاية منها، لاسيما لجهة تحتضن أرقى معايير ومصادر الثقافة والمعرفة في الإمارة.
وقالت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، إن «مشروع تحديث مكتبات دبي العامة يهدف إلى تحقيق التوجهات الاستراتيجية لـ(دبي للثقافة) الرامية إلى جعل القراءة واكتساب المعرفة في متناول الجميع في دبي من خلال توفير مرافق متكاملة ومريحة وعصرية. كما تنسجم جهودنا لتشييد مرافق معرفية بشكل جديد ومتطور في الإمارة مع خطة حكومة دبي لتكون موطناً لأفرادٍ مبدعين وممكَّنين، ملؤُهم الفخرُ والسعادة بحلول عام 2021. وعليه، نسعى في (دبي للثقافة) للمساهمة بشكل فاعل في ترسيخ مكانة الإمارة مركزاً للمعرفة على مستوى المنطقة والعالم».
وأضافت سمو الشيخة لطيفة «تحرص (دبي للثقافة) على تطوير واحتضان المواهب المحلية وتزويدها بالدعم اللازم لإطلاق إمكاناتها وقدراتها الإبداعية، ولقد قمنا بترجمة ذلك من خلال قرارنا بتكليف شركة محلية لتصميم المشروع وبدء عمليات التحديث للمكتبات العامة».
وستبدأ المبادرة الاستراتيجية التي ستقودها «دبي للثقافة» من خلال إطلاق مشروع تجريبي يُقام بالتعاون مع بلدية دبي، لتحديث المكتبة العامة في منطقة الصفا، ومن المقرر أن يتم استكماله بحلول الربع الأول من عام 2017.
وسيضم المبنى الجديد لمكتبة الصفا مجموعة من الأقسام والمرافق المتنوعة التي ستمنحها طابعاً وشخصية مميزة، بما في ذلك قسم مخصص للمواد الفنية التطبيقية، كما ستحتوي المكتبة الرئيسة بحلّتها الجديدة أيضاً على جميع الكتب والمنشورات المرتبطة بالفنون والتصميم، من مواد إرشادية إلى مجلات ومراجع ذات صلة، كما ستوفر المكتبة للزائرين محتوى رقمياً وقواعد البيانات بما فيها أرشيف الصور الرقمية.
وسيمثل المشروع التجريبي نموذجاً يُحتذى به في إعادة هيكلة المكتبات العامة في دبي، بهدف توفير تجارب جديدة في مجال المطالعة والأدب في جميع أنحاء الإمارة، وعند انتهاء عمليات التجديد، ستكون مكتبة الصفا العامة بمثابة منصة التقاء فريدة لأفراد المجتمع الإبداعي ومركزاً للمجتمع ككل، حيث يتسنى لهم التواصل والعمل والبحث والقراءة، كما ستشجع المكتبة أيضاً الشراكات والتعاون بين المؤسسات الإقليمية والدولية على صعيد تطوير المحتوى والبرمجة وغيرها.
من جانبه، قال مدير عام بلدية دبي المهندس حسين ناصر لوتاه «يسرّنا التعاون مع (دبي للثقافة) في تنفيذ هذه المبادرة المهمة، لاسيما أن إعادة هيكلة نظام المكتبة العامة تعد خطوة في الاتجاه الصحيح نحو تحقيق أهدافنا الطموحة بما يتماشى ورؤية دبي 2021، ونحن نهدف من خلال هذا التعاون المشترك إلى تسليط الضوء على أهمية الإبداع وتوفير منصة ثقافية تتيح للزائرين استقاء المعرفة بسهولة، خصوصاً مع إعلان العام الجاري عام القراءة بدولة الإمارات».
وتلتزم «دبي للثقافة» بدعم وتمكين المواهب المحلية وتزويدها بالمرافق والتسهيلات المعرفية اللازمة التي من شأنها أن تسلّط الضوء على إبداعاتها. وفي سعيها لتطبيق هذه المبادرة، قامت الهيئة بتكليف شركة «براغما» متعددة التخصصات في مجال التصميم، ومقرها في دولة الإمارات، للاهتمام بالجانب العمراني والهندسي للمشروع.
يذكر أن «دبي للثقافة» تواصل دورها المحوري في تعزيز مكانة دبي وجهة عربية عالمية نابضة بالحياة، تسهم في رسم معالم المشهد الثقافي في المنطقة.